صحة الرجل
أخر الأخبار

مرض باجيت العظام والثدي | الأسباب، الأعراض، العلاج

يعرف مرض باجيت بأنه اضطراب موضعي في إعادة تشكيل العظام يبدأ عادة بارتشاف عظمي مفرط يتبعه زيادة في تكوين العظام. هذا النشاط المفرط ينتج عنه عظام هشة غير منتظمة الشكل وأكثر عرضة للكسر من العظام الطبيعية.

يعد ثاني أشهر أمراض العظام بعد الهشاشة لدى كبار السن، ويحدث بسبب وجود خلل ما في عملية تكوين العظام الجديدة، إذ تنقسم الخلايا العظمية بسرعة كبيرة مما يؤدي إلى تضخم العظام، لكنها في المقابل تكون هشة، وقابلة للكسر. 

يعطل مرض باجيت الدورة الطبيعية لتجديد العظام مما يؤدي إلى ضعفها أو تشوهها، لكنه يتطور ببطء لذا يمكن إدارة المرض بنجاح في معظم المرضى.

كيف يحدث مرض باجيت؟

يحدث مرض باجيت العظام عادةً في كبار السن، حيث يتخلص الجسم من العظام القديمة بمعدل أسرع من المعتاد ثُمّ يحاول تعويض الخلايا المفقودة بسرعة، فينتج الخلايا بأعداد أكثر من اللازم، مما يؤدي إلى حدوث تشوهات في المنطقة المصابة، كما يؤدي إلى هشاشتها وزيادة خطر التعرض للكسور.

تحتاج عملية تشكيل العظام الجديدة إلى مزيد من الأكسجين، إذ يعمل القلب على تزويد المنطقة المصابة بمزيد من الأوعية الدموية.

يصيب عظام الجمجمة، والحوض، والعمود الفقري، والساقين، ويعد كبار السن أكثر عرضة للإصابة به من غيرهم. وقد يصيب عضوًا واحدًا أو اثنين، وأيضًا يمكن أن يظهر مترافقًا مع أمراض العظام الأخرى مثل التهاب المفاصل.

أسباب مرض باجيت

يعد مرض باجيت من الأمراض مجهولة السبب؛ لكن تشير بعض الدراسات إلى وجود سبب وراثي، إذ يحدث في عائلة دون الأخرى.

أيضًا أشار بعض الباحثين إلى وجود علاقة بين الإصابة ببعض الفيروسات في مرحلة الطفولة -مثل فيروس الحصبة- والإصابة بالمرض في سن متقدمة.

أعراض مرض باجيت العظام

تتشابه أعراضه مع معظم أمراض العظام الأخرى، لذا فإنّ معظم المصابين به قد لا تظهر عليهم أي أعراض، ولا يكتشف المرض إلا في حالة الفحص لسبب آخر مثل التعرض للكسور.

يعاني بعض المرضى:

  • الصداع.
  • آلام في منطقة الفخذين أو الساقين أو العمود الفقري.
  • احمرار الجلد حول العظام المصابة، وألم شديد عند الضغط عليها.

مضاعفات مرض باجيت

  • فقدان السمع: بسبب كبر حجم الجمجمة والضغط على العصب السمعي.
  • الشعور بالوخز والتنميل في الجزء المصاب وحوله.
  • قصور في القلب.
  • فقدان الأسنان.
  • مشكلات في الإبصار.
  • مشكلات في الأعصاب بسبب الضغط الناتج عن كبر حجم العضو المصاب.
  • هشاشة العظام.
  • سرطان العظام “Paget’s sarcoma”، يحدث في 1% من المرضى.

ما هي طرق التشخيص المتبعة؟

يشخص المرض بالفحص السريري؛ ويلجأ إليه الطبيب للكشف عن وجود تغير في شكل العمود الفقري، أو نمو غير طبيعي للعظام، ويُطلب من المريض إجراء تصوير العظام “bone scan” باستخدام النظائر المشعة. ويستطيع الطبيب بواسطته تحديد أماكن النمو غير الطبيعي للعظام. ويعد أكثر دقة من الأشعة السينية في تكوين صورة عامة عن تطور المرض.

