الاكتئاب عند النساء، هل كُنتي تظنين بأن الحياة باللون الوردي؟
هل تعتقدين أننا في الجنة لن نتعرض إلى أزمات، ومشاكل في العمل، ومشاكل في الحياة العائلية والأسرية؟
إن الحياة مليئة بالصعود والهبوط، ولكن عندما تشعرين بالحزن أو الفراغ أو اليأس معظم الوقت لمدة أسبوعين على الأقل أو تمنعكِ هذه المشاعر من ممارسة أنشطتك المعتادة. فقد تكونين مصابة بـ الاكتئاب عند النساء.
يكون الاكتئاب ليس مجرد فترة قصيرة تشعر فيها بالحزن أو الحزن حيال شيء ما. بل إنه اضطراب مزاجي خطير يمكن أن يؤثر على حياتك اليومية. وسوف نتعرف في هذه المقالة على أسباب الاكتئاب عند النساء. وما هي أعراضه وكيفية التعامل معه.
محتويات المقال
ما هو الاكتئاب وهل يوجد فرق بين الاكتئاب عند النساء والاكتئاب لدى الرجال؟
كما ذكرنا أن الاكتئاب عند النساء ليس مجرد فترة حزن قصيرة، إنه يختلف عن الشعور باللون الأزرق، أو مجرد الشعور بالحزن لبضع ساعات أو بضعة أيام. حيث أنه يختلف الاكتئاب أيضًا عن الحزن على فقدان شخص عزيز أو الشعور بالحزن بعد صدمة أو حدث صعب، إنها ليست حالة يمكن إرادتها أو إرادتها، لا يستطيع الأشخاص المصابون بالاكتئاب إخراج أنفسهم منه.
تكون فترة تشعر فيها بأن الحياة متوقفة عن العمل، وليس من السهل دائمًا التعرف عليه أو علاجه. قد لا تدرك حتى أنك تتعامل مع الاكتئاب حتى تعاني من الأعراض لفترة طويلة من الزمن.
اقرأ أيضاً: العلاقة بين الطعام والحالة المزاجية
ماهو الفرق بين الاكتئاب عند النساء والاكتئاب لدى الرجال؟
يعاني الرجال والنساء من أعراض مختلفة للاكتئاب، بعض هذه الاختلافات ناتجة عن الاختلافات الهرمونية بين الرجال والنساء. لذلك تزيد احتمالية حدوث الاكتئاب عند النساء بمقدار الضعف تقريبًا مقارنة بالرجال.
حيث تحدث بعض التغيرات المزاجية والشعور بالاكتئاب مع التغيرات الهرمونية الطبيعية. لكن التغيرات الهرمونية وحدها لا تسبب الاكتئاب، حيث يوجد هناك عوامل أخرى مرتبطة بالعوامل البيولوجية. والسمات الموروثة وظروف الحياة الشخصية وتجاربها بزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب وتشمل بعض التغييرات الهرمونية للنساء خلال:
مشاكل ما قبل الحيض
تصاب معظم النساء بمتلازمة ما قبل الحيض (PMS) حيث من الممكن أن تؤدي التغيرات الدورية في “الإستروجين والبروجسترون والهرمونات الأخرى” إلى تعطيل وظيفة المواد الكيميائية في الدماغ مثل “السيروتونين” الهرمون المسؤول في الحالة المزاجية.
اكتئاب ما بعد الولادة
تجد العديد من الأمهات الجدد أنفسهن حزينات وغاضبات وسريعة الانفعال، ويعانين من نوبات بكاء بعد الولادة بفترة وجيزة، هذه المشاعر التي تسمى أحيانًا “الكآبة النفاسية” فأنها طبيعية وتهدأ عمومًا في غضون أسبوع أو أسبوعين، لكن مشاعر الاكتئاب الأكثر خطورة أو طويلة الأمد قد تشير إلى اكتئاب ما بعد الولادة.
انقطاع الطمث
قد يزداد خطر الإصابة بالاكتئاب أثناء الانتقال إلى سن اليأس، وهي مرحلة تسمى ما قبل انقطاع الطمث، حيث قد تتقلب مستويات الهرمون بشكل غير منتظم، وبالتالي قد يرتفع خطر الاكتئاب، حيث تنخفض مستويات الإستروجين بشكل كبير.
