صحة المرأةطب وصحة
أخر الأخبار

جراحة سرطان الثدي

جلست هدى في صمت أمام المرآة تحدث نفسها: سرطان الثدي ما هذا المرض المرعب أنني أخاف من مجرد قول الأسم فكيف يمكنني أن أتعافى منه؟ ثم أن الطبيب أخبرني في المرة السابقة أنني غالبًا سوف أحتاج إلى جراحة في الثدي هل هذا يعني أنني في مرحلة متقدمة في هذا المرض وهذا هو الحل الأخير؟ 

ثم فاقت من شرودها على صوت ابنتها تحدثها: أمي اقترب موعد ذهابك الى الطبيب هل نسيتي؟ ردت قائلة: لا لم أنسي يا حبيبتي ها أنا مستعدة ثم قالت هدى في نفسها: أنا أحتاج التحدث مع الطبيب والاستفسار منه حتى لا أترك نفسي لظنوني وحتى يساعدني. وبعد شرح مخاوفها الى الطبيب قال لها: أنا أتفهم جيدا ما تشعرين به. ولكن دعيني أحدثك أكثر حول سرطان الثدي وأسباب جراحة سرطان الثدي وأنواعها.

نبذة عن سرطان الثدي

يحدث مرض سرطان الثدي عندما يحدث نمو متزايد وغير طبيعي في خلايا الثدي، وهناك أنواع لسرطان الثدي تختلف باختلاف مكان حدوث السرطان في الثدي.

ما هي جراحة سرطان الثدي؟

تعتبر جراحة سرطان الثدي هي الخطوة الأولية لعلاج سرطان الثدي في حالة معرفة موقع وجود السرطان في الثدي. وأيضًا يجب أن يكون ثابت في هذه الحالة تتم الجراحة لإزالته، ولكن في حالة تحرك الورم من مكانه لا تنفع هذه الطريقة لأنه من المحتمل أنه يكون أنتشر لأماكن أخرى.

أسباب جراحة سرطان الثدي

هناك أسباب طبية وأخرى تجميلية لجراحة سرطان الثدي وتتضمن:

  • استئصال الورم السرطاني عن طريق استئصال جزء من الثدي أو العقد الليمفاوية المجاورة للخلايا السرطانية أ استئصال الثدي كله.
  • استئصال الثدي بغرض الوقاية من سرطان الثدي.
  • أحيانًا تكون هناك أورام غير سرطانية تحتاج إجراء جراحة لإزالتها.
  • تصغير حجم الثدي الذي يكون أحيانًا لسبب طبي أو بغرض تجميلي.
  • إعادة بناء الثدي والذي يتم بعد جراحة سرطان الثدي التي تتضمن إزالة الثدي بأكمله.

وبعد أن تعرفنا على أسباب الجراحة دعونا نتعرف على أنواع جراحة سرطان الثدي بالتفصيل.

هل هناك أنواع لجراحات سرطان الثدي؟

نعم هناك أنواع تتحدد حسب نوع الورم السرطاني، وموقعه، والطريقة التي يراها الطبيب مناسبة لإزالة هذا الورم وتشمل:

استئصال الثدي Mastectomy

إزالة الثدي بالكامل يعتبر أكثر جراحة مستخدمة لعلاج سرطان الثدي لما لها من فوائد ومنها:

  • تعتبر علاج لسرطان الثدي سواء كان في مرحلة متقدمة أو متأخرة.
  •  يختاره بعض الناس كإجراء وقائي إذا كان لديهم تاريخ إصابة سابق في العائلة.

ومع ذلك إستئصال الثدي له عدة أنواع وتتضمن:

  • استئصال الثدي بالكامل مع الحرص على الحفاظ على عضلات الصدر الموجودة أسفله.
  • استئصال الثديين في جراحة واحدة وتتم هذه العملية في حالة التأكد من انتشار السرطان في الثديين.
  • استئصال انسجة الثدي الداخلية مع الحفاظ على الجلد الخارجي والحلمة حتى يتم عمل بناء للثدي من خلال الجراحة التجميلية بعد ذلك.
  • استئصال العقد الليمفاوية تحت الإبط -والتي غالبا ما يظهر فيها السرطان في البداية قبل انتشاره في الثدي- مع إزالة أنسجة الثدي.
  • الاستئصال الجذري للثدي وهذه جراحة تتم في حالة انتشار سرطان الثدي وتحركه إلى عضلات الصدر. حيث يتم استئصال الثدي والعقد الليمفاوية مع إزالة عضلات الصدر تحت الثدي المصاب.

