الصحة النفسيةصحة الطفل
أخر الأخبار

كيف يمكن تهيئة الأطفال لموسم العودة إلى المدارس؟! إليك بعض الأفكار

جلست نورة تفكر كيف تقوم بتهيئة طفليها سليم ومحمد لموسم العودة إلى المدارس بعد قضاء عطلة صيفية ممتعة، وذلك لأن طفليها كسائر الأطفال لا يحبون العودة إلى المدرسة.

أدركت نورة بأنها تحتاج أيضًا إلى تهيئة نفسها أولًا لموسم العودة إلى المدارس، لما تتمتع بها تلك الفترة من ضغوطات وكثرة المسئوليات تجاه أطفالها.

في هذا المقال -عزيزي القارئ- سوف نسرد بعض الأفكار للمساعدة في تهيئة الأطفال لموسم العودة إلى المدارس.

الاستعداد النفسي للدخول المدرسي

إن تقبل الطفل للعودة إلى المدرسة، والواجبات المنزلية، والإستيقاظ مبكرًا أمرًا ليس سهلًا، إذ تبدأ الأطفال بالتذمر، وإحداث الفوضى لعدم تقبلهم انتهاء العطلة الصيفية المليئة بالأوقات الترفيهية الممتعة.

لذا مع اقتراب موعد الدراسة يجب تهيئة الطفل نفسيًا حتى يستقبل موسم الدراسة بحماس ونشاط، إليك بعض الأفكار لتهيئة الأطفال لموسم العودة إلى المدارس:

1- التخطيط والتحدث معهم عن موعد اقتراب المدرسة

إن التحدث مع الأطفال عن مميزات المدرسة مثل العودة إلى مقابلة أصدقائهم من جديد، والرحلات المدرسية الشيقة المليئة بالمغامرات من أهم الخطوات التي تساعد على تحفيز و تهيئة الأطفال لموسم العودة إلى المدارس.

يلجأ بعض الآباء والأمهات بمشاركة أطفالهم لتجهيز قائمة بالمشتريات المدرسية من أدوات وحقائب لتحفيزهم على استقبال الدراسة بحماس ونشاط.

تعد مناقشة الأطفال مع آبائهم عن عدم تقبلهم للمدرسة ضروريًا، لما لها من أهمية في معرفة الأسباب وراء كل هذا الغضب والتذمر، وقد يرجع ذلك إلى التنمر بين الأطفال، أو قسوة بعض المعلمين وتعنيف الطلاب مما يضعهم في موقف محرج أمام زملائهم.

2- تنظيم أوقات النوم

يجد الأهالي صعوبة في تنظيم أوقات النوم لأطفالهم مجددًا عند اقتراب موعد الدراسة، إذ يسمحون لأطفالهم البقاء مستيقظين لفترة أطول للاستمتاع بالعطلة الصيفية التي كانت تكثر فيها الزيارات والرحلات العائلية، وغالبًا ما كانت تحدث في فترة المساء.

أثبتت الدراسات العلمية أنه يجب البدء في إعداد الأطفال للنوم والاستيقاظ مبكرًا قبل موعد الدراسة بأسبوع على الأقل، لتجنب صعوبة استيقاظهم وتذمرهم مع أول يوم دراسة.

3- تجهيز الغرفة المخصصة للدراسة

يعد تجهيز ركن الدراسة وتغيير نظامه من أهم الطرق الفعَّالة في تهيئة الأطفال لموسم العودة إلى المدارس. فيجب أن تتمتع الغرفة بألوان تجذب الأطفال للجلوس بها أطول وقت ممكن أثناء الدراسة. والأهم من ذلك أن يكون موقع الغرفة بعيدًا عن الضجيج والفوضى لتجنب التشتت وعدم التركيز.

القلق المدرسي (School Anxiety)

يصاب بعض الأطفال باضطرابات نفسية مع اقتراب موعد المدرسة وهذا ما يسمى بالإنجليزية باسم (School Anxiety). وهي حالة من القلق المفرط تجاه المدرسة والأنشطة المرتبطة بها مثل تكوين صداقات، و التحدث في الأماكن العامة، وإجراء الاختبارات. 

قد تصل بعض الحالات إلى الرفض التام للعودة إلى المدرسة مما يؤثر على قدرتهم على التعلم. لذا تحفيز وتهيئة الأطفال لموسم العودة إلى المدارس مهمًا لتجنب حدوث مثل تلك الاضطرابات.

أسباب القلق المدرسي (School Anxiety)

القلق والخوف الشديد من المدرسة ليس له سبب محدد، وقد ترجع تلك الاضطرابات النفسية إلى أحد الأسباب منها:

  • التعرض للتنمر من قبل.
  • قسوة المعلمين والتعنيف.
  • الانطوائية وصعوبة التفاعل بين الآخرين.

ما هي أعراض القلق المدرسي؟

تتفاوت أعراض القلق المدرسي من طفل لآخر، وقد تكون أعراض جسدية، أو عاطفية، أو سلوكية. 

تشمل الأعراض الجسدية على:

  • الصداع.
  • الدوخة والغثيان.
  • سرعة ضربات القلب.
  • آلام في المعدة.
  • ضيق التنفس.
  • التعرق.

أما عن الأعراض العاطفية فمنها:

  • القلق.
  • الخوف.
  • الحزن.
  • التهيج.

وقد يظهر على الطفل بعض الأعراض السلوكية أهمها:

  • الرفض التام للذهاب إلى المدرسة.
  • التغيب كثيرًا من المدرسة.
  • نوبات بكاء هيستيرية.
  • نوبات الغضب.
  • الإدعاء بالمرض لمحاولة البقاء في المنزل.

اقرأ أيضاً: دور المدرسة في علاج التنمر

هل يمكن التغلب على القلق المدرسي (School Anxiety)؟

لا توجد طريقة ثابتة لعلاج القلق المدرسي، إذ تعتمد على حالة الطالب والأسباب الكامنة وراء كل تلك المخاوف والاضطرابات النفسية.

تتمثل خطوات العلاج في معرفة السبب أولًا، لذا يجب التحدث مع الطفل لتحديد سبب مخاوفه تجاه المدرسة، وقد يلجأ بعض الآباء والأمهات إلى المتخصصين في المدرسة لمساعدتهم في العلاج وتهيئة الأطفال لموسم العودة إلى الدراسة، إذ يشتمل دور المدرسة على ما يلي:

  • تقديم الدعم المعنوي للطالب في الفصل.
  • وضع قوانين صارمة تمنع تعدي الطلاب على بعضهم البعض.
  • تحفيز الطالب على المشاركة في الأنشطة المدرسة لتقوية علاقاته الاجتماعية.

يعد الاستعانة بالطبيب النفسي و بعض الأدوية هو الملاذ الأخير لعلاج القلق المدرسي إذا كانت العلاجات الأخرى غير فعّالة.

وفي النهاية نستطيع أن ندرك بأن تحفيز وتهيئة الأطفال لموسم العودة إلى المدارس من أهم الخطوات لتجنب مشكلة القلق والخوف التي تسيطر عليهم.

أما إذا كان طفلك يعاني من بعض الاضطرابات النفسية والرفض التام للدخول للمدرسة،  فيجب أن تتم المعالجة حتى لا تزيد نسبة كرهه لها وتدهور مستواه الدراسي، فالعلاج المبكر يساعد على تفوق الطفل في دراسته وتقوية علاقاته الاجتماعية وزيادة ثقته بنفسه.

المصدر
webmedhealth linemedical news today

د. ريم خالد

كاتبة محتوى طبي حاصلة على بكالوريوس صيدلة جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا حاصلة على كورس كتابة المحتوى والتدقيق اللغوي من اكاديمية ابن سينا مهتمة بالقراءة والبحث في مختلف العلوم الطبية وتبسيطها
زر الذهاب إلى الأعلى