الحمل والولادةصحة المرأة
أخر الأخبار

اضرار حمى النفاس

بعد الولادة يكون جسد المرأة في أضعف حالاته المعتادة نتيجة للتغيرات الكثيرة التي حدثت في فترة الحمل وأيضاً لمحاولته أن يعود لطبيعته بعد الولادة، سواء كانت الولادة طبيعية أو قيصرية. ففي الحالتين يتعرض الجسد لجرح لحدوث عملية الولادة. هذا الجرح من الممكن أن يكون سبب لإصابة المرأة بما يعرف ب حمى النفاس أو حمى الولادة أو حمى ما بعد الولادة التي تكون نتيجة تعرضها لعدوى بكتيرية شديدة سواء كانت هذه العدوى في مكان الجرح أو المناطق المحيطة به. وهي تحدث خلال ال 24 ساعة الأولى بعد الولادة أو خلال العشر أيام الأولى منها. فما هي حمى النفاس؟ وما هي اضرار حمى النفاس؟ وكيف يمكن علاجها؟ دعونا نرى ذلك سويا في هذه المقالة.

ما هي حمى النفاس وكيف تحدث؟

وفقًا لمنظمة الصحة العالمية (WHO) يتم تعريف حمى النفاس على أنها عدوى الجهاز التناسلي التي تحدث أثناء المخاض أو خلال العشر أيام الأولى من فترة ما بعد الولادة؛ سواء كانت الولادة طبيعية أو قيصرية أو بعد حدوث إجهاض في مكان غير صحي وغير مجهز. وهي عدوى بكتيرية تحدث نتيجة مهاجمة بعض أنواع البكتيريا للرحم والمناطق المحيطة به والجهاز التناسلي وتكاثر هذه البكتيريا وتسبب حمى النفاس التي من الممكن أن تؤدي إلى حدوث العديد من الأضرار وفي بعض الأحيان قد تؤدي إلى الوفاة إن لم يتم التعامل معها ومعالجتها بشكل صحيح وسريع.

ما هي أعراض حمى النفاس؟

  • ارتفاع درجة الحرارة لتصل إلى 38 درجة مئوية (100.4فهرنهايت) أو أكثر بعد 24 ساعة من الولادة أو خلال ال10  أيام الأولى بعد الولادة.
  • آلام أسفل البطن أو في منطقة الحوض.
  • الإفرازات المهبلية ذات الرائحة الكريهة.
  • تأخر صغر حجم الرحم ورجوعه لطبيعته بعد الولادة.
  • الإحساس بالقشعريرة وآلام الجسد المختلفة.
  • فقدان الشهية.
  • شحوب الجلد والذي يمكن أن يكون علامة لفقدان كمية كبيرة من الدم بعد الولادة.
  • صداع الرأس وزيادة معدل ضربات القلب.

اقرئي أيضاً: 10 أطعمة تعزز صحة المهبل

اضرار حمى النفاس

في الغالب فإن البكتيريا المسببة لحمى النفاس تهاجم الجزء الداخلي من الرحم  بعد انفصال المشيمة وولادة الطفل مما يؤدي لحدوث انتفاخ في الأنسجة المحيطة بالرحم. وأيضًا من الممكن أن تهاجم أي جزء من الجهاز التناسلي عن طريق مجرى الدم والجهاز اللمفاوي مما يسبب مضاعفات كثيرة ولكنها لا تحدث دائما ومنها:

  • تسمم الدم نتيجة زيادة نسبة السموم التي تنتجها البكتيريا المسببة للعدوى مما يسبب بما يعرف ب(الإنتان) والمقصود به حدوث عدوى في جميع أجزاء الجسم مما تتسبب في تكون ما يعرف ب (الخراج) في منطقة الحوض.
  • جلطات الدم في أوردة الحوض فيما يعرف بـ التهاب الوريد الخثاري الحوضي.
  • جلطة دموية في الرئة تسبب انسداد أحد الشرايين الرئوية (الانصمام الرئوي).
  • التهاب الأنسجة الخلوية.
  • التهاب الأغشية التي تبطن البطن (التهاب الصفاق).

من الفئة الأكثر عرضة للإصابة بحمى النفاس واضرارها من السيدات؟

  • السيدات اللاتي خضعن للولادة القيصرية أكثر عرضة للإصابة بأضرار حمى النفاس عن غيرهم ممن خضعن للولادة الطبيعية.
  • السيدات الذين تعرضن لعملية إزالة الأجزاء المتبقية من الرحم بعد الولادة يدويًا.
  • السيدات اللاتي خضعن لعمليات إجهاض في بيئة غير صحية وغير مجهزة لمثل تلك العمليات.
  • السيدات اللاتي تعرضن لفحوصات عنق الرحم أكثر من مرة أثناء عملية المخاض.
  • وجود بقايا المشيمة بعد الولادة داخل الرحم وعدم التنظيف الجيد تجعل السيدة معرضة للإصابة بأضرار حمى النفاس.
  • نزيف ما بعد الولادة الشديد وتكون المستعمرات البكتيرية في الجهاز التناسلي للمرأة.
  • السيدات المصابات أو لديهم تاريخ مرضي لأحد الامراض التالية:
  1. السكري.
  2. ارتفاع ضغط الدم.
  3. السمنة.
  4. الأنيميا.
  5. اضطرابات الجهاز المناعي.
  6. التهاب المهبل الجرثومي الناتج عن فرط نمو البكتيريا المهبلية الطبيعية.
  7. الحمل في سن صغير.