لا يرجع ارتفاع معدل الاكتئاب عند النساء إلى العوامل البيولوجية وحدها، فمن الممكن أن تلعب ظروف الحياة والضغوط الثقافية دورًا أيضًا، على الرغم من أن هذه الضغوطات تحدث أيضًا عند الرجال، إلا أنها عادة ما تكون بمعدل أقل حيث يُتوقع من الرجال أن يكونوا أقوياء ولا يشاركون دائمًا ما يشعرون به، وغالبًا ما يُتوقع من النساء أن يكن أكثر انفتاحًا على الانفعالات.
يمكن أن يتسبب هذا الاتجاه في التفكير على أن يعبر كل من الرجال والنساء عن مشاعرهم من الاكتئاب بشكل مختلف بناءً على ما يعتقدون أنه مقبول اجتماعيًا بالنسبة لهم بفعله أو قوله، حيث يجوز للرجال لكي يعبروا عن مشاعرهم:
- إظهار الغضب.
- إلقاء اللوم على الناس من حولهم.
- اختر العراك.
- انتقل إلى العادات المدمرة مثل الشرب.
وبالنسبة لما يجوز للنساء لكي يعبروا عن مشاعرهم:
- اظهار الحزن، والبكاء.
- يلومون أنفسهم.
- تحول إلى عادات غير صحية مثل الأكل العاطفي.
ومع ذلك يعاني كل شخص من الاكتئاب بشكل مختلف، لذلك قد تجد أن أعراضك لا يمكن تصنيفها بسهولة في أي فئة واحدة.
الأعراض الأكثر شيوعًا للاكتئاب عند النساء
ليس كل النساء المصابين بالاكتئاب يعانون من نفس الأعراض، قد تعاني بعض النساء من أعراض قليلة فقط، بينما قد يعاني البعض الآخر من أعراض كثيرة، وتختلف كم مرة تحدث الأعراض ومدة استمرارها ومدى شدتها قد تختلف من شخص لآخر.
لكن إذا كنتي تعاني من أي من الأعراض التالية لمدة أسبوعين على الأقل، فيجب عليكِ زيارة الطبيب:
- الشعور بالحزن أو الإحباط أو الفراغ بما في ذلك البكاء كثيرًا.
- الشعور باليأس أو العجز أو انعدام القيمة أو عدم الجدوى.
- فقدان الاهتمام بالهوايات والأنشطة التي كنت تستمتع بها من قبل.
- انخفاض الطاقة.
- صعوبة في الحفاظ على التركيز أو التذكر أو اتخاذ القرارات.
- الأرق ، الاستيقاظ في الصباح الباكر ، أو الإفراط في النوم وعدم الرغبة في الاستيقاظ.
- قلة الشهية ، مما يؤدي إلى فقدان الوزن، أو الأكل للشعور بالتحسن مما يؤدي إلى زيادة الوزن.
- أفكار تؤذي نفسك.
- خواطر الموت أو الانتحار.
- الشعور بالانزعاج أو الإزعاج أو الغضب بسهولة.
- الأعراض الجسدية المستمرة التي لا تتحسن مع العلاج، مثل الصداع واضطراب المعدة والألم الذي لا يزول.
كيف يتم تشخيص الاكتئاب عند النساء؟
إن كنت تعانين من أي من تلك الأعراض عليك التحدث إلى الطبيب أو مختص صحة عقلية. حيث يمكن أن تسبب بعض الأدوية وبعض المشكلات الصحية (مثل الفيروسات أو اضطراب الغدة الدرقية) نفس أعراض الاكتئاب. وقد يكون الاكتئاب أحيانًا جزءًا من حالة صحية عقلية أخرى.
يشمل تشخيص الاكتئاب اختصاصي صحة عقلية يطرح أسئلة حول حياتك، وعواطفك، وصراعاتك، وكل الأعراض، حيث يتم إجراء فحص منتظم لاستبعاد المشكلات الأخرى التي قد تسبب أعراض الاكتئاب.
اقرأ أيضًا: الإجهاض | تجربةٌ لا تعني نهاية حلم الأمومة
كيف يتم علاج الاكتئاب عند النساء؟
رؤية طبيب أو مستشار صحة عقلي يمكن أن يساعدك لكي يعطيكي منفذ آمن لمشاعرك عندما تواجهين الاكتئاب. يمكن أن تساعدك القدرة على وصف الأعراض وتحديد سبب الاكتئاب في حياتك على فهم كيفية الاستجابة بشكل أكثر إيجابية لتخطي فترة الاكتئاب. حيث أن تكون قادرًا على التحدث إلى شخص ما عن الشعور بالذنب أو الخزي الذي تشعر به يمكن أن يساعد أيضًا في منع أعراض الاكتئاب من أن تصبح أسوأ.
