فحوصات ومختبرات طبية
أخر الأخبار

فحص اختبار الجلد | وأهميته في التعرف على مسببات الحساسية

يعد الجلد أكبر عضو في جسم الإنسان، ويعمل كحاجز وقائي؛ لأنه يحمي الجسم من درجات الحرارة العالية، والميكروبات وكذلك المواد الضارة، لذا فإنه يعد مستشعر ضخم لحماية الجسم. وتلعب الفحوصات الجلدية دورًا مهمًا في الكشف المبكر عن الأمراض السرطانية، وكذلك البكتيرية والفيروسية، ومن أهمها فحص اختبار الجلد.

 سوف نتحدث في هذا المقال عن أهمية فحص اختبار الجلد، واختبار الجلد للحساسية سواءً كان من مواد معينة أو من المضادات الحيوية، وكذلك اختبار الجلد للكشف عن السل.

ما هو فحص اختبار الجلد وأهميته؟

انتشرت في الآونة الأخيرة فحص اختبار الجلد في الكشف عن الأمراض البكتيرية والفيروسية عامة، وأمراض الحساسية والأمراض التنفسية خاصة. وذلك عن طريق استخدام مجموعة من البكتريا والفيروسات والفطريات في إجراء فحص اختبار الجلد؛ لتحديد المناعة ضد عامل معين أو لإثبات وجود عدوى سابقة بمرض معين مثل مرض السل.

أهميته

يتميز فحص اختبار الجلد بالدقة في تشخيص الأمراض ومسببات الحساسية عن اختبار الدم؛ لأنه يسمح للأطباء باستخدام مجموعة واسعة من مسببات الحساسية في الكشف عن الأجسام المضادة (IgE) في جلد المريض، وتحديد ما إذا كان التعرض قد حدث، أو أن الجلد في حالة حساسية نسبية أو مقاومة، كما أنه لا يستغرق وقتًا طويلًا وتستلم النتائج خلال 15_20 دقيقة.

فحص اختبار الجلد للحساسية

يُجرى هذا الاختبار بواسطة اختصاصي الحساسية عن طريق تعرض الجلد لمواد يشتبه في تسببها الحساسية (المؤرجات). ويخضع المريض للملاحظة لاكتشاف مؤشرات التفاعل التحسسي، ومن خلال نتيجة الاختبار بالإضافة إلى التاريخ المرضي، تحدد المواد التي تتسبب في ظهور الأعراض عند لمسها أو استنشاقها أو أكلها.

تعد مسببات الحساسية المستنشقة النوع الأكثر شيوعًا مثل حبوب اللقاح، والتي قد يبالغ جسمك في رد فعله تجاهها، فيحدث سيلان الأنف، والعطس، وانسداد الجيوب الأنفية، وكذلك دموع بالعين مع الحكة.

مسببات الحساسية

لقد تمكن الأطباء من الوصول إلى 150 مادة من مسببات الحساسية البيئية والغذائية المختلفة، والتي لا يمكن تحديدها إلا عن طريق فحص اختبار الجلد ومنها:

  • بيئيًا مثل: حبوب اللقاح والعفن وكذلك وبر الحيوانات، وتتسبب في ظهور التهاب الأنف التحسسي (حمى القش) أو الربو التحسسي.
  • الطعام مثل: الفول السوداني والمأكولات البحرية وفول الصويا وأيضًا حساسية الحليب، وتحدث حساسية الطعام غالبًا في الأطفال، والتي تختلف أعراضها، فقد تكون التهابات بالجلد (الإكزيما) واضطرابات بالجهاز الهضمي أو التنفسي، لذا لابد من الامتناع عن تناول الأطعمة المسببة للحساسية.
  • الأدوية مثل: البنسلين.
  • الحساسية من سم النحل أو عند لمس بعض الحشرات.

وقد يكون لديك حساسية لأكثر من نوع وهنا يتضح أهمية فحص اختبار الجلد.

