صحة الرجلطب وصحة
أخر الأخبار

علاج التهاب الخصية والأعراض المصاحبة له

يُعد علاج التهاب الخصية من الأمور التي تحتاج إلى دقة، وعناية عند القيام بها نظراً لخطورة ذلك المرض، والعواقب التي يمكن أن تنتج عنه؛ لذا كان تقديم العلاج المناسب لهذا المرض أمراً ضرورياً. قد يحدث التهاب الخصية في خصية واحدة، أو في الخصيتين معاً. ويعد ذلك المرض من الأمراض الشائعة بين الرجال فهو يصيب من 14% إلى 35% من الرجال في مرحلة ما بعد البلوغ لذلك ينبغي أخذ الاحتياطات اللازمة للوقاية من ذلك المرض.

أسباب التهاب الخصية

هناك عدة أسباب قد تؤدي إلى التهاب الخصية، وهي كالتالي: 

العدوى البكتيرية أو الفيروسية

العدوى البكتيرية من أكثر أسباب التهاب الخصية شيوعاً، وقد تنتقل العدوى البكتيرية، أو الفيروسية بطريقة مباشرة، أو غير مباشرة. 

العدوى المباشرة

1- عن طريق العلاقة الحميمية

  •  تؤدي العلاقة الحميمية مع امرأة مصابة بعدوى بكتيرية, أو فيروسية في المهبل، أو الرحم إلى انتقال العدوى إلى الجهاز التناسلي للرجل، ومن ثم الإصابة بالتهاب الخصية كما يحدث في مرض السيلان على سبيل المثال.
  • استخدام قسطرة بولية غير معقمة قد يؤدي أيضاً لانتقال العدوى البكتيرية, أو الفيروسية إلى الجهاز البولي ثم إلى الخصية.

2- عدم النظافة الشخصية

قد يؤدي الإهمال في النظافة الشخصية إلى الإصابة بأنواع مختلفة من البكتريا التي يمكن أن تسبب التهاب الخصية. 

العدوى غير المباشرة

تحدث عند انتقال العدوى من جزء مصاب في الجسم إلى الخصية كما في الحالات التالية: 

1- عدوى الجهاز البولي

قد تنتقل عدوى الجهاز البولي إلى الجهاز التناسلي إذا لم تُعالج في بادئ الأمر، وأُهملت لذلك فإن التهاب الخصية يُعد من المضاعفات الخطيرة لالتهاب الجهاز البولي. 

من أمثلة البكتريا التي قد تنتقل من الجهاز البولي إلى الخصية: 

  • إيشيريشيا كولاي E coli.
  • الكلبسيلة الرئوية klebsiella pneumoniae.

2- النكاف

وهو مرض فيروسي يسببه فيروس يعرف بالparamyxovirus, يصيب الغدة النكافية لكن العدوى قد تصل أيضاً إلى الخصية كأحد مضاعفات ذلك المرض مسببة التهاباً بها. 

الأمراض المناعية

يمكن أن يحدث التهاب الخصية نتيجة لبعض الأمراض المناعية كالأمراض التالية: 

  • التهاب الشرايين العقدي polyarteritis nodosa.
  • متلازمة بهجت Behçet’s disease.
  • فرفرية شونلاين. Schönlein purpura.
  • فرفرية هينوخ. Henoch purpura.

تركيب القسطرة البولية بطريقة خاطئة

 وذلك قد يؤدي إلى التهاب الجهاز البولي، وقد ينتقل الالتهاب بعد ذلك إلى الخصية. 

أعراض التهاب الخصية

  • تورم كيس الصفن.

وذلك نتيجة للسوائل التي تفرزها الخلايا المناعية في المناطق المصابة بالالتهاب فتسبب تضخم، وتورم تلك المناطق. 

  • ألم شديد في كيس الصفن عند لمسه. 
  • ألم عند التبول. 
  • ألم عند ممارسة العلاقة الحميمية. 

