صحة الطفلطب وصحة
أخر الأخبار

كيفية التغلب على أسباب كره الطفل للمدرسة؟ إليكِ الحل

ترن..ترن ها هو جرس المنبه يدق معلنًا بداية يومٍ جديدٍ، مشرقٍ سعيدٍ، ربما على الجميع إلا عمر، وها هي والدة عمر تتأهب لخوض معركة كل يوم.

الأم: استيقظ يا حبيبي حان موعد الذهاب للمدرسة.

يتظاهر عمر بالنوم، ثم يفتح عينيه قليلًا ، وتبدو على وجهه أمارات الغضب والانزعاج.

عمر: لا أريد الذهاب للمدرسة يا أمي، لا أحبها وسوف أبقى في المنزل من أجل مساعدتك.

الأم: يا ربِ متى أنتهي من هذه المعاناة اليومية، لابد لي من الذهاب الى المدرسة لمعرفة ما هي أسباب كره الطفل للمدرسة ؟

وبالفعل ذهبت الأم لمقابلة المشرفة الطلابية، للتحدث معها بشأن هذه المشكلة.

وبعد الترحيب.. قالت المشرفة: لستِ وحدكِ، هذه الشكوى تتزامن مع بداية كل عامٍ دراسي، كلنا بنفس المركب يا عزيزتي، وأغلب الأمهات إن لم يكن جميعهن يعانين منها، ومهما حاولتِ إقناع طفلكِ لا جدوى.

مؤشرات تدل على كره الطفل للمدرسة

وهناك مؤشرات تدل على كره الطفل للمدرسة وهي:

البكاء، التمارض، غثيان، قيء، الآم بالبطن أو الرأس، شحوب الوجه، برودة في الأطراف، العناد غير المبرر، العدوانية والعصبية، اختلاق الأكاذيب والأعذار كوسيلة للضغط على الأهل.

الأم: وما هي أسباب كره الطفل للمدرسة؟

المشرفة: هناك أسباب تتعلق بالبيت، وأخرى بالمدرسة.

أسباب كره الطفل للمدرسة

أسباب تتعلق بالبيت

  • بعض الأطفال بسبب ملازمة الأهل لفترة طويلة، تكون فكرة الإنفصال وإن كان لبعض سويعات صعبة على الطفل، فهو معتاد على أن تكون أمه بجانبه طيلة الوقت تبث إليه حنانها ورعايتها، أو أنه اعتاد على بيته وألعابه، فبمجرد التواجد بمفرده يبعث الخوف بداخله ومن ثم كرهه للمدرسة.
  • عدم قدرته على الاعتماد على نفسه، و الاتكال الدائم على أمه أو أخوته الأكبر منه سنًا.
  • الإهمال وانشغال الأم، أو عدم الاستقرار الأسري ووجود جو مشحون في البيت غير ملائم للمذاكرة (كثرة الإزعاج والضوضاء).
  • الخوف من العقاب عند الاخفاق في الاختبار، أو الحصول على درجات غير جيدة.
  • قد تكون عملية نفسية بعدم التقبل ورفض كل ما له علاقة بالمدرسة، وهنا لابد من العلاج النفسي حتى لا يتطور الأمر.
  • قد يكون الطفل مازال صغيرًا غير مهيأ بَعد لترك حضن أمه والابتعاد عنها حتى لو كانت سويعات قليلة.
  • السهر وقلة النوم.
  • بُعد المسافة بين البيت والمدرسة إن كان الطفل يذهب بمفرده، أو استغراق الحافلة وقت طويل في الذهاب والإياب، مما يهدر الوقت، وعدم أخذ الطفل وقتٍ كافٍ لممارسة أي نشاط آخر خلال اليوم أو حتى الراحة، فيستيقظ مبكرًا ويعود متأخرًا للبيت.
  • التغيير المستمر لمكان السكن وعدم الاستقرار.
  • الدلال الزائد من الأبوين.
  • وجود بعض المشاكل كعسر القراءة، أو بعض الأمراض كتشتت الانتباه، فرط الحركة، التوحد والتي تؤثر على تحصيل الطفل بشكلٍ أو بأخر.
  • حرمان الأهل الطفل من ممارسة النشاطات المختلفة.
  • قد يكون لدى الطفل أمراض جسدية كضعف النظر والسمع، تبول لا ارادي، حساسية من بعض الأطعمة، أو بعض الأمراض التي تحتاج إلى متابعة كالسكري والربو.

