صحة المرأةطب وصحة
أخر الأخبار

تعرفي على أسباب تأخر الدورة الشهرية ومتى تحتاجين إلى زيارة الطبيب

عزيزتي المرأة، كنتِ فتاة أو كنتِ متزوجة ولاحظت تأخر في الدورة الشهرية، أو عدم انتظامها، أو غيابها لمدة تتخطى الثلاثة أشهر المتتالية ثم عودتها من جديد؛ فهذه المقالة من أجلكِ. تختلف أسباب تأخر الدورة الشهرية من سيدة لأخرى، فهناك أسباب داخلية تتعلق بحالتكِ الصحية مثل مشكلات الغدة الدرقية، والسُمنة، وحالة تكيس المبايض، والأمراض المزمنة، ومشكلات مرضية أخرى، وأسباب خارجية تتعلق بالحالة النفسية والمزاجية والتوتر العصبي الذي تتعرضين له. أوضح لك في هذه المقالة كل ما تحتاجين إلى معرفته عن أسباب تأخر الدورة الشهرية ومتى ينبغي لكِ مراجعة الطبيب، والعلاج، ولكن في البداية أشرح لكِ نبذة مختصرة عن الدورة الشهرية وطبيعتها.

ما الدورة الشهرية ولماذا تحدث؟

الدورة الشهرية هي مجموعة من التغيرات الهرمونية التي تحدث للمرأة، وهي إحدى العلامات الفسيولوجية لبلوغ الفتيات الصغيرات. يتكون الجهاز التناسلي للمرأة من المبيضين وقناتي فالوب والرحم والمهبل، وعندما تصل الفتاة إلى سن البلوغ يبدأ المبيضين في العمل وإنتاج بويضة واحدة كل شهر بالتبادل، تتحرك البويضة عبر قناة فالوب إلى الرحم في انتظار الإخصاب، ويزداد سمك بطانة الرحم تمهيدًا لعملية الإخصاب. 

تستغرق هذه الرحلة من 21-28 يومًا، فإذا لم يحدث إخصاب لتلك البويضة تنهار بطانة الرحم وتحدث  الدورة الشهرية. تتولى الهرمونات الأنثوية التي تُفرز من الغدة النخامية ومن المبيضين تنسيق الأمر، ومن ثم تتكرر الدورة الشهرية كل 25-28 يومًا عند أغلب السيدات. تحدث الدورة الشهرية لمعظم الفتيات في المرحلة العمرية 8- 14 عامًا وتستمر حتى عمر إنقطاع الدورة الشهرية 45-55 عامًا.

أسباب تأخر الدورة الشهرية

من المفترض أن تحدث الدورة الشهرية بصورة منتظمة مثلما ذكرنا كل 21-28 يوم، وتُحسب الدورة الشهرية من أول يوم بها إلى اليوم الأول في الدورة التالية، إلا أن هناك حالات تتأخر فيها الدورة أو تنقطع، ويعد تأخرها إلى 38 يومًا أو تأخرها عن الموعد الذي اعتدتِ عليه أمرًا غير طبيعي. إن أسباب تأخر الدورة الشهرية إذا استثنينا وجود حمل من الممكن أن تكون أحد الأسباب التالية:

1. الضغط العصبي والتوتر

يؤثر التوتر والضغط العصبي والحالة المزاجية السيئة على الدورة الشهرية، حيث أن التعرض للضغط العصبي والأمور المرهقة نفسيًا لمدة زمنية طويلة يسبب مشكلة في إفراز الهرمون المسئول عن التبويض (gonadotropin releasing hormone)، ومن ثم تتأخر الدورة الشهرية. عادة ما يحدث تأخر الدورة الشهرية بسبب الضغط العصبي الممتد إلى ثلاثة أشهر فأكثر، وذلك إذا لم توجد أسباب مرضية أخرى.

2. السُمنة

تؤثر السُمنة على تنظيم هرموني الإستروجين والبروجيستيرون، الأمر الذي يؤدي إلى تأخر الدورة وفي بعض حالات السُمنة المفرطة تتأثر الخصوبة وقد تسبب العقم.

3. فقدان الوزن بسبب الأنظمة الغذائية القاسية

مثلما أن ازدياد الوزن المفرط يسبب تأخر الدورة الشهرية، فأن كذلك الأنظمة الغذائية القاسية التي ينتج عنها النقص الشديد في الوزن، والدهون، والسعرات الحرارية تؤثر سلبًا على تخليق الهرمونات في الجسم؛ وتكون سببًا في تأخر الدورة الشهرية.

4. بداية الدورة الشهرية

تكون الدورة الشهرية غير منتظمة في مرحلة البداية عند بعض الفتيات الصغيرات وتختلف في كل شهر من حيث ميعادها، أو عدد أيامها وهذا أمر طبيعي في البداية.

5. عدم الانتظام في عادات النوم

عندما تتغير مواعيد نومكِ باستمرار وعندما لا تحصلين على القدر الكافي من ساعات النوم، فإن ذلك يؤثر على انتظام الدورة الشهرية ويسبب تأخرها في بعض الأحيان.

6. تكيس المبايض

تعاني حالات تكيس المبايض (polycystic ovary syndrome- POCS) خللًا في الهرمونات، يسبب تأخر الدورة الشهرية وعدم انتظامها، وهذا ليس العرض الوحيد لحالة تكيس المبايض؛ حيث أن هناك أعراض أخرى مثل:

  • ظهور الحبوب في الوجه والجسم كله. 
  • زيادة الوزن.
  • ظهور الشعر بطريقة ملحوظة في الوجه والجسم.

 اجتماع هذه الأعراض هو ما يجعل الطبيب يشخص الحالة على أنها تكيس مبايض بعد إجراء التحاليل اللازمة، ومن ثم يصف العلاج المناسب.