قد يلجأ طبيبك أو أخصائي الصحة العقلية لعلاج الاكتئاب بالعلاج المعرفي السلوكي، أو الأدوية، أو مزيج من الاثنين. ويتحسن بعض الأشخاص المصابين بأشكال أكثر اعتدالًا من الاكتئاب بعد بضعة أشهر من العلاج.
قد يحتاج الأشخاص المصابون بالاكتئاب إلى علاج ونوع من الأدوية تسمى مضادات الاكتئاب. وتعمل مضادات الاكتئاب على تغيير مستويات بعض المواد الكيميائية في دماغك. وقد تستغرق مضادات الاكتئاب عدة أسابيع حتى تعمل.
يمكن للإصابة بالاكتئاب أن تزيد من احتمالية لجوء بعض الأشخاص إلى تعاطي المخدرات، أو الكحول للتعامل مع الاكتئاب. لكن المخدرات أو الكحوليات يمكن أن تجعل حالتك الصحية أسوأ ويمكن أن تؤثر على طريقة عمل مضادات الاكتئاب.
الخطوات التي تحتاجين إليها لتخطي أزمة الاكتئاب
- الخروج لمدة 30 دقيقة صباحًا في ضوء الشمس يساعد في علاج الاكتئاب الناتج عن التغيرات الموسمية في الطقس.
- ممارسة روتين يومي جديد يؤدي إلى تحسين حالتك المزاجية وتقليل حدة أعراض الاكتئاب.
- ممارسة بعض الأنشطة التي سوف تساعدك في التحلي بالهدوء مثل: التأمل، اليوجا.
- تناول نظام غذائي صحي يساعدك في تحسين حالتك المزاجية.
- إحاطة نفسك بأشخاص أصحاء وإيجابيين مهم بشكل خاص للتعامل مع أعراض الاكتئاب.
إذا تسبب أصدقاؤك أو أفراد أسرتك أو حتى زملائك في العمل في إجهادك أو جعل أعراض الاكتئاب لديك أسوأ، ففكر في قضاء وقت أقل مع هؤلاء الأشخاص أو إبعادهم عن حياتك تمامًا، حيث يشكل الدعم الأسري والاجتماعي أمرًا ضروريًا للقدرة على التعامل مع الاكتئاب وإدارته، ليس عليكِ أن تكافحي وحدك.
إن لم تفلح معك كل هذه الخطوات ماذا سوف تفعلين مع الاكتئاب؟
أعلم جيدًا بأن الأمر ليس بالسهل، لكن امنحي العلاج وقتًا للعمل، قد يستغرق الأمر عدة أسابيع حتى تبدأ مضادات الاكتئاب في مفعولها. وحتي يستطيع جسمك التعود على الروتين الجديد الخاص بكِ، وعليكي ألا تتوقفي فجأة عن تناول دواء لعلاج الاكتئاب دون التحدث إلى طبيبك أولاً.
وأخيرًا أن كان لديك شخص مصاب بالاكتئاب، يمكنك تشجيعه ومساعدته، فقط كن هناك من أجلهم، ودعهم يعرفون ذلك، لا تأخذ التقلبات المزاجية على محمل شخصي. حيث يكون للاكتئاب تأثير سلبي عميق ليس فقط على العناصر العاطفية في حياة الشخص ولكن أيضًا على الجوانب العملية والوظيفية. فأنهم يكافحون من أجل متابعة الأعمال والمسؤوليات اليومية بسبب نقص الطاقة أو الاهتمام العام بالحياة اليومية.
قد يكون من المفيد للغاية تقديم دعم عملي لمن تحب متى احتاجوا إليه، اسألهم عن الطرق التي يمكنك من خلالها مساعدتهم وتقديم الاقتراحات. قد يجدونها مفيدة إذا كان بإمكانك إكمال مهامهم الأسبوعية، أو مساعدتهم في بعض الغسيل أو التنظيف. أو حتى مساعدتهم في طهي بعض الوجبات الصحية، فقط أظهر الحب والدعم.
