صحتك في رمضان
أخر الأخبار

الرضاعة الطبيعية خلال شهر رمضان

الرضاعة الطبيعية هي عملية فسيولوجية تتجلى فيها قدرة الله عز وجل، حيث جعل لبن الأم يحتوي على كافة العناصر الغذائية التي يحتاجها الطفل ويمكنه الاعتماد عليها للنمو مثل: البروتينات، الكربوهيدرات، الدهون والمعادن إلى جانب الأجسام المضادة التي تكسب الطفل مناعة قوية ضد الكائنات الممرضة، وتحميه من الأمراض. تشعر الأمهات المرضعات بالقلق حيال الرضاعة الطبيعية خلال شهر رمضان، تدور في أذهانهم الكثير من الأسئلة: هل يحصل الطفل على احتياجاته الكاملة من لبن الأم خلال ساعات الصيام؟ وماهي المخاطر المحتملة؟ هل يمكن أن يضر الصيام بصحة الرضيع ونموه؟

نناقش في هذا المقال تأثير الرضاعة الطبيعية خلال شهر رمضان، وكيف نتجنب حدوث المضاعفات لطفلك، ونقدم لكِ أيضًا بعض النصائح للتمتع بصيام صحي خالي من المشكلات الصحية.

صيام رمضان مع الرضاعة الطبيعية

إذا أردتِ صوم رمضان فهناك بعض العوامل التي يجب مراعاتها قبل اتخاذ هذا القرار:

أولًا: عُمر الطفل

يُعد عمر الطفل من أهم العوامل المؤثرة في قرار صيام، إذا كان طفلك أقل من 6 أشهر، ويعتمد اعتماداً كلياً على حليب الثدي، فمن الأفضل عدم الصيام.

أما إذا كان عمر الطفل 6 أشهر أو أكثر، ويتناول الأطعمة الأخرى بجانب الحليب، يمكنك الصوم بعد التأكد من توافر جميع الظروف المناسبة.

ثانياً: حالتك الصحية

ينبغي عدم الصوم إذا كنتِ تعانين من مشكلات صحية مثل: اضطرابات الدورة الدموية، مرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم، ويفضل إجراء الفحوصات الطبية قبل شهر رمضان للاطمئنان على صحتك، والتأكد من قدرتك على الصيام.

ثالثًا: المناخات الحارة

السيدات اللواتي يعشن في مناخات حارة أكثر عرضة لحدوث الجفاف خلال ساعات الصيام، حيث يفقدن كميات كبيرة من السوائل خلال ساعات الصيام.

رابعًا: نقص إدرار الحليب

قد تعاني بعض السيدات من نقص إدرار الحليب، بسبب مشكلة صحية أو تناول بعض الأدوية، لا يُنصح بالصيام لمثل هذه الحالات.

قبل اتخاذ قرار الصيام ينبغي لك مراعاة جميع العوامل السابقة، ويمكنك أيضًا الصوم الجزئي، أي صوم يومين إلى ثلاثة أيام في الأسبوع إذا كنتِ تشعرين بالتعب، أو حالتك الصحية لا تسمح بصيام رمضان كاملًا.

كيف يؤثر الصيام في لبن الأم؟

لا يُعتقد أن الصيام مرتبط بنقص إدرار الحليب أو يسبب تغيير في نسبة العناصر الأساسية مثل: الكربوهيدرات، البروتين أو الدهون، لكنه يؤثر في نسبة الفيتامينات والمعادن مثل: الزنك، المغنيسيوم والبوتاسيوم.

أجريت دراسة شملت 21 أم مرضعة، تتراوح أعمارهم بين 17-38 سنة، قاموا بصيام شهر رمضان، و تطوعوا لإعطاء عينات من حليب الثدي خلال الصيام، وبعد انتهاء شهر رمضان ظهرت النتائج كالآتي:

  • انخفضت مستويات الزنك والبوتاسيوم في لبن الأم انخفاضًا ملحوظًا.
  • زاد وزن الأمهات بمقدار 1 كجم.
  • لُوحظ انخفاض في نسبة فيتامين أ بعد رمضان.

