صحة عامة
أخر الأخبار

الخلايا الجذعية | هل حقاً سوف يكون هذا العلم قادر على علاج الأمراض؟

stem cells

حديثنا اليوم سوف يكون عن أمر يشغل بال الجميع والعلماء خاصة سواء كانوا لا يعلمون عنه إلا القليل أو يعلمون عنه أكثر ومازالوا يكتشفون ويبحثون لمعرفة المزيد إلا إنه يسبب الحيرة والأمل لكل من يعرف عنه ألا وهو الخلايا الجذعية (Stem Cells). هل حقاً سوف يكون هذا العلم قادر على علاج الأمراض؟ هل حقاً سنكون قادرين على تخليق خلايا حية سليمة؟ كل من لديه عزيز مريض لديه أمل بتطور هذا العلم لمساعدة كل المرضى.

في حديثنا اليوم سوف نتحدث عن نبذات مختصرة فيما يخص هذا المجال الواسع لنفهم أكثر قليلاً عنه.

بدأ العلماء الاهتمام بعلم الخلايا منذ اختراع الميكروسكوب في عام 1800 واكتشفوا أن وحدة بناء الجسم هي الخلية ولكن اكتشاف طرق استخلاص خلايا جذعية جنينية في التجارب على أجنة الفئران كان في عام 1981 أي من حوالي ما يقارب 40 عام فقط ومنذ ذلك الوقت حتى يومنا هذا والتجارب والاكتشافات والبحث مستمر في هذا المجال.

ما هي الخلايا الجذعية؟

إن أجسامنا تتكون من عدد من الخلايا التي لكل منها وظائف محددة ومختلفة مثل خلايا الدم الحمراء المسئولة عن حمل الأكسجين لجميع الأعضاء ولكن كل هذه الخلايا المختلفة غير قادرة على الانقسام لذا لابد من وجود مصنع بالجسم لخلق هذه الخلايا عند استهلاكها.

أما الخلايا الجذعية فهي فريدة عن باقي الخلايا إذ لديها القدرة الطبيعية على الانقسام إلى خلايا وليدة وهذه الخلايا الجديدة يمكن أن تتجدد ذاتياً أو يمكن أن تكون الخلايا الجديدة ذات وظائف محددة مثل: خلايا الدم أو خلايا المخ أو خلايا عضلة القلب أو خلايا العظام. 

ونظراً لهذه القدرة الخاصة يضع العلماء آمالاً كبيرة في علاج الخلايا المريضة بالجسم عن طريق خلق خلايا أخرى جديدة وسليمة من الخلايا الجذعية واستبدالها ومع تقدم العمر يمكن أن تقل هذه الخلايا في الأماكن المصابة لذا هدف العلاج هو زيادة عدد الخلايا الجذعية في الأماكن المصابة لتطوير العلاج الذاتي بالجسم.

ما هي أشهر أنواع الخلايا الجذعية؟

تنقسم الخلايا الجذعية إلى عدة أنواع نذكر منها ما يلي:

1. خلايا جذعية جنينية

وهي توجد بالأجنة من عمر يوم إلى 5 أيام. وتوصف بأنها متعددة القدرات حيث لديها القدرة على التحول إلى خلايا جذعية أو خلايا متخصصة لأي عضو. وهي الأهم والأوسع بحثاً وهي التقنية المستخدمة غالباً لذا سوف نتكلم عنها أكثر قليلاً.

كما ذكرنا سابقاً تؤخذ هذه الخلايا من الأجنة في المرحلة الأولى وتتميز بقدرتها على التجدد لذا فهي تساهم في علاج الأمراض وكذلك في تطوير علاج للأمراض الجينية. 

وهذا ما يميز الخلايا الجنينية عن الخلايا البالغة فهي بذلك يمكنها أن تصبح أي نوع من خلايا الجسم المتعددة كما يمكنها أن تتكاثر تحت ظروف ملائمة. 

وتلك المرونة والتجدد جعلها ذات نفع كبير في مجال الطب حيث تستخدم في استبدال الأنسجة بعد الإصابات أو الأمراض.

كما يمكن أن تستخدم في علاج عدد كبير من الأمراض الوراثية والسرطانات والشلل الرعاش وإصابات النخاع الشوكي.

2. خلايا جذعية بالغة

وهي توجد بالبالغين ويكون عددها محدود مثل: نخاع العظام. كما أن قدرتها على انتاج خلايا مختلفة للجسم محدودة مقارنة بالخلايا الجنينية. 

واعتقد العلماء أنها غير قادرة على إنتاج سوى أنواع متشابهة من الخلايا فمثلاً الخلايا الجذعية بنخاع العظام قادرة على إنتاج خلايا الدم فقط، ولكن الدراسات الحديثة أوضحت أن الخلايا الجذعية البالغة يمكن أن تنتج أنواع مختلفة من خلايا الجسم ولكن هذه الدراسات مازالت في بدايتها. 

3. خلايا جذعية متعددة القدرات مستحدثة

قام العلماء بتحويل الخلايا البالغة إلى خلايا جنينية وذلك عن طريق إعادة برمجتها جينياً لتقوم بعمل الخلايا الجنينية. هذه التقنية يمكن أن تقلل من مقاومة جهاز المناعة للخلايا الجديدة ولكن مازال البحث قائماً للتأكد من سلامة استخدام الخلايا الجذعية البالغة المعدلة جينياً. 

4. الخلايا الجذعية ما قبل الولادة

هي خلايا اكتشفت في السائل الأمنيوسي المحيط بالجنين وفي الحبل السري ولها القدرة على التحول إلى خلايا متخصصة وتم اكتشافها عن طريق فحص السائل السلي لبعض النساء الحوامل ولكن مازال هناك العديد من الدراسات القائمة لفهم أكثر عن هذا النوع من الخلايا.

من أين تؤخذ الخلايا الجذعية؟ وهل يسهل الحصول عليها؟

يمكن الحصول على هذه الخلايا من عدة مصادر أهمها:

  • نخاع العظام
  • دم الحبل السري

وهو مصدر غني بالخلايا الصغيرة وعوامل النمو التي تدعم تجديد وإصلاح الأنسجة، ويمكن أن يستخدم في علاج عدة حالات مثل: إصابات الأنسجة و بعض أنواع السرطانات والاضطرابات المناعية وذلك لقدرته العالية على التأقلم مع الجسم المضيف.

  • السائل الأمنيوسي المحيط بالجنين

وهو مصدر ممتاز للخلايا الجذعية وبالرغم من أنه عادة ما يتم التخلص منه بعد الولادة إلا أنه في بعض الحالات يتم تجميده للاستخدام اللاحق؛ ويمكن أن تستخدم الخلايا الجذعية المستخلصة منه في علاج الجروح وإصابات المفاصل.

  • الأنسجة الشحمية (Adipose tissue)

إذ تحتوي الأنسجة الدهنية على تركيز عالٍ من الخلايا الجذعية والتي يمكن استخلاصها بسهولة.

  • الطعم الخيفي (Allografts)

يتم الحصول عليها من بنك الأنسجة أو من متبرع حيث أن الخلايا الفقارية للمتبرعين المتوفين تحتوي على عدد كبير من الخلايا الجذعية التي تكون مناسبة للعلاج الخيفي.

ما هو دور الخلايا الجذعية في علاج الأمراض؟

تستخدم الخلايا الجذعية في علاج بعض المشكلات الصحية والأمراض وذلك لقدرتها العالية في: 

  • فهم كيفية تطور الأمراض مثل: العيوب الخلقية والسرطانات.
  • شفاء بعض الأمراض وتستخدم حالياً في زراعة النخاع لاستبدال خلايا الدم المريضة بأخرى سليمة وقد يمكنها أيضا شفاء أمراض مثل: الزهايمر والسكري وأمراض القلب وإصابات العمود الفقري. 
  • اختبارات الأمان للأدوية الجديدة.
  • توليد خلايا جديدة لاستبدال المصابة في الجسم. 
  • البحث عن كيفية تحول بعض الخلايا إلى خلايا سرطانية.
  • معرفة أسباب الخلل الوراثي لبعض الخلايا.
  • كذلك تدخل في تطبيقات الطب المتجدد والذي يعمل على علاج أصل المرض وليس علاج أعراض المرض.

ولهذا هناك مؤسسات ودول كبيرة تعمل على مساعدة الباحثين في هذا المجال وذلك لما يأمله من مستقبل هذا المجال في علاج الأساس المرضي مما سوف يساعد المنظومات الصحية على تخطي أمراض منتشرة ذات تكلفة علاج عالية.

المصدر
mayoclinicyourgenomesciencedailyhoustonstemcelltherapybioinformant

د. لقاء سامي

صيدلانية
زر الذهاب إلى الأعلى