7. مشكلات الغدة الدرقية

تسبب مشكلات الغدة الدرقية سواء كانت فرط إفراز الغدة الدرقية أو قصورها تأخر الدورة الشهرية وعدم انتظامها وربما غيابها.

8. الرضاعة الطبيعية

تؤدي الرضاعة الطبيعية إلى انقطاع الدورة الشهرية طوال الستة أشهر الأولى على الأقل، قد تظل الدورة منقطعة مدة الرضاعة بأكملها وقد تكون غير منتظمة وتختلف عن المعتاد قبل الحمل والرضاعة.

9. قصور المبيض الأولي

يحدث قصور المبيض الأولي (Primary ovarian insufficiency)عند بعض السيدات في المرحلة قبل إنقطاع الدورة أي قبل بلوغ عمر الأربعين؛ تتأخر الدورة الشهرية شهرين أو ثلاثة ثم تعود من جديد. يتوقف المبيضان عن إنتاج البويضات جزئيًا وذلك قبل الوصول إلى مرحلة ما قبل انقطاع الدورة المتعارف عليها.

10. مرحلة ما قبل انقطاع الدورة

هي مرحلة انتقالية بين المرحلة العمرية التي تؤدي فيها المبايض وظيفتها والمرحلة العمرية التي تتوقف فيها تمامًا عن التبويض وإنتاج البويضات (ما يعرف بسن الأمل أو إنقطاع الطمث). تعاني السيدات في هذه المرحلة تأخر الدورة الشهرية وعدم انتظامها، واختلاف في عدد الأيام والكثافة عما اعتادت عليه.

11. بعض الأمراض المزمنة

تعاني بعض السيدات الأمراض المزمنة التالية التي تكون سببًا في تأخر الدورة الشهرية:

  • تكيسات المبيضين.
  • داء السكري من النوع الثاني.
  • أمراض القلب.
  • أمراض الكلى الم 
  • بعض الأورام مثل أورام الغدة النخامية.

12. بعض العلاجات

تسبب بعض الأدوية مثل مضادات الاكتئاب، وعلاجات الصرع، وأدوية الغدة الدرقية، وبعض أنواع العلاج الكيماوي تأخر الدورة الشهرية، أو غيابها.

13. وسائل منع الحمل

تختلف وسائل منع الحمل في تأثيرها على الدورة الشهرية، منها ما يسبب تأخر الدورة وعدم انتظامها، ومنها ما يسبب زيادة كميتها ومنها ما يجعلها نقاط خفيفة، ومنها ما يسبب انقطاعها تمامًا ولكنها تعود لطبيعتها بمجرد التوقف عن استخدام الوسيلة. من هذه الوسائل الأقراص الهرمونية ( الأقراص أحادية الهرمون) مثل ديبو بروفيرا Depo-provera، وبروجستيرون progesterone.

متى تحتاجين إلى استشارة الطبيب؟

 ينبغي لك استشارة الطبيب إذا كنت أحد الحالات التالية:

  • إذا كنت فتاة وبلغتِ من العمر 16 عامًا ولم تأتِ الدورة الشهرية بعد. 
  • إذا تأخرت الدورة مدة ثلاثة أشهر على التوالي.
  •  إذا تأخرت الدورة الشهرية، وظهرت عليكِ أعراض مثل اكتساب وزن زائد أو فقد ملحوظ في الوزن، أو حبوب بكثرة في الوجه والجسم، أو ظهور شعر في منطقة الذقن والوجه.
  • إذا تأخرت الدورة الشهرية وكنت في عمر الأربعين أو أقل، عليك الرجوع إلى الطبيب للتأكد من أنك لا تعانين قصور المبيض الأولي الذي تحدثنا عنه سابقًا. 

علاج تأخر الدورة الشهرية

يتوقف العلاج على معرفة أسباب تأخر الدورة الشهرية، ومن ثم وصف العلاج المناسب. يحدث ذلك بالرجوع إلى طبيب النساء والتوليد للخضوع للفحص وإجراء التحاليل، وتحديد سبب تأخر الدورة.

عادة ما يكون العلاج أحد الخيارين التاليين:

  • أقراص منع الحمل ثنائية الهرمون لتنظيم الدورة إذا كنت تعانين تكيس المبايض (poly cystic ovary syndrome-PCOS).
  • العلاج الهرموني البديل إذا كنت في مرحلة ما قبل الطمث، أو في بداية مرحلة انقطاع الطمث (perimenopause or menopause). حديثًا أصبح الأطباء يصفون العلاج غير الهرموني لأعراض انقطاع الطمث.

ينصحكِ طبيب النساء والتوليد بالتوجه إلى المعالج النفسي في حال أن أسباب تأخر الدورة الشهرية كانت التوتر والضغط العصبي،  ليصف لكِ المهدئات التي تُحسن من حالتك وتساعد على عودة الدورة الشهرية إلى طبيعتها، أو التوجه إلى الطبيب المختص إذا كنت تعانين حالة مرضية أخرى مما ذكرنا سالفًا ضمن أسباب تأخر الدورة الشهرية، أو التوجه إلى مختص التغذية لإتباع نظام غذائي صحي بخلاف الأنظمة الغذائية القاسية التي أدت إلى تأخر الدورة الشهرية.

الآن عزيزتي المرأة، بنهاية هذه المقالة تكونين قد عرفتِ كل ما يخص أسباب تأخر الدورة الشهرية، وكيفية التعامل مع الأمر دون فزع أو توتر، ومتى تتبين إلى طبيب النساء والتوليد للعلاج.

المصدر
nhshealthlineverywellhealthclevelandclinic
زر الذهاب إلى الأعلى