كيف تستعد لإجراء الاختبار

لابد أن تخبر الطبيب أولًا بجميع الأدوية التي تتناولها قبل إجراء الاختبار؛ لأن هناك بعض الأدوية التي تؤثر على نتيجة الاختبار، ولابد من إيقاف هذه الأدوية قبل الاختبار بأسبوع ومنها:

  • مضادات الهيستامين.
  • بعض أدوية قرحة المعدة مثل: سايمتدين.
  • مضادات الاكتئاب مثل: أدوية أميتريبتالين.
  • دواء أوماليزيماب لعلاج الربو وهذا الدواء يمكن أن يؤثر على نتيجة الاختبار لمدة شهر.

اختبارات الجلدية الأكثر شيوعًا

 يوجد 3 أنواع منها اختبارات فحص الجلد للحساسية وهي:

1. فحص وخز الجلد

يمكن الكشف عن حساسية الجلد تجاه 50 مادة في آن واحد، ويجرى الاختبار على البالغين على الساعد وعند الأطفال على الظهر.

أولاً: ينظف الجلد بالكحول، ثم يرسم علامات صغيرة على الجلد، ويُوخز سطح الجلد باستخدام إبر وخز لإدخال المؤرجات (المادة المسببة للحساسية)، ويوضع نقطة على مكان الوخز، ثم الانتظار لمدة 15 دقيقة تقريبًا، وملاحظة ما قد يحدث من الحساسية تجاه أحد المواد، والتي تظهر على شكل ارتفاع مكان الوخز واحمراره والشعور بالحكة.

قبل إجراء الاختبار يحقن المريض بمادتين لمعرفة ما إذا كان الجسم أكثر حساسية أو أقل حساسية وبناءً عليه تبنى النتائج وهما:

  1. الهيستامين: تتسبب هذه المادة في استجابة جلدية عند معظم الناس إذا لم تظهر؛ فإن الجلد يعد أقل حساسية، إذن قد لا يمكنه التعرف على الحساسية تجاه مادة معينة.
  2. كحول أو جلسرين: لا تتسبب هذه المادة في أي استجابة جلدية عند معظم الناس، وإذا ظهر ذلك يعد الجلد أكثر حساسية.

2. اختبار حقن الجلد

يستخدم في الكشف عن الحساسية تجاه سم النحل، أو الحساسية ضد المضادات الحيوية كالبنسلين والتي سنتحدث عنها فيما بعد، ويحقن المريض بالذراع داخل الأدمة (الطبقة الوسطى الجلد) باستخدام إبرة حقن دقيقة، ثم الانتظار 15 دقيقة لمشاهدة رد الفعل التحسسي تجاه هذه المواد.

3. اختبار الرقعة

يجرى هذا الاختبار للكشف عن التهاب الجلد التحسسي تجاه مواد معينة مثل:صبغات الشعر، والمواد الحافظة، والعطور، والمعادن، وغيرها، وذلك عن طريق لاصقًا يحتوي على 20_30 مادة توضع على الذراع أو الظهر، وتترك لمدة 48 ساعة، ثم يعود المريض إلى الطبيب لمعرفة نتيجة الاختبار، ولابد من المحافظة عليها بعيدًا عن المياه.

 إذن عزيزي القارئ لا داعي للقلق تمامًا إذا طلب منك الطبيب اختبار فحص الجلد؛ لأنه غير مؤلم تمامًا، كما أنه يعد من أدق الاختبارات في الكشف عن مسببات الحساسية، وبعد معرفتها يجب عليك الابتعاد عنها، وتناول المصل المناسب للتخفيف من أثرها عليك.

فحص اختبار الجلد المضادات الحيوية

تستخدم المضادات الحيوية في علاج العدوى البكتيرية، ونظرًا لأهمية هذا الاختبار فإن في بعض الدول لا يُعطى المريض أي جرعة دوائية من المضاد الحيوي بعد إجراء هذا الاختبار، وهذا الاختبار متاح للبنسلين ومشتقاته وكذلك السيفالوسبورين، ولكنه غير متاح لبعض المضادات الحيوية الأخرى مثل السلفا والأريثرومايسين.

لقد وجد الباحثون أن حوالي 10٪ من الأطفال لديهم حساسية تجاه المضادات الحيوية، وأن النساء أكثر عرضة للتفاعل مع اختبار الحساسية للبنسلين أكثر من الرجال.