كيف تحدث الإصابة في حالة الولادة الطبيعية وفي حالة الولادة القيصرية؟

في حالة الولادة الطبيعية تحدث حمى النفاس نتيجة عدم تنظيف الرحم جيدًا أو نتيجة تلوث جرح منطقة الحوض.

أما في حالة الولادة القيصرية فغالبا تحدث الإصابة نتيجة تلوث جرح القيصرية الذي من الممكن أن يؤدي لحدوث قرح تؤدي للإصابة بحمى النفاس.

قد يهمك أيضاً: مدة النفاس بعد الولادة القيصرية

هل يمكن أن تصاب السيدة بالحمى نتيجة أسباب أخرى غير حمى النفاس؟

من الممكن أن تصاب السيدة بالحمى بعد الولادة ولا يشترط أن تكون هي حمى النفاس ولكن هناك أسباب أخرى منها:

ولمعرفة ما إذا كانت الحمى بسبب النفاس أو بسبب آخر فهنا يجب الرجوع للطبيب المعالج للفصل في هذا الأمر عن طريق التحاليل والفحوصات.

كيف يتم تشخيص حمى النفاس؟

عادة ما يقوم الطبيب بعد الكشف على المريضة وسماع الأعراض التي تعاني منها تشخيص حمى النفاس عن طريق إجراء الفحوصات والأشعة الصوتية اللازمة لمعرفة ما إذا كانت تعاني المريضة من حمى النفاس أو أنه شئ آخر. وعند التأكد من أنها حمى النفاس يقوم الطبيب بطلب تحاليل لمعرفة نوع البكتيريا المسببة لحمى النفاس ومعرفة الأضرار التي تسببت فيها تلك الحمى ثم يقوم بإعطاء المريضة المضاد الحيوي المناسب لها. في معظم الأحيان فإن المضاد الحيوي يكون كافيًا لمعالجة حمى النفاس وتجنب أضرارها وأيضًا يكون آمناً على المرأة والطفل أثناء فترة الرضاعة.

هل يمكن الوقاية من حمى النفاس وأضرارها؟

نعم يمكن الوقاية من حدوث حمى النفاس وأضرارها عن طريق التزام المرأة ببعض التعليمات الصحية ومنها:

  • إذا كانت المرأة مصابة بأي التهابات مهبلية قبل الولادة يجب معالجتها من قبل الطبيب قبل الولادة.
  • غسل اليدين جيدًا قبل لمس منطقة جرح الولادة.
  • المسح من الأمام إلى الخلف بعد الذهاب الى الحمام والحفاظ على هذه المنطقة نظيفة وجافة.
  • عدم تجاهل أي إحساس بالألم أو تجاهل أي التهاب في منطقة الجرح.
  • يجب عدم إهمال جرعة المضاد الحيوى الوقائية التي يكتبها لكي الطبيب إذا كانت ولادتك قيصرية.
  • عند الإحساس بأي أعراض غير طبيعية يجب سرعة التواصل مع الطبيب حتى يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة بشكل سريع ما يزيد من احتمالية التعافي بشكل أسرع.
  • تناول الطعام الصحي المتوازن الذي يعوض ما يفقده الجسم من دم أثناء فترة النفاس.
  • شرب الماء بكميات كافية لتجنب حدوث الجلطات.

وفي النهاية فإنه مع تقدم الطب أصبحت فرص حدوث حمى النفاس للسيدات قليلة جدًا ولكن هذا لا يعني أن نتعامل مع الأمر كأنه لن يحدث، فحمى النفاس عدوى بكتيرية خطيرة تصيب الرحم والجهاز التناسلي وتتسبب في ارتفاع درجة الحرارة بشكل كبير وأيضا تتسبب اضرار حمى النفاس في مشكلات كبيرة سواء كانت تسمم الدم أو حدوث جلطات ما يجعلها مهددة للحياة وقد تسبب الوفاة ولذلك يجب أخذ الحذر والاحتياطات اللازمة والوقاية منها ومراجعة الطبيب فور الاحساس بأي شئ غير طبيعي خلال ال 10 أيام الأولى بعد الولادة الذي بدوره سوف يقوم بالتحاليل والفحوصات اللازمة وفي الغالب سيكون العلاج بأخذ المضادات الحيوية.

المصدر
healthlinewhattoexpectmsdmanuals

د. بسنت محمد

خريجة كلية علوم قسم كيمياء دبلومة في الكيمياء الحيوية تعمل كيميائية تحاليل طبية وكاتبة محتوى طبي
زر الذهاب إلى الأعلى