يمكن أن يستعين الطبيب أيضًا بتحليل الدم للكشف عن نسبة الفوسفاتيز القاعدي “alkaline phosphatase test”، وهو إنزيم ينتجه الجسم بنسبة كبيرة في حالة الإصابة بمرض باجيت؛ لكن لا يمكن الاعتماد عليه بمفرده، لأنّ زيادة مستوياته في الدم قد تكون مؤشرًا على الإصابة بأمراض العظام الأخرى.

يُطلب من المريض إجراء الأشعة السينية “x-ray” على العظام المتضررة؛ لتأكيد تشخيص الإصابة بمرض باجيت.

متى يلجأ المريض للعلاج؟ ومتى يتوجب على الطبيب التدخل الجراحي؟ وهل يصل المريض إلى مرحلة التعافي التام؟

أولًا: العلاج بالأدوية

يتعامل الطبيب مع المصاب بمرض باجيت العظام مثل أي مرض عظام آخر؛ بمعنى: لا يلجأ الطبيب للأدوية إلا إذا كانت هناك شكوى صريحة من المريض بوجود الألم وعدم الارتياح أو أظهرت التحاليل والفحوصات ضرورة التدخل الدوائي. 

من هذه الأدوية:

  • ثنائي الفوسفونات “bisphosphonate”: يبطئ من عملية تكسر العظام، ويجب متابعة مستويات الكالسيوم وفيتامين د أثناء تعاطيه.
  • المكملات الغذائية مثل الكالسيوم: تؤخذ بفارق ساعتين من جرعة ثنائي الفوسفونات، لأن الكالسيوم يقلل من امتصاصه.
  • فيتامين د: مع التعرض لأشعة الشمس لزيادة قدرة الجسم على امتصاصه.
  • مضادات الالتهاب غير الستيرويدية “NSAIDS”: مثل البروفين والنابروكسين؛ تعمل على تخفيف حدة الألم الناتج.

يُنصح المريض باستخدام العوامل المساعدة في الحركة، مثل العصا؛ لتفادي السقوط في أثناء المشي.

كما ينصح بتهيئة مكان المعيشة، وجعله مريحًا قدر الإمكان لتجنب الانزلاق، ومن ثَمّ تفادي التعرض للكسور.

ثانيًا: العلاج الجراحي

قد يلجأ الطبيب إلى التدخل الجراحي في بعض الحالات مثل:

  • الكسور، التي تحدث غالبًا في عظام الفخذ أو الساقين.
  • عدم الاتساق، أو التشوه الملحوظ في العظام.
  • الالتهاب الحاد في المفاصل.

مع ذلك، لا يصل المريض إلى مرحلة التعافي التام من المرض، والالتزام بالعلاج يعمل فقط على تخفيف حدة الأعراض وإبطاء تطور المرض.

مرض باجيت الثدي

يعد مرض باجيت في الثدي أحد أنواع سرطان الثدي النادرة، يشعر فيه المريض بحكة شديدة واحمرار في الحلمة والهالة المحيطة بها تشبه هذه الحكة تلك التي تسببها الاكزيما. ويرجع السبب في وجود تلك الحكة إلى تكون الخلايا السرطانية في الحلمة أو حولها.

ويحدث عادةً مصاحبًا لنوع آخر من السرطان مثل سرطان القنوات الموضعي “ductal carcinoma in situ”، أو سرطان الثدي الغازي “invasive breast cancer” 

شكل مرض باجيت الثدي والأعراض المصاحبة له

تعتمد الأعراض بصورة كبيرة على مرحلة تطور المرض.

ففي البداية: تشتكي المريضة من احمرار الحلمة، والتصبغ، وتكون القشور.

وفي المراحل المتقدمة يحدث الآتي: 

  • الشعور بالحكة.
  • الشعور بالوخز في الحلمة والهالة المحيطة بها.
  • إفراز صديد دموي أو أصفر اللون من الحلمة.
  • تورم، أو تكتل في المنطقة المصابة.
  • تكون القشور، وزيادة سمك الجلد في الحلمة والهالة المحيطة بها.
  • تسطح الحلمة أو انعكاسها إلى الداخل.
  • التقرح في بعض الحالات.