كيف يُجرى اختبار الجلد المضادات الحيوية؟

يجرى هذا الاختبار على المرضى الذين لديهم حساسية سابقة من البنسلين أو أي مضاد حيوي آخر، عن طريق حقن كمية صغيرة من الدواء باستخدام إبرة صغيرة، وملاحظة رد الفعل

  •  فإذا ظهر رد فعل إيجابي مثل: ظهور نتوء أحمر مرتفع مثيرًا للحكة، فلا يؤخذ الجرعة الدوائية، ويخبر الطبيب لتغيير نوع المضاد الحيوي.
  •  إذا كانت النتيجة سلبية هذا لا يعنى أنه لا يوجد حساسية تجاه الدواء؛ لأن بعض التفاعلات الدوائية لا تظهر عن طريق الاختبار، ولكن يعني أنك لست في خطر كبير للإصابة بحساسية المضاد الحيوي.

قد يوصي الطبيب بإعطاء جرعات صغيرة متدرجة (تحدي دوائي متدرج) حتى الوصول إلى الجرعة العلاجية إذا كانت هناك حساسية تجاه نوع واحد من البنسلين، فإذا وصلنا إلى الجرعة الدوائية دون رد فعل هذا يعني أنه لا يوجد حساسية تجاه هذا المضاد.

علاج أعراض الحساسية المضادات الحيوية

 علاج أعراض أي نوع من الحساسية يكون على حسب شدتها ويجب اتباع الآتي:

  • توقف الدواء مباشرة.
  • مضادات الهيستامين مثل دايفينهيدرامين.
  •  الكورتيزون (كورتيكوستيرويد) عن طريق الفم أو الحقن لتثبيط الجهاز المناعي.
  • في حالة الحساسية المفرطة يجب التوجه إلى الطوارئ مباشرة ليُعطى المريض حقنة إبينيفرين؛ للحفاظ على ضغط الدم والتنفس.

اختبار الجلد للكشف عن السل (اختبار مانتو)

 يصاب مريض السل (الدرن) عن طريق العدوى ببكتريا المايكوبكتريم، والتي تهاجم الرئتين، وتحدث العدوى من خلال تطاير الرزاز عند العطس أو السعال، ومن خلال الطعام والشراب، وكذلك دورات المياه.

 يجرى اختبار مانتو على الأشخاص المخالطين لمريض السل لمعرفة ما إذا كان حاملًا للبكتريا (خاملة وغير معدية) أم أنه مصاب (البكتريا النشطة) والذي يظهر عليه بعض الأعراض مثل:السعال المستمر، وألم بالصدر، وفقدان الوزن، وكذلك خروج دم مع السعال، وهنا يستخدم هذا الاختبار في التفرقة بين مرض السل وبين الأمراض الرئوية الأخرى.

كيفية إجراء الاختبار

 يجرى الاختبار عن طريق الحقن داخل الأدمة بالسطح الأمامي للساعد بكمية دقيقة من السلين (tuberculin) وهو مادة بروتينية مشتقة من البكتريا المسببة لمرض السل، وبعد مرور 48_72 ساعة يفحص الجلد، ويلُاحظ التفاعل الذي حدث بعد مرور يومين إلى 3 أيام.

وتكون نتيجة الاختبار كالآتي:

  • في حالة عدم وجود تصلب في منطقة الحقن ولا تورم أو انتفاخ تكون النتيجة سلبية.
  • إذا لوحظ تصلب بمنطقة الحقن، يقاس قطر التصلب إذا كان أكبر من 10 مم تكون النتيجة إيجابية، ويخضع المريض للعلاج فورًا لمدة 6_ 9 شهور.
  • قد يكون التورم أقل من 5 مم، ويحدث غالبًا في الأطفال الذين أخذوا مصل ضد الدرن فلا داعي للقلق، ولكن المصل لا يحمي من الإصابة بالعدوى.
  • إذا كانت نتيجة الاختبار مشكوك فيها يفضل إجراؤه مرة ثانية بعد مرور شهرين.

 يعد اختبار مانتو آمن جدًا على الكبار والأطفال.

المصدر
healthlinemedscapesciencedirectpubmedmayoclinic
زر الذهاب إلى الأعلى