استئصال الكتلة الورمية lumpectomy

يقوم هذا النوع من جراحة سرطان الثدي على إزالة الأنسجة المصابة بالسرطان فقط. وغالبًا ما يكون في المراحل الأولية للإصابة عن طريق تحديد الجزء المصاب، والتأكد أنه لم ينتشر لأجزاء أخرى، ثم بعد ذلك تتم إزالته وإزالة الأنسجة المحيطة بهذا الجزء كنوع من الوقاية.

ويتميز هذا النوع من الجراحة بأنه يحافظ على الثدي دون استئصال. ولكن في حالة شك الطبيب في احتمالية عودة السرطان مجددًا فإنه يأخذ رأي المريضة في حالة أن حالتها الصحية  تسمح بذلك بأن تستمر على العلاج الإشعاعي أو في إزالة الثدي كإجراء وقائي لضمان عدم عودة سرطان الثدي مرة أخرى.

وهناك أنواع لهذا النوع من الاستئصال ومنها:

  • أخذ جزء من الورم وتحليله لمعرفة ما كان حميد أو خبيث.
  • استئصال الورم والجزء المحيط به للتأكد من عدم انتشار الخلايا السرطانية به. وإذا كانت النتيجة ايجابية يقوم الطبيب بالفتح مرة أخرى؛ لإزالة جزء أخر من الأنسجة حتى يتأكد تمامًا من عدم وجود خلايا سرطانية.
  • استئصال جزء من الثدي بما يعادل ربعه.

هذه هي أنواع جراحات الثدي الطبية وكما ذكرنا هناك جراحات تجميلية سوف نذكر منها فقط جراحة إعادة بناء الثدي.

  • جراحة إعادة بناء الثدي

غالبًا ما يتم هذا نوع من الجراحة بعد عمليات جراحة سرطان الثدي سواء الكلية أو الجزئية بغرض إعادة شكل الثدي كما كان باستخدام الجراحة التجميلية.

ما هي المخاطر المحتملة بعد إجراء جراحة سرطان الثدي؟

كما هو متعارف عليه فإن إجراء أي عملية جراحية من الممكن أن يتبعها بعض المشكلات الصحية التي يمكن معالجتها سريعًا فور معرفتها. وهناك بعض المخاطر التي يمكن أن تحدث بعد إجراء الجراحة ومنها:

  • حدوث جلطات في الساقين أو الرئتين.
  • يمكن أن ينزف الجرح بنسبة بسيطة بعد الجراحة ولكن عند زيادة النزف يجب التحدث مع الطبيب حول ذلك.
  • ممكن أن يحدث عدوى للجرح. وهذا يتم معرفته إذا تورم الجرح أو لاحظنا تغير في لونه للون الأحمر أو أصبح به وجع غير محتمل.
  • تجمع سوائل حول الجرح.
  • التهاب الأعصاب المحيطة بالجرح مما يسبب وجع في الكتف والصدر والذراع.

كل هذه الأمور يمكن أن تحدث ويمكن لا ولكن يجب المتابعة الجيدة بعد إجراء الجراحة حتى يتم التعامل مع أي مشكلة فور حدوثها حتى لا تتفاقم الأمور.

واخيرًا فإن سرطان الثدي أصبح من أمراض العصر الأكثر انتشارًا بين السيدات ويوجد أيضًا بين الرجال. فمن المهم أولًا الحفاظ على الصحة النفسية والتعامل مع الأمر بالشكل الصحيح وحسب تعليمات الطبيب. وجراحة سرطان الثدي من أهم أسباب التعافي من هذا المرض حيث إنها عملية لا تستغرق سوى من ساعة إلى أربع ساعات حسب مكان الورم ونوع عملية الاستئصال، ولكن تكمن فائدتها في التخلص نهائيًا أو بصورة جزئية من هذا المرض.

المصدر
clevel and clinicclevel and cliniccancer research huk

د. بسنت محمد

خريجة كلية علوم قسم كيمياء دبلومة في الكيمياء الحيوية تعمل كيميائية تحاليل طبية وكاتبة محتوى طبي
زر الذهاب إلى الأعلى