صحة الطفل
أخر الأخبار

الحصبة عند الاطفال | أسباب، أعراض، تشخيص وعلاج

كثيرًا ما يتنامى إلى أسماعنا الإعلان عن تدشين حملات قومية للتطعيم ضد الحصبة عند الاطفال كل عام، والتأكيد على أهمية التطعيم للوقاية من العدوى، مما يثير العديد من التساؤلات مثل ما هي الحصبة عند الاطفال؟ وكيف يكون شكل الحصبة عند الاطفال؟ وهل الحصبة عند الاطفال معديه؟

سيكون هذا المقال دليلك الشامل لمعرفة كل ما يتعلق بـ الحصبة عند الاطفال وعلاجها.

لنعرف أولًا ما هو مرض الحصبة عند الاطفال؟

الحصبة (Measles) وتعرف أيضًا باسم روبيولا (Rubeola) هو مرض فيروسي شديد العدوى قد يهدد الحياة، ويعد أشد خطرًا من فيروس الروبيلا (Rubella) المسبب للحصبة الألمانية. 

عادةً ما تصيب الحصبة الأطفال على وجه الخصوص وبعض البالغين الذين لم يتلقوا اللقاحات ضد هذه العدوى، ولا تزال الحصبة عند الأطفال السبب الرئيسي كل عام لوفاة الأطفال دون سن الخامسة، رغم توافر اللقاح الفعّٓال في جميع أنحاء العالم.

ما هي اسباب الحصبة عند الاطفال؟

يسبب فيروس روبيولا الذي ينتمي إلى عائلة الفيروسات المخاطية (Paramyxovirus) الإصابة بمرض الحصبة عند الاطفال اعراضه تشبه الانفلونزا الحادة مع حمى وطفح جلدي، لكن مضاعفاته خطيرة قد تسبب الوفاة إذا لم يتلق المصاب الرعاية الطبية الصحيحة والفورية.

عادةً ما يصيب فيروس روبيولا المسبب للحصبة الإنسان، والذي يعد المضيف الوحيد للفيروس، إذ يغزو الفيروس الجهاز التنفسي أولًا ثم ينتشر خلال الجسم عبر مجرى الدم والجهاز الليمفاوي، مسببًا أعراضه المعروفة.

فيروس الحصبة شديد العدوى، إذ ينتقل بسهولة من شخص إلى آخر عبر الهواء والرذاذ أثناء العطس والسعال، أو الاتصال المباشر مع سوائل الجسم للشخص المصاب.

ينتشر أيضًا عند فرك الأنف والعينين بعد ملامسة الأسطح الملوثة بقطرات السعال، إذ يمكن للفيروس البقاء نشطًا على الأسطح مدة ساعتين على الأقل.

قد لا تحدث الحصبة عند الاطفال حديثي الولادة لعدة أشهر بعد ولادتهم؛ إذا كانت الأم قد تلقت اللقاحات اللازمة ضد فيروس الحصبة مسبقًا، والتي توفر مناعة سلبية للطفل ضد الحصبة من خلال المشيمة، أو مع الرضاعة الطبيعية.

ما هي اعراض الحصبة عند الاطفال؟

الحصبة عند الاطفال الأعراض تظهر فيها تدريجيًا خلال 7- 14 يومًا من التعرض المباشر للعدوى الفيروسية، إذ يعاني الطفل من أعراض تنفسية تشبه الانفلونزا وتشمل:

  • السعال وضيق التنفس.
  • عطسًا وسيلان الأنف أو انسداده.
  • آلام الجسم والعضلات.
  • احمرار والتهاب ملتحمة العين.
  • حمى تصل إلى 40 درجة مئوية (104 فهرنهايت).
  • بقع كوبليك المميزة (Koplik’s spots) وهي بقع بيضاء صغيرة تظهر في الأغشية المخاطية داخل الفم.
  • طفحًا جلديًا أحمر اللون، ولا يُسبب الحكة، ويظهر بعد يومين أو أربعة أيام تقريبًا من ظهور الأعراض السابقة، ويبدأ في الوجه وأسفل الرقبة ثم ينتشر تدريجيًا إلى الجذع السفلي والأطراف، ويستمر مدة قد تصل إلى أسبوع.
  • أحيانًا لا يظهر الطفح الجلدي لدى الأطفال الذين يعانون من ضعف المناعة مثل (فيروس نقص المناعة المكتسب AIDS).

يمكنك معرفة المزيد عن ما هي علامات الحصبة عند الاطفال بمطالعة الحصبة عند الاطفال بالصور.

تشخيص الحصبة عند الاطفال

يعتمد التشخيص مبدئيا على الفحص السريري وظهور الأعراض على المصاب خاصةً بقع كوبليك في الفم والطفح الجلدي (قد لا يظهر في وجود أمراض مناعية).

يمكن تأكيد التشخيص بإجراء فحص الدم للكشف عن الأجسام المضادة لفيروس الحصبة (IgM, IgG)، أو إجراء مسحات الحلق أو الأنف.

ينبغي لك طلب المساعدة الطبية العاجلة إذا كان طفلك يخالط شخصًا آخر أو تظهر عليه أعراض الإعياء الشديد مثل:

تناولنا في الفقرات السابقة شرح ما هي الحصبه عند الاطفال وطرق انتقال العدوى والأعراض، والآن سنتعرف على من هم الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالحصبة عند الاطفال

  1. الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية وفقر الدم خاصةً في البلدان الفقيرة والنامية، أو منخفضي الوزن عند الولادة.
  2. الأطفال الذين يعانون من أمراض تضعف المناعة مثل سرطان الدم والايدز.
  3. الأطفال أقل من عام واحد ولم يتلقوا التحصين الروتيني ضد الحصبة، أو لديهم نقص فيتامين (أ).

ما هو علاج الحصبة عند الأطفال؟

دعنا نتفق أولًا أنه لا يوجد علاج محدد للقضاء على فيروس الحصبة، وتعتمد خطة العلاج حال تأكيد الإصابة على تخفيف الأعراض، والحد من حدوث مضاعفات خطيرة قد تودي بحياة المريض.

ينبغي عزل الطفل المصاب في المنزل إذا كان يعاني من أعراض طفيفة لمنع انتشار العدوى، والاهتمام بالتغذية الجيدة والراحة التامة، وتناول السوائل بكثرة لتجنب الجفاف بسبب ارتفاع درجة الحرارة.

يشمل العلاج استخدام الباراسيتامول أو الإيبوبروفين لأجل السيطرة على آلام الحلق والجسم والحمى، يحذر تناول الأسبرين للأطفال دون 16 عامًا لتجنب الإصابة بمتلازمة راي (Reye syndrom).

يفضل تعتيم الأضواء بالغرفة إذا كان الطفل يعاني من حساسية العين للضوء الساطع، ويساعد تنظيف العين بالقطن المبلل بالماء مع استخدام المضادات الحيوية الموضعية في تخفيف التهابات العين.

قد لا يفيد استخدام المضادات الحيوية في القضاء على فيروس الحصبة عند الأطفال، ولكن قد يوصي بها الطبيب إذا أصيب الطفل بعدوى بكتيرية ثانوية أو في حالة ظهور مضاعفات مثل: الالتهاب الرئوي والتهاب الأذن.

قد يساعد تناول مكملات فيتامين أ بجرعة (200000 IU) مرتين على مدار 24 ساعة للأطفال في خفض نسبة الوفيات الناجمة عن الحصبة أو حدوث تلف العين أو العمى.

تستمر عدوى الحصبة عدة أسابيع وقد تحدث بعض المضاعفات الخطيرة وفي هذه الحالة يحتاج الطفل المصاب إلى رعاية طبية عاجلة ومكثفة لأنها تهدد الحياة وتشمل: 

  • الالتهاب الرئوي الحاد.
  • التهابات الأذن وفقدان السمع الدائم.
  • التهاب الدماغ (Encephalitis).
  • التهاب الأغشية المحيطة بالمخ والنخاع الشوكي (Meningitis).
  • الإسهال والقيء الشديدين مما قد يؤدي إلى الجفاف.

كيف تقي أطفالك من الإصابة بالحصبة؟

يكتسب طفلك المناعة ضد الحصبة بإحدى الطريقتين:

  1. التحصين بلقاح ضد الحصبة.
  2. الإصابة بالمرض نفسه والذي يعطي مناعة لطفلك مدى الحياة.

يعد اللقاح ضد الحصبة هو الطريقة الآمنة والفعالة لمكافحة الفيروس، لذا تتبنى منظمة الصحة العالمية إطلاق حملات لتطعيم الأطفال ضد الحصبة، خاصةً في الدول التي تسجل تزايد ملحوظ في معدلات الإصابة والوفيات الناجمة عن هذا المرض.

لوحظ انخفاض عدد حالات الإصابة بالحصبة في الولايات المتحدة بنسبة 99% بعد إدراج لقاح الحصبة ضمن برنامج التلقيح الروتيني للأطفال مقارنةً بعصر ما قبل التطعيم.

عادةً ما يُعطى الطفل جرعتين من لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية (MMR)، الجرعة الأولى في سن 12- 15 شهرًا وجرعة معززة في سن 4 إلى 6 سنوات.

قد يحصل الأطفال أيضًا الذين تتراوح أعمارهم بين 12 شهرًا حتى 12 عامًا على لقاح (MMRV) الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية والجديري المائي للوقاية من الحصبة.

ينبغي إعطاء جرعة من لقاح إم إم آر (MMR) لأي شخص عمره 6 شهور أو أكثر في حال كان معرضًا لخطر الإصابة بالحصبة مثل تفشي المرض في منطقتك، أو إذا كنت تخطط للسفر إلى إحدى البلدان التي تنتشر فيها العدوى، أو عند مخالطتك مباشرةً لشخص مصاب بالحصبة.

قد يوفر الجلوبيولين البشري (الأجسام المضادة للحصبة) مناعة فورية قصيرة المدى عند التلقيح في غضون 6 أيام من التعرض لشخص مصاب بالحصبة، خاصةً للأطفال دون سن 6 أشهر، وأولئك الذين يعانون من ضعف المناعة.

في النهاية يتضح لنا صدق المقولة الشهيرة “الوقاية خيرٌ من العلاج” إذ يمكننا منع تفشي الحصبة من خلال إتباع التدابير الوقائية اللازمة وتلقي اللقاحات الدورية الموصى بها لسلامة أطفالنا الأعزاء.

المصدر
medicalnewstodaykidshealthnhsnfidhealthlinecdc
زر الذهاب إلى الأعلى