أسباب تتعلق بالمدرسة

  • صعوبة الفهم والتعلم، إما لأن المعلومات فوق استيعاب الطفل لصغر سنه، أو لمعاناته من بعض الأمراض التي يقل فيها التركيز.
  • المعاملة السيئة من المعلمين أو الزملاء، أو عدم قدرة الطفل على التواصل معهم والشعور بالوحدة لأن الإنسان اجتماعي بطبعه.
  • النبذ والتنمر وأصدقاء السوء.
  • يميل الطفل للحرية والحركة وهذا مقيد في المدرسة.
  • الروتين الدراسي الممل الخالي من المحفزات والأنشطة و الذي يقتل الإبداع والموهبة، والجلوس في نفس الفصل لساعات.
  • التقيد بطريقة معينة في الشرح والتدريس.
  • تكدس الفصول، وافتقار الانضباط والنظام في المدرسة.
  • تعرض الطفل لأذى جسدي أو نفسي أو لفظي كالتنمر سواءً من المعلمين أو الزملاء. 
  • كثرة الضغط والتنبيهات والتعليمات خاصةً لصغار السن، و تكليفهم ما لا يطيقون من الواجبات.

قالت الأم: حسنًا.. ولكن أخشى أن يظل طفلي على هذا الحال طيلة العام الدراسي؟

ردت المشرفة: كلا عزيزتي لا تقلقي، فهناك حلول ودور هام للبيت والمدرسة لتخطي تلك المشكلة.

وسائل التغلب على كره الطفل للمدرسة

أولا: دور البيت

دور البيت ودور الأم خاصةً والتي يقع على عاتقها حل المشكلة في المقام الأول، لأنها الأقرب إلى طفلها وذلك عن طريق:

  • قبل بدء الدراسة على الأم أن تمهد لطفلها وتتدرج معه وتشاركه في شراء مستلزمات الدراسة واختيارها بنفسه.
  • ضرب الأمثلة بإخوانه أو أصدقائه وتشجيعهم له.
  • عمل زيارة للمدرسة قبل بدء الدراسة، وتجميلها في نظر الطفل ومدحها.
  • مرافقة الطفل أول يوم في المدرسة إن كان لم يدخل المدرسة مسبقًا وتشجيعه.
  • التواصل المستمر بين البيت والمدرسة، وبحث المشاكل أولًا بأول.
  • تنمية قدرات الطفل منذ صغره منذ أن يبدأ بالاستيعاب.
  • يجب على الأم عدم الانسياق خلف أعذار طفلها او تمارضه، حتى لا يستخدمها كوسيلة ضغط. وأيضًا على النقيض يجب عليها عدم تعنيفه، ولكن تتبع أسلوب الحلم والحكمة في معرفة السبب، ومن غيرها تفعل!!!
  • محاولة الأم تبسيط المعلومات للطفل ودعم ذلك بالوسائل المختلفة على حسب سنه.
  • تنظيم الوقت حتى يتسنى للطفل الترويح عن نفسه وممارسة هواياته المختلفة وعدم الضغط عليه، وذلك بوضع جدول دراسي موزع على مدار الأسبوع والتقيد به.
  • اختيار مدرسة مناسبة منذ البداية.
  • التحفيز والترغيب ومشاركة الأبوين.
  • إشباع الطفل بالحب والحنان والأمان داخل البيت من جميع أفراد الأسرة.
  • مكافأة الطفل ومدحه عند القيام بعمل جيد.
  • على الأم الاستماع إلى شكوى طفلها وعدم التسفيه منها وتخصيص وقتًا لذلك.
  • مساعدة الأم لطفلها في حل واجباته في البداية، ومن ثم تركه للاعتماد على نفسه وطلب المساعدة عند الحاجة فقط.
  • اشعار الطفل بأهمية التعليم وأنه أمر ليس مفروضًا عليه. وأن التعليم ليس فقط درجات واختبارات، وإنما بناء لشخصيته ومستقبله، وتُبسط الأم الأمر قد المستطاع مع ما يتناسب مع سن الطفل، وعند الإخفاق يمكننا التعويض لاحقًا لا بأس.
  • فهم قدرات الطفل ومعرفة مقدار ذكائه ونقاط القوة والضعف لديه، سوف يُسهل على الأم معرفة الأسلوب المناسب لطفلها في التعلم.
  • تخصيص يوم للترفيه في الأسبوع.
  • اختيار مكان مناسب مهيأ للدراسة، ويا حبذا مع اخوته أو رفاقه من باب التشجيع. 
  • على الأم ملاحظة أي تصرف غريب يطرأ على طفلها كالعزلة، الحزن والاكتئاب، تلف الأدوات الخاصة به، صعوبات النوم والكوابيس، قلة الشهية أو التبول اللاإرادي، وأن تبحث عن الأسباب وتفتش حولها بسؤاله وسؤال المدرسة وأقرانه لحل المشكلة قبل تفاقمها.

ثانياً: دور المدرسة

ويجب أيضًا أن لا نهمش دور المدرسة، فإن دورها فعال في حل هذه المشكلة وذلك ب:

  • توفير طرق شرح مناسبة لسن الