صحة الطفل
أخر الأخبار

طفلك في اليوم الأول في المدرسة

أول يوم مدرسة

اليوم الأول في المدرسة له رهبة كبيرة وخاصةً إذا كان الطفل لأول مرة يذهب فيها للمدرسة. حيث يخشى الطفل من فكرة الابتعاد عن أمّه لوقت طويل. لا شك أن تجربة ذهاب الطفل إلى المدرسة لأول مرة هي تجربة مشحونة بمشاعر وأوضاع مختلفة للأسرة كلها. على الجهة الإيجابية ينتظم وقت هذا الطفل فجأة، وبالتالي تنتظم حياة الأسرة بأكملها. وهناك متعة خاصة عندما تجد صغيرك يتعلم المزيد والمزيد، وأن حياته بدأت في الاتساع وأصبح لديه أصدقاء وأحداث يومية.

التعامل مع طفلك في أول يوم في المدرسة

توديع الطّفل بشكلٍ سريع، ولطيف قبل ذهابهِ إلى المدرسة: من المُهمّ جدّاً أن لا يذرف الوالدان الدّموع عند ذهاب طفلهم إلى المدرسة فذلك سيُشعره بالرهبةِ والخوف، وعِوضاً عن ذلك عليهم أن يُعطوه عناقاً سريعاً، والتأكيد له أنَّهما سيعودان لاصطحابهِ فور انتهاء دوامه المدرسيّ.

قضاء بعض الوقت مع الطّفل في الصَف: يمكن لأحد الوالدين أن يقضي بعض الوقت مع الطّفل في الصَّفّ. ولكن يجب أن يبقى على مسافةٍ من الطّفل بحيث يسمح له باستكشاف المكان، والتعرُّف على من حولهِ من الأطفال. وعندما يبدأ الطّفل بالشعور بالراحةِ أكبر مع مُحيطه يُمكن للوالدين الانسحاب بشكلٍ تدريجيّ من المكان.

أولا: دور الوالدين

 1- يجب أن تعوّد طفلك عادة النوم والاستيقاظ باكرا قبل دخوله المدرسة. وبهذا سوف يصبح الأمر أكثر سهولة عندما يصبح عليه أن ينام ويستيقظ في مواعيد ثابتة مع بدء العام الدراسي

2 – من الجيد أن تعمل باستمرار على حث وتشجيع طفلك للتعبير عن حاجاته الطبيعية في المنزل والمدرسة مثل طلب الذهاب إلى الحمام أو شرب الماء.

3 – قبل دخول المدرسة من الممكن أن تعطي الطفل بعض الدروس والواجبات البسيطة. كي لا يعاني من صعوبات في تنفيذ الواجبات المدرسية مستقبلاً.

4 – تعليم الطفل قيم التعاون والمشاركة وعدم الأنانية في تعامله مع أخوته أو بقية الأطفال. وتحمل بعض المسؤوليات التي تتناسب مع عمره.

ثانيا: دور المعلم

 1- يجب على المعلم وخصوصاً الرجل أن يراعي الطريقة التي ينظر إليه الأطفال فيها. فيجعل شكله من حيث اللحية والملابس وحتى ملامح وجهه مريحة بالنسبة للأطفال. كأن يبتسم دائماً ويتقرب ويتودد لهم كي يحبوه ولا يخافوا منه.

2- يجب أن يتصف تعامل المعلم مع الأطفال وعلاقته بهم بالتسامح والود. ولكن مع الحفاظ على هيبة المعلم وأهمية الالتزام بالانضباط والواجبات والأنشطة الصفية. حتى لا يعتبر الأطفال أن هذا تراخ من قبل المعلم وبالتالي إهمال دروسهم وواجباتهم.

3- من الضروري أن يعمل المعلم على عدم إبقاء أي من التلاميذ وحيداً أو منعزلاً، ويساعدهم في تنمية الصداقات فيما بينهم، وذلك مثلاً من خلال دمجهم في مجموعات وإعطائهم مهمات تتطلب تعاوناً جماعياً.

ثالثاً: واجبات إدارة المدرسة

1- من الهام أن تضع إدارة المدرسة سياسات لاستقبال والترحيب بالتلاميذ الجدد. وحث بقية التلاميذ على تقبلهم وتعريفهم بالمدرسة ومرافقها وقوانينها ومعايرها، لتسهيل عملية تقبل هؤلاء للمدرسة والاندماج أسرع مع نظامها.

2- يمكن وضع برامج وألعاب تتطلب تعاون الأطفال ومساعدتهم لبعضهم البعض. أثناء حصص الرياضة والفنون، بهدف تنمية علاقات الصداقة وقيم التعاون ومساعدة كل طفل جديد على تكوين صداقات.

3- يمكن لإدارة المدرسة السماح لأهالي بعض التلاميذ الذين يعانون من سوء تكيف مع المدرسة بالتواجد مع أطفالهم ضمن برامج وخطط مدروسة. (كالسماح لأحد الوالدين بالتواجد أثناء الاستراحات مع أطفالهم أو تخصيص وقت أثناء الدوام لزيارة الأهل بهدف تقليل الوقت الذي يقضيه الأطفال الذين يعانون من اضطرابات التكيف بعيدين عن والديهم)

اقرأ أيضاً: كيف نبني الثقة بين الأبناء والآباء

الآثار السلبية عن عدم تكيف طفلك في اليوم الأول في المدرسة

ما يعاني منه طفلك من مخاوف ومشاكل في يومه الأول في المدرسة له آثار سلبية عديدة قد تصل في حدودها إلى ما هو أبعد من عدم الاندماج مع مجتمع المدرسة والخوف منها وعدم تقبلها. فقد يصل الأمر إلى حد التسبب في تأخره الدراسي والتراجع في تحصيله العلمي أو التأثير على شخصيته وسويته النفسية والاجتماعية ويمكن أن نذكر بعض من هذه الآثار كما يلي:

  • تراجع القدرة على التوافق اجتماعياً

حيث أن فشل الطفل في التكيف مع أجواء المدرسة ومجتمعها. سوف ينعكس بطبيعة الحال على توافقه الاجتماعي عموماً وقدرته على بناء العلاقات المرضية والتوافق مع الآخرين.

  • الشعور بالنقص وضعف الشخصية

فعندما لا يتمكن الطفل من التكيف مع المدرسة وتقبل مجتمعها ويفشل في بناء علاقات صداقة فيها ويتراجع في مستواه التعليمي. كل هذا سوف يشعره أنه أقل من الآخرين ومختلف عنهم وغير مقبول بينهم وبالتالي سيؤدي هذا إلى ضعف في شخصيته وتشكل شعوراً بالنقص لديه. 

  • الشعور بالملل والضيق أثناء الدروس والحصص

ونتيجة لعدم تكيفه مع نظام المدرسة وعدم تقبله لدروسها ووظائفها. سوف يشعر بعدم الادراك والفهم لهذه الدروس وبالتالي الملل والضيق وانتظار انتهاء الدروس والدوام بفارغ الصبر.

  • الخجل وعدم الثقة بالنفس والعزلة

فالمدرسة لا تشبه المنزل من حيث أن الجميع مهتم بالتواصل مع الطفل وتحفيزه دائماً على المشاركة في الحياة المدرسية، وإذا لم يتمكن الطفل من إيجاد موقع وتأثير له بين زملائه في المدرسة، فسوف ينعزل ويشعر بالوحدة وبالتالي يخجل من التعامل مع الآخرين والتعبير عن رغباته وتضعف ثقته بنفسه.

أفكار أنشطة لطفلك في اليوم الأول في المدرسة

نشاط الرسم بالرمل الملون للاطفال

يمكن للمعلمة تحضير نشاط من نوع مختلف للرسم على الرمل مثل كتابة الحروف أو الأرقام باستخدام الرمل أو رسم أي شيء بذهن الأطفال.

لعبة بيت الكنز 

يقمن المعلمات بتجهيز صندوق كبير ، وتغليفه بغلافات الهدايات والشرائط الملونة. ثم يتم وضع مجموعة من الألعاب والدفاتر والأقلام والأدوات المدرسية والحلويات بداخل الصندوق. ثم تغطية فتحة الصندوق بقماش ثم يوضع فوق طاولة أمام الأطفال. يأتي الطفل المشارك ويقف أمام الكرسي ويدخل يده بداخل الصندوق. ويمسك بيده شيء من الأشياء الموجودة بداخل الصندوق ، ويخمن هذا الشيء ، فإذا استطاع معرفته يحصل عليه.

اطارات التصوير أول يوم مدرسة

يمكن للمعلم صنع اطارات مزينة مكتوب عليها أول يوم في الروضة يتصور بداخلها الأطفال كتذكار لهم.

لكي نضمن شعور الطفل بالاستقرار والأمان والسعادة في مدرسته. يجب أن نستمر بعمل الأنشطة المتنوعة التي تبهج الأطفال طوال العام الدراسي. و يجب أيضا على المعلم أن يستقبل تلاميذه بابتسامة لطيفة وترحيب من القلب بحضور تلاميذه إليه. رغم عدم رغبتهم في الحضور أحيانًا بسبب البرد أو النوم ، حينها سيعرف الطفل أنه من الجيد أنه لم يتغيب عن معلمه ، فهو يسعد بحضوره كل يوم للمدرسة.

المصدر
health harvard

د. أحمد النجار

طبيب أسنان عام واستشاري طب أسنان شامل
زر الذهاب إلى الأعلى