وذلك لأن السوائل التي تفرزها الخلايا المناعية تضغط على الأنسجة، والتي بدورها تضغط على النهايات العصبية مسببة الشعور بالألم. 

  • ارتفاع درجة الحرارة.

وذلك استجابة مناعية يقوم بها الجهاز المناعي لقتل البكتريا المسببة للالتهاب. 

  • وجود دم في السائل المنوي. 

وذلك لأن اتساع الأوعية الدموية أثناء الالتهاب قد يؤدي إلى تمزق بعضها، وخروج الدم منه. 

  • نزول إفرازات مع البول. 

وهي عبارة عن السوائل التي تفرزها الخلايا المناعية أثناء الالتهاب. 

  • تضخم العقد الليمفاوية عند منطقة الفخذ. 

وذلك نتيجة لتزايد أعداد الخلايا المناعية داخل العقد الليمفاوية للقضاء على البكتريا التي قد تكون مسببة للالتهاب. 

  • القيء.

وذلك لأن المخ عندما يستقبل إشارات مستمرة بالألم لفترة طويلة فإنه يحفز الغدد الصماء لزيادة إفراز كل من هرمون السيروتونين، والكورتيزون، واللذان يلعبان دوراً في تنظيم عملية القيء، والشعور بالغثيان. 

تشخيص التهاب الخصية

يُشخص التهاب الخصية عادة عن طريق الأعراض، والتاريخ المرضي للشخص المصاب، كما يُشخص أيضاً عن طريق الفحص الظاهري، والذي يشمل عدة أمور منها النظر إلى حجم الخصية، وجس المستقيم لفحص حجم البروستات. 

هناك بعض الفحوصات، والتحاليل المعملية لتشخيص التهاب الخصية، وهي كالتالي: 

  • تحليل البول الكامل للكشف عن وجود دم، أو صديد، أو عدوى. 
  • المزرعة البولية لتحديد المضاد الحيوي المناسب للقضاء على البكتريا المسببة للاتهاب. 
  • مسحات مجرى البول للكشف عن بعض أنواع البكتريا كالكلاميديا، والجونوريا Chlamydia and Gonorrhea.
  • الموجات فوق الصوتية للكشف عن وجود التهاب في الخصية، ولفحص تدفق الدم إلى الخصية، وكذلك لمعرفة إذا ما كان هناك التواء في الخصية. 

مضاعفات التهاب الخصية

إذا لم يُعالج التهاب الخصية علاجاً صحياً في بدايته فإن ذلك قد يؤدي إلى المضاعفات التالية:

ضمور الخصية

وذلك نتيجة للضغط الذي تسببه السوائل على الأنابيب المنوية مما يجعلها تتلف. 

وجود صديد في كيس الصفن

إذا لم يُعالج التهاب الخصية بسرعة فإن ذلك قد يؤدي إلى تجمع أنواع معينة من الخلايا المناعية ثم بعد ذلك عند موت تلك الخلايا يتكون الصديد، وهو عبارة عن تلك الخلايا المناعية الميتة بالإضافة إلى مخلفات الأنسجة، وقد يتكون ناسور، أو خراريج أيضاً نتيجة لذلك. 

العقم

وذلك لأن الخصية هي المسؤولة عن إفراز هرمون التستوستيرون المسؤول عن جميع صفات الذكورة بما في ذلك الرغبة الجنسية، والقدرة على الإنجاب؛ فإذا حدث تلف في الخصيتين، ولم تعودا تفرزان هرمون التستوستيرون فإن ذلك يؤدي للعقم أما إذا حدث التلف في خصية واحدة فقط فإن العقم لا يحدث عندئذ. 

علاج التهاب الخصية

العلاج المنزلي

  • الراحة. 
  • الاستلقاء بحيث يكون كيس الصفن مرتفعاً كي يتدفق منه الدم فيساعد ذلك على تقليل الاحتقان، والتورم، وأيضاً ليمنع عنه الاحتكاك.
  • عمل كمادات باردة لتقليل الالتهاب، وإزالة التورم.
  • تجنب رفع الأشياء الثقيلة؛ إذ إن ذلك يجعل عضلات البطن، والأمعاء تضغط على الخصية مما يزيد من الالتهاب.

علاج التهاب الخصية الناتج عن العدوى البكتيرية

المضادات الحيوية

يطلب الطبيب من المريض عادة عمل مزرعة بولية لتحديد المضاد الحيوي المناسب. إلا أن بعض الأطباء يعالجون التهاب الخصية باستخدام الدوكسيسيكلين (Doxycycline)، أوالسيبروفلوكساسين (Ciprofloxacin)، أوالليفوفلوكساسين (Levofloxacin) ولا يطلبون من المرضى عمل مزرعة بولية بل إن كلاً منهم يفضل نوعاً معيناً من المضادات الحيوية، ويرى أنه أفضل مضاد حيوي لعلاج احتقان الخصية، ويرى أغلب الأطباء أن الليفولوكساسين (Levofloxacin) هوأفضل مضاد حيوي لعلاج احتقان الخصية لذلك فهو المضاد الحيوي الأكثر استخداماً لعلاج ذلك المرض. 

مضادات الالتهاب اللاستيرويدية

وهي مواد مسكنة، ومضادة للالتهابات في آن واحد فتعمل على تسكين الألم، وعلاج الالتهاب أيضاً، ويعد الإيبوبروفين(Ibuprofen) من أفضل مضادات الالتهاب اللاستيرويدية لعلاج التهابات الخصية. 

علاج التهاب الخصية الناتج عن العدوى الفيروسية

يُعالج التهاب الخصية في تلك الحالة عن طريق علاج الأعراض فقط، وباستخدام المسكنات، ومضادات الالتهاب اللاسيسترودية، وإجراء العلاج المنزلي كما ذُكر من قبل، ولا تستخدم المضادات الحيوية في تلك الحالة. 

علاج التهاب الخصية الناتج عن الأمراض المناعية

يُعالج هذا النوع من التهاب الخصية على نفس النحو الذي يُعالج به التهاب الخصية الفيروسي، وذلك مع علاج المرض المناعي الذي سبب ذلك الالتهاب. 

الوقاية من التهاب الخصية

إن الوقاية من الإصابة بالتهاب الخصية أمر جدير بالاهتمام، وإهماله أمرمن الخطورة بمكان، وفيما يلي أهم الاحتياطات الواجب أخذها، والسلوكيات التي يجب القيام بها لأجل الوقاية من التهاب الخصية. 

  • الحفاظ على النظافة الشخصية لتجنب حدوث عدوى بكتيرية، أو فيروسية. 
  • التوقف عن العلاقة الحميمية إذا أُصيبت الزوجة بعدوى بكتيرية، أو فيروسية في الجهاز التناسلي، أوالبولي إلى أن تُعالج تلك العدوى. 
  • التطعيم ضد مرض النكاف؛ إذ إنه قد يؤدي إلى الإصابة بالتهاب الخصية.
  • الإسراع للطبيب عند الشعور بألم عند التبول، أو أي ألم في منطقة الحوض حتى لا يتفاقم الأمر، وحتى يُمنع انتشارالالتهاب أو العدوى إن وجدت. 
  • العناية بنظافة القسطرة البولية قبل استخدامها إذ إنها قد تنقل العدوى البكتيرية، أو الفيروسية إلى الجهاز البولي، ومن ثم إلى الخصية، والانتباه أيضاً عند تركيبها، وتجنب تركيبها بطريقة خاطئة حتى لا يتسبب ذلك في حدوث التهابات في الجهاز البولي قد تنتقل بعد ذلك إلى الخصية.

المصدر
ncbiclevelandclinicmyhealthhealthlinemayoclinic

د. عبدالله أبو الخير

طبيب بيطري. كاتب ومترجم طبي.
زر الذهاب إلى الأعلى