صحة الطفل
أخر الأخبار

أسباب خوف الطفل من الروضة؛ و5 أساليب للتعامل معه

الخوف من الروضة، شعور قد يقفز إلى أذهان أطفالنا بانتهاء العطلة الصيفية، واقتراب مواعد ذهابهم إلى الروضة مع بدء العام الدراسيّ الجديد. يجب التأكيد على أن الخوف شعور طبيعي لابدّ أن يمرّ به طفلك في مرحلة أو موقف ما. ويتفاوت الأطفال في عمق شعورهم بالخوف، وبكيفيّة تعبيرهم عنه من خلال تغيرات في سلوكهم وحتى نوبات الغضب أو اضطرابات النوم.

أسباب خوف الطفل من الروضة

ليس هناك سبب مباشر لخوف الطفل من الروضة في بداية ذهابه لها، وإنما يعزى ذلك عادة لعدة أمور يختلف الأطفال في تفاعلهم واستجابتهم لها، ونذكر منها: 

العوامل الجينيّة

أي أنّه بناء على التركيب الجينيّ للمادة المورثية الخاصّة بطفلك، يمكن أن يكون أكثر ميلاً للخوف وذلك بالمقارنة مع أقرانه.

أحد الوالدين -على الأقل- قلق

تشكّل بيئة المنزل منظار الطفل الأول عن العالم، وكيفيّة التعامل مع أحداثه. وكون الأب أو الأم أو كلاهما يبديان سلوكاً قلقاً وخوفاً مفرطاً تجاه مواقف معيّنة. فهذا سيعني للطفل كون التوتر والتجنّب أحد الطرق الفعالة في مواجهة الخطر في الحياة.

الرعاية والحماية الزائدة

الحرص الشديد على الطفل من قبل الأهل، ومنعه من تجربة أمور جديدة بما يتوافق مع تطور نموّه، قد يشعر الطفل بالعجز عن مواجهة الأحداث غير المألوفة وحده. وهذا مما سيفاقم مخاوفه حول الذهاب إلى الروضة.

التجارب القاسية

إنّ مرور الطفل بحدث قاسٍ كانفصال الوالدين، او وفاة أحد أفراد العائلة، أو تغيير مكان السكن، أو بقائه مدّة طويلة في المشفى بعد التعرّض لإصابة ما. يمكن لكلّ ذلك ان يجعل الطفل أقلّ طواعيّة ومرونة في مواجهة خوفه من الروضة.

قلق الانفصال

وهو شعور الطفل بعدم الارتياح بحال كونه بعيداً عن والديه، وهو لا يُعدّ شعوراً خاطئاً أو غير طبيعيّ، بل هو أساسيّ في التطور الروحيّ للطفل وغالباً ما يزول بعد بضعة أيام من ارتياد الروضة.

اقرأ أيضاً: الخجل عند الأطفال

أساليب للتعامل مع خوف الطفل من الروضة

مهما كان سبب الخوف لدى طفلك فإن كيفية تصرّفك، واختيارك للخطوات السليمة في هذا الموقف سيحدد بشكل كبير مدى تجاوز طفلك لهذا الحدث. ومن هذه الأساليب:

محاورة الطفل

إنّ حديثك مع طفلك يلعب دوراً هامّاً للغاية. ومن خلاله ستسمح له بالتعبير عن مخاوفه وبماذا تتعلّق بالضبط لتناقشاها معاً. قد يكون خائفاً من مقابلة أصدقاء جدد أو البقاء بعيداً عن والديه. يجب دائماً الاعتراف بأحقّية مشاعره ومن ثمّ نقاش الأمور التي ذكرها، وتطمينه حولها أو إيجاد حلول مناسبة.

التدرّج في الانفصال

يمكن أن يتدرّب الطفل على الانفصال عن والديه بشكل تدريجيّ، وذلك قبل مدة كافية من بدء الروضة. يتمّ ذلك بترك الطفل مع شخص مسؤول عنه -من خارج دائرة العائلة المباشرة– لفترات يزداد طولها تدريجياً. هذا سيساعد الطفل على إدراك أنه بإمكانه أن يبقى بخير ولو كان منفصلاً عن والديه.

التعرّف على المكان الجديد

وهو من الوسائل الفعالة في تخفيف حدة خوف الطفل من الروضة. يمكن أن يتمّ ذلك بزيارة مبنى الروضة برفقة طفلك قبل بضعة أيام من بدء الدوام. وذلك لتعرّفه بهدوء على مكان الغرفة الصفيّة، دورة المياه، ساحة اللعب وغيرها. هذه الخطوة ستجعل المكان أكثر ألفة بالنسبة لطفلك في أيامه الأولى في الروضة.

وجود صديق

حاول أن تعرّف طفلك على صديق بنفس مرحلته العمرية سيذهب لنفس الروضة أيضاً. وجود صديق مع طفلك في يومه الأول سيلطّف الجو وسيجعل قبوله للروضة أسهل بكثير.

تمثيليّات بسيطة

من أحد سبل التغلب على التوتر بشكل عام هو القيام بتمثيل الموقف الذي يشعرك بالتوتر أو الخوف. وبذلك يمكن أن تؤدي دور المعلم الجديد وتسمح لطفلك بإجراء حوار افتراضي معه، وفي مواقف عدة كالتعارف، أو طلب الذهاب إلى دورة المياه وغيرها. وكذا الأمر بأن تؤدي دور طفل في الروضة ويقوم طفلك بالحديث معه أو التشارك باللعب. إن ذلك سيسمح لطفلك أن يكوّن صورة أوضح عمّا يتوقعه وكيفية التصرّف بشكل سليم في المواقف التي سيواجهها.

أقرأ أيضا: الصمود النفسي

ختاماً، لابدّ أن يتحلّى الوالدان بالصبر في أثناء التعامل مع هذه المرحلة الحرجة بالنسبة للطفل ودعمه خلالها. وإعطائه الوقت الكافي ليبني ثقته بنفسه ويتخلص من مشاعر الخوف من الروضة. وبحال عدم تحسن الطفل مع الوقت قد يكون طلب استشارة نفسية هو الحلّ الأمثل.

المصدر
the florida centerbetter healthstandford childrensmedical news todayedutopia

د. سارة الكرعه

طالبة طب بشري بجامعة دمشق، أسعى دائماً لإثراء المحتوى الطبي العربي بالمعلومات الموثوقة والوافية.
زر الذهاب إلى الأعلى