الصحة النفسية
أخر الأخبار

ما هي متلازمة الكوخ وأعراضها وكيفية علاجها

هل جلست من قبل في المنزل إجبارًا بسبب عاصفة، أو أمطار شديدة الغزارة؟

تعتقد أنه يمكنك أن تتذكر الفترة الأولى لكوفيد 19 عندما جلسنا في المنزل بالاجبار أثناء الحظر؟

بالطبع تتذكر فترة جلوسك بالمنزل جيدًا، فما هي متلازمة الكوخ وأعراضها وكيفية علاجها؟

يُعد مصطلح متلازمة الكوخ شائعًا عندما تجلس في المنزل لفترة طويلة. فهو رد فعل شائع نسبيًا عندما تجلس لفترة طويلة من الزمن في المنزل. لا تُعد متلازمة الكوخ تشخيصًا محددًا، بل هي مجموعة من الأعراض التي يمكن أن تحدث في ظل هذه الظروف. وسنتعرف في هذه المقالة على ما هي متلازمة الكوخ وأعراضها وكيفية علاجها.

ما معنى متلازمة الكوخ وما هي الأعراض المتعارف عليها؟

هناك أوقات قد تجد فيها صعوبة في مغادرة المنزل، أوقات المرض والعزل المنزلي. مثلما ما حدث أثناء وباء كوفيد-19 أو سوء الأحوال الجوية أو الكوارث الطبيعية. وبالتالي يحدث نقص أو صعوبة في وسائل النقل.

وعلى الرغم من ذلك يمكن أن يحدث في أي وقت تشعر فيه بالعزلة أو الانفصال عن العالم الخارجي. إلا أن متلازمة الكوخ هي عبارة عن سلسلة من المشاعر أو الأعراض التي يعاني منها الناس عندما يقضون فترات طويلة في منازلهم.

أعراض متلازمة الكوخ

معظمنا يُصاب بحالة من الملل من الجلوس بالمنزل، لكن تتجاوز أعراض متلازمة الكوخ الشعور بالملل في المنزل، إنها متجذرة في شعور قوي بالعزلة وقد تشمل:

  • التغييرات في أنماط النوم، بما في ذلك النعاس أو الأرق.
  • صعوبة في الاستيقاظ والخمول.
  • قلة في الدافع وقد ينخفض تمامًا.
  • الرغبة الشديدة في تناول الطعام.
  • مشاعر سلبية تؤدي إلى: الحزن والاكتئاب واليأس.
  • صعوبة في التركيز.
  • عدم الصبر.

يمكن لبعض الناس التغلب على هذه المشاعر بسهولة أكبر. فمن الممكن أنهم قد يأخذون مشاريع أو يغوصون في هوايات إبداعية لتمضية الوقت وإدارة الأعراض.

لكن قد يواجه الآخرون صعوبة كبيرة في إدارة الحياة اليومية حتى تمر هذه المشاعر. لذلك إذا كانت هذه الأعراض مزعجة، أو تؤثر على أدائك الوظيفي. ويمكن أن يساعدك أخصائي الصحة العقلية في تحديد ما إذا كنت تعاني من اضطراب يمكن علاجه.

ومن المهم أيضًا ملاحظة أن شخصيتك العامة يمكن أن تلعب دورًا في كيفية تعاملك مع بعض هذه المشاعر. قد تكون من الأشخاص التي تفضل الجلوس بمفردها معظم الأوقات. على سبيل المثال: تكون أكثر قدرة على البقاء مشغول ومستمتع عندما يكونون محبوس في المنزل. ومن ناحية أخرى قد يعاني الأشخاص الأكثر انفتاحًا من مشاعر العزلة والوحدة بدرجة أكبر.

اقرأ أيضًا: مخاطر كورونا على مرضى السكري

بعض النصائح التي تساعدك في التعامل مع متلازمة الكوخ بشكل أفضل

نظرًا لأنه كما ذكرنا أن متلازمة الكوخ ليست حالة نفسية معترف بها. فلا يوجد علاج ثابت على الرغم من إدراك أخصائي الصحة العقلية أن الأعراض حقيقية للغاية.

لذلك سيكون السر أو مفتاح اللغز في التأقلم، فإنها الآلية الأفضل بالنسبة لك،  اتخاذ خطوات نشطة لمكافحة مشاعرك كافيًا لمساعدتك على الشعور بالتحسن، كما أن معرفة السبب الذي يجعلك منعزلًا في المقام الأول سيساعدك كثيرًا، كما يمكن أن يساعدك العثور على طرق مفيدة لإشراك عقلك وشغل وقتك في التخفيف من الضيق والملل الذي تسببه متلازمة الكوخ، إليك بعض الأفكار.

1_ الخروج من المنزل وقضاء بعض الوقت في الهواء الطلق

إن الوقت الذي تقوم بقضائه في الطبيعة والهواء هو وقت ممتاز لصحتك العقلية، حيث أنه يعزز الوظائف الإدراكية. فإنه يساعد أيضًا في:

  • حسن مزاجك.
  • تخفيف التوتر.
  • تعزيز مشاعر المرح والرفاهية.

ماذا إذا لم يكن الخروج من المنزل خيارًا متوفر لديك، لا داعِ للقلق فيمكنك تجربة الأمور التالية:

  • فتح نوافذك للسماح للهواء والشمس الطبيعية بالدخول.
  • إضافة وحدات طعام لتغذية الطيور خارج نافذتك لتقريب الطيور من مكان معيشتك.
  • زراعة الأعشاب أو النباتات الصغيرة على نافذتك.