أسباب مرض باجيت في الثدي

لم يستطع الأطباء الوقوف على سبب حدوث المرض، لكن توجد بعض النظريات التي تشرح آلية حدوثه، من هذه النظريات:

  • وجود سرطان في الثدي، تنتقل فيه الخلايا السرطانية عن طريق القنوات اللبنية إلى سطح الحلمة.
  • النمو غير الطبيعي لخلايا الحلمة والهالة المحيطة بها، فبعض الحالات وإن كانت نادرة إلا أنّها غير مصحوبة بأي سرطانات في الثدي.

عوامل الخطر

  • النساء أكبر من خمسين عامًا.
  • السمنة، خصوصًا بعد سن اليأس.
  • وجود تاريخ عائلي للإصابة بسرطان المبيض أو الثدي.
  • الإصابة السابقة بسرطان الثدي.
  • العلاج بالهرمونات البديلة في سن اليأس.
  • التعرض للعلاج الإشعاعي على الصدر.
  • وجود كتل في الثدي (ورم حميد).
  • الإفراط في تناول الكحول.

مضاعفات مرض باجيت في الثدي

بسبب تشابه أعراضه مع أعراض بعض الأمراض الجلدية الأخرى مثل: الاكزيما والصدفية، قد يتأخر تشخيص المرض، تكون المعالجة سهلة إذا كان المرض في بداياته، لكن مع مرور الوقت، قد يتطور الورم وينتشر، مما يمثل خطرًا على الحياة.

من المضاعفات أيضًا:

  • تقدم سن اليأس، وضعف الخصوبة بسبب العلاج الكيميائي والعلاج بالهرمونات.
  • خطر الإصابة بالسرطانات الأخرى بسبب العلاج الإشعاعي، والعلاج الكيميائي.
  • الاستسقاء الليمفاوي بسبب إزالة العقد الليمفاوية.

كيف يشخص مرض باجيت الثدي وكيف يتعامل معه الطبيب؟

يبدأ تشخيص المرض عن طريق الفحص السريري للثدي، ويلاحظ الطبيب حالة الثدي العامة، خاصةً الحلمة والهالة المحيطة بها، وإن كان يوجد بها قشور أو طبقة سميكة من الجلد.

يطلب الطبيب من المريضة إجراء بعض الفحوصات، مثل:

  • تصوير الثدي الشعاعي “mammography” للكشف عن وجود سرطان في الثدي.
  • الأشعة فوق الصوتية أو التصوير بالرنين المغناطيسي، إذا لم يعط التصوير الشعاعي صورة مؤكدة عن المرض.
  • أخذ عينة (biopsy) من الثدي أو الحلمة أو منطقة الورم لفحصها ميكروسكوبيًّا، والكشف عن وجود خلايا سرطانية، ويعد هذا الإجراء أدق طرق التشخيص، كما أنّه يعطي صورة عامة عن: 
  • مرحلة الورم بالتحديد، ودرجة نموه وانتشاره.
  • هل السرطان غازي أم غير غازي.
  • هل يستجيب للعلاج الهرموني أم لا.

اقرأ أيضاً: خزعة الثدي | أنواع خزعات الثدي والوقت الذي يستغرق للتعافي

للمزيد اقرأ: 5 معلومات لا بد من معرفتها قبل إجراء أشعة ماموجرام لتصوير الثدي

كيف يتعامل الطبيب مع مرض باجيت الثدي؟

يعد التدخل الجراحي أهم خطوط العلاج، وذلك باستئصال الورم، ويعتمد الطبيب في ذلك على درجة انتشار الورم، وعمر المريض، وصحته العامة، وإن كان قد تعرض للسرطان من قبل.

يلجأ الطبيب أيضًا لبعض الإجراءات المهمة، مثل:

  • العلاج الشعاعي: ويستهدف الخلايا السرطانية المتبقية بعد الاستئصال.
  • العلاج الكيميائي: ويهدف إلى تدمير الخلايا السرطانية الشاردة في الجسم.

 ينصح المتعافين من مرض باجيت بالمداومة على إجراء الفحوصات الدورية، ومتابعة حالتهم مع الطبيب المعالج للاطمئنان بشأن عدم عودة الورم مرة أخرى.

المصدر
healthlineverywellhealthorthoinfomedicalnewstoday
زر الذهاب إلى الأعلى