أجريت دراسة أخرى لتقييم وزن الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية فقط، وتتراوح أعمارهم بين 15 يومًا إلى 6 أشهر، قامت أمهات هؤلاء الأطفال بصيام شهر رمضان كاملًا، وتم تقييم نموهم مرتين خلال شهر رمضان.

لم تجد الدراسة فروقًا ذات دلالات إحصائية في نمو الأطفال، وخلصت الدراسة إلى أن صيام رمضان لا يؤثر سلبًا في نمو الأطفال على المدى القصير.

علامات تدل أن الطفل لا يحصل على كميات كافية من حليب الأم

يجب استشارة الطبيب إذا ظهرت على طفلك هذه الأعراض:

  • بكاء الطفل باستمرار.
  • جفاف الفم والجلد.
  • براز اخضر اللون.
  • نقص كمية البول.
  • عدم الزيادة في الوزن أو نقصان الوزن بشكل ملحوظ.

الرضاعة الطبيعية خلال شهر رمضان والجفاف

قد تصاب بعض الأمهات المرضعات بالجفاف خاصة في البلاد ذات المناخ الحار، يقلل الجفاف من إدرار الحليب ويسبب ظهور الأعراض الآتية:

  • العطش الشديد.
  • الشعور بالدوار.
  • الصداع والتعب.
  • البول الداكن.
  • جفاف الفم والشفتين.

يجب الإفطار وعدم تكملة الصيام إذا لاحظتي ظهور الأعراض السابقة، حتى لا تتفاقم أعراض الجفاف وتؤثر في صحتك وصحة طفلك.

نصائح للأمهات المرضعات خلال شهر رمضان

نقدم لكِ سيدتي بعض النصائح التي يفضل أخذها بعين الاعتبار، للتمتع بصيام صحي، وتجنب حدوث الجفاف والمضاعفات لكِ ولطفلك.

  •  احرصي على شرب كمية كبيرة من الماء، في الفترة بين الإفطار والسحور، يفضل شرب 3 لترات يوميًا أو 13 كوب ماء.
  • يجب أخذ قسط كافي من النوم يتراوح بين 7-8 ساعات.
  • تأكدي أنك تتناولين نظامًا غذائيًا صحيًا، ويحتوي على 500 سعر حراري إضافي عن عدد السعرات الحرارية اليومية.
  • اكثري من تناول الخضراوات والفاكهة، والأطعمة الغنية بالمعادن والكالسيوم.
  • يجب عدم تكملة الصيام إذا ظهرت عليك علامات الجفاف التي ذكرناها سابقًا.
  • تناولي الأطعمة عالية الطاقة على الإفطار مثل التمر ويمكنك مزجه مع اللبن أيضًا.
  • تجنبي القيام بالأعمال الشاقة خلال ساعات الصيام.
  • لا تتناولي الأطعمة المعالجة والتي تحتوي على نسبة سكريات ودهون عالية، فهي تسبب مشكلات الجهاز الهضمي بسبب صعوبة هضمها.
  • هناك بعض المكملات الغذائية التي تحظى بشهرة واسعة في قدرتها على إدرار الحليب مثل الحبة السوداء والحلبة.
  • تناولي وجبة سحور متوازنة غنية بالألياف، الحبوب الكاملة، البروتينات، الكربوهيدرات وكذلك الخضروات والفاكهة.

في الختام…

قد أباح ديننا الحنيف الإفطار للسيدات المرضعات، حتى لا يتحملن مشقة الصيام مع الرضاعة، و لحمايتهم من المضاعفات التي قد تحدث بسبب الصيام، لذلك إذا كانت حالتك الصحية لا تسمح بالصيام أو هناك ضرر على طفلك، فلا بأس من الإفطار وقضاء مافاتك من أيام في وقت لاحق.

المصدر
breastfeedingpubmedbabyandchild
زر الذهاب إلى الأعلى