2_ امنح نفسك روتينًا

كُنا نحلم بأن يكون لدينا متسع من الوقت أثناء العمل. أما الآن قد لا يكون لديك وظيفة من الساعة 9 إلى 5 لتبلغها عندما تكون منعزلاً. لكن قلة الروتين يمكن أن تسبب اضطرابات في الأكل والنوم والنشاط، لذلك عليك أن تتبع نظام غذائي صحي ومتوازن مهم للصحة العقلية والبدنية.

للحفاظ على شعورك الجيد والقضاء على الملل، حاول إنشاء روتين يومي يتكون من مشاريع العمل أو المنزل، وأوقات ثابتة للطعام ووقت التمرين، ووقت لنفسك فقط. 

يساعدك وجود مخططًا ليومك سيساعدك، ويمنحك أهدافًا مصغرة لتحقيقها على مدار اليوم، وبالتالي سيقلل الملل. 

اقرأ أيضًا: الهلوسة الشمية أو الروائح الوهمية أعراضها وأسبابها

3_ حافظ على علاقاتك وحياتك الإجتماعية

بالطبع إن كنت محبوس بالمنزل بسبب وباء أو عواصف فأنت لا يمكنك الذهاب إلى السينما أو مقابلة أصدقائك للتنزه، ولكن لا يزال بإمكانك الالتقاء بهم بطريقة مختلفة. مثل خدمات الفيديو كول في الوقت الفعلي Zoom أو Skype ، للدردشة مع أصدقائك وزملائك وأحبائك. حيث يمكن لوقت الدردشة وجهاً لوجه أن يبقيك على اتصال بـ “العالم الخارجي” ويجعل منزلك الصغير يشعر بأنه أكبر بكثير.

يمكن أن يساعدك التواصل مع الآخرين الذين هم في نفس الموقف أيضًا على الشعور بأنك لست وحدك، فمن الممكن بأن تساعدك مشاركة أفكارك وعواطفك وتحدياتك مع الآخرين على إدراك أن ما تشعر به أمر طبيعي.

4_ عبر عن جانبك الإبداعي

هل قمت بالعزف عزفت على آلة موسيقية؟

ربما كنت مهتمًا بالرسم من قبل؟

هل لديك أكوام من صور الإجازات التي وعدت نفسك بوضعها في دفتر قصاصات؟

أم هل هناك وصفة لطالما رغبت في تجربتها ولكن لم يكن لديك الوقت؟

أعتقد أنه الآن قد حان الوقت لكي تستخدم وقتك لإعادة الاتصال بالأنشطة الإبداعية التي كنت تود أن تفعلها، فإن قضاء الوقت في الأنشطة الإبداعية يبقى عقلك مشغولاً، وإن إبقاء عقلك مشغولاً ومشغولاً قد يساعد في درء مشاعر الملل أو القلق ويجعل الوقت يمر بسرعة أكبر.

5_ امنح نفسك وقتك الخاص

امنح نفسك الوقت بعيدًا عن الآخرين للاسترخاء، ابحث عن مكان هادئ لقراءة كتاب أو تأمل أو ضع بعض سماعات الأذن للحصول على بودكاست ممتع.

6_ مارس القليل من الرياضة وتمارين الاسترخاء

قد أظهرت الأبحاث أن الأشخاص الذين يمارسون الرياضة بانتظام أقل عرضة للقلق من الناس الذين لا يمارسون الرياضة. وذلك لأن النشاط البدني يقلل من هرمونات التوتر في الجسم.

كما أنه في الوقت نفسه تؤدي التمارين الرياضية إلى إفراز الدماغ الإندروفين وبالتالي يعزز ذلك تحسين حالتك المزاجية. أو يمكنك وضع روتينك الخاص معًا من خلال التركيز على بعض التمارين الأساسية والفعالة مثل: تمارين التنفس، واليوجا، والاسترخاء، والتأمل.

وهدئ من روعك قليلًا وتذكر إنه لا يجب التخطيط لكل دقيقة من كل يوم تقضيه في المنزل، فقط امنح نفسك بعض الوقت للراحة، وابحث عن طرق مناسبة للاسترخاء، التي قد تساعدك على الحفاظ على مشاعرك الصحة والتوازن العاطفي من العزلة أو الإحباط.

وأخيرًا تذكر أن متلازمة الكوخ هي مشاعر داخلية يمكن أن تتطور عندما يكون الشخص مجبورًا على البقاء في المنزل، وغير قادر على التفاعل الاجتماعي، قد ينطوي عليك الشعور بالملل، والاكتئاب، أو الوحدة، ويمكن أن تؤثر هذه المشاعر بشكل كبير على نوعية حياة الشخص.

وكما ذكرنا انه يمكن للناس إدارة متلازمة الكوخ من خلال تطوير روتينهم اليومي وإيجاد طرق للبقاء نشيطين ومتصلين قد يستغرق القيام بذلك بعض الوقت في بداية الأمر، وعليك ألا تكون قاسِ على نفسك إذا شعرت أنك لا تتأقلم.

ويجب على الأشخاص الذين يشعرون بأن العزلة الجسدية لها تأثير سلبي على صحتهم العقلية، طلب الدعم من صديق أو أحد أفراد الأسرة أو أخصائي الصحة العقلية.

المصدر
verywellmindhealthlinemedicalnewstoday

ندى عزت

كاتبة محتوى طبي متخصص في الصحة النفسية. تسعى إلى تبسيط المعلومات الطبية وعرضها بأسلوب علمي بسيط للقارئ
زر الذهاب إلى الأعلى