الصحة النفسيةطب وصحة
أخر الأخبار

الصمود النفسي وأهمية تدريب النفس عليه

لقد نشأ مفهوم الصمود النفسي من المشهد الاجتماعي الذي يشمل الظروف الصعبة والتحديات التي تواجه الإنسان منذ نشأته. ويتمثل في قدرة الشخص على مواجهة الصدمات والضغوط النفسية التي يواجهها في الحياة، وتختلف هذه المقدرة حسب شخصيته وتكوينه النفسي.

وقد وجد أن الأشخاص الذين لا يتمتعون بالمرونة يتجهون إلى أساليب غير صحية من أجل التأقلم مثل (العزلة وتجنب التعامل مع الآخرين) وقد تصل في بعض الأحيان إلى الرغبة في الانتحار.

كيفية بناء الصمود النفسي

سنذكر هنا بعض العوامل التي تساعدك في الحفاظ على صحتك النفسية مثل:

1-تكوين علاقات صحية مع الآخرين 

إذ يذكرك ذلك دومًا بأنك لست وحيدًا في هذا العالم، ويساعدك على زيادة الثقة في نفسك.

2-اهتمامك بصحتك الجسدية

يساعد أسلوب الحياة الصحي في المحافظة على صحتك النفسية، مثل اتباع تغذية جيدة، والنوم الكافي والتمارين الرياضية وغيرها.

كذلك، يمكن القيام ببعض الإجراءات في حالة شعورك بالتوتر تشمل الآتي:

  • استرخاء العضلات التدريجي                        
  • السعي لحل المشكلات
  • الكتابة
  • التواصل الفعال
  • التعرف على تقنيات الارتجاع البيولوجي.
  • تعلم تمارين التنفس الحجابي.

3-تجنب الحلول السلبية 

من الأفضل لك أن تواجه الألم والضغوط النفسية وتسعى للتغلب عليها بدلًا من الهروب من مواجهتها بالأساليب الخاطئة، مثل إدمان الكحول. كذلك، يساعدك التركيز على القيام بأشياء إيجابية في القضاء على نظرتك السلبية للأمور.

4-حدد هدفًا واسع لتحقيق حلمك

عليك أن تسأل نفسك ماهو الهدف الذي تتمنى تحقيقه؟ وابدأ في السعي للوصول إليه.

تعلم من أخطاء الماضي؛  لكي لا تقع فيها مرة أخرى.

لا تتردد في البحث عن المساعدة واستشارة المتخصصين وخاصة في مجال الصحة النفسية.

كيف تعرف إذا كنت تتمتع بصمود نفسي؟

إذا لم تمنعك العقبات والصدمات التي تواجهها في حياتك، وتكرار تعرضك للفشل من المضي قدمًا في 

تحقيق أحلامك؛ فهذا يعني أنك تتمتع بالصمود النفسي.

أنواع الصمود النفسي

تختلف الاستجابة للضغوط من شخص لآخر، كذلك يختلف رد فعل الشخص الواحد تبعًا لنوع المؤثر وسنذكر ذلك بالتفصيل فيما يلي:

  • عاطفي: يعتمد فيه الشخص على التفاؤل الواقعي في مواجهة أزماته.
  • جسدي: ويشير إلى قدرة الجسد على مواجهة الصعوبات والأمراض والتعافي سريعًا.
  • مجتمعي: ويقصد به قدرة مجموعات من الأشخاص على مواجهة التحديات والكوارث، مثل أحداث العنف والكوارث الطبيعية.
  • عقلي: يشير إلى قدرة الشخص على تحمل الأزمات والمشكلات عقليًا والسعي للتعافي.

اقرأ أيضاً: أسباب ضغوط العمل وكيف نتغلب عليها

هل هناك علاقة بين الجنس ودرجة الصمود النفسي؟

تشير الأبحاث إلى اختلاف الاستجابة بين الرجال والنساء في مواجهة الصدمات والأزمات النفسية؛ فقد أثبتت المرأة أنها كانت أكثر صمودًا عن الرجل وخاصةً في أوقات الأزمات الكبيرة، مثل الحروب والأوبئة.

كذلك يجب الإشارة إلى أن المرونة لا تمنع التوتر ولا تقضي على الأزمات وضغوط الحياة، ولا ينظر الأشخاص الذين يتمتعون بالمرونة النفسية لتلك الأزمات باللون الوردي، ولكنهم يعلمون أن طبيعة الحياة في كثير من الأحيان مؤلمة. وبناءًا  على ذلك، تساعدهم قدراتهم العقلية على المواجهة والتغلب على تلك الضغوطات والتقدم في حياتهم.

ما هو الصمود النفسي عند الأطفال؟

هو قدرة الطفل على التكيف مع ظروف الحياة وتقلباتها والمشكلات الأسرية وغيرها، ويجب أن تغرز هذه القدرة في السنوات الأولى من تربية الطفل وتتطور معه في كل مرحلة من حياته.

كيف تصل بطفلك إلى الصمود النفسي؟

هناك العديد من العوامل التي تساعدك على تطوير المرونة لدى طفلك؛  لمساعدته على تخطي الصعاب وتشمل الآتي:

  • يجب عليك أن تكون ذكيًا في التعامل مع طفلك.
  • علم طفلك ضرورة الاهتمام بنفسه.
  • عزز من ثقة الطفل بنفسه.
  • التشجيع على علاقات داعمة لطفلك.
  • لا تتحدث بسلبية أمام طفلك، وتجنب التحدث عن المصائب أمامه.
  • لا تعرض الحلول دومًا بل علمه كيف يتعامل مع المشكلات.
  • ممارسة التمارين الرياضية.
  • ساعد طفلك من خلال تحفيزه على مساعدة الآخرين.
  • حافظ على الروتين اليومي.

صدمات الطفولة وتأثيرها على التكوين النفسي لطفلك

يؤثر التوتر والصدمات النفسية على مخ الطفل بشكل سلبي وقد يؤدي إلى تدميره؛ إذ عندما يتعرض الطفل إلى صدمة نفسية شديدة وخاصةً إذا كانت متكررة أو لفترات طويلة دون أن يلقى اهتمامًا ودعمًا من عائلته وأحبائه؛ فقد يؤدي ذلك إلى حدوث مشاكل في التعلم وتطور سلوكيات الطفل بشكل غير صحي.

 كما أنه يؤثر سلبًا على صحته النفسية والجسدية؛ لذلك سيساعدك بناء علاقة قوية مع طفلك ومنحه ثقة كبيرة 

في أنك إلى جانبه دومًا على زيادة ثقته في نفسه وقدرته على مواجهة أي مشكلة؛ مما يساعد على زيادة مناعته النفسية.

لماذا يعد الصمود النفسي مهمًا في الطفولة؟

لأنه يساعد طفلك على مواجهة صعوبات الحياة وصدماتها بشكل أفضل، ويجعله أقل عرضة للشعور بالتوتر أو الغضب.

من المستحيل تجنب التعرض للتوتر والضغوطات النفسية ولكن اهتمامك بتدريب النفس على الصمود وتطويره هو الحل الأنسب والأكثر واقعية.

وختامًا، يجب أن تعلم عزيزي القارئ أن المرونة ليست أمرًا بيولوجيًا يورث من الآباء بل يمكن تعلمه واكتسابه ليساعد طفلك على الثقة بالنفس، ومواجهة شتى العقبات التي قد تواجهه.

المصدر
everydayhealthmayoclinicpsychologytoday

د. أميرة محمود الشربيني

طبيبة أسنان كاتبة محتوى طبي حاصلة على كورسات في كتابة المحتوى الطبي، التدقيق اللغوي، الترجمة الطبية
زر الذهاب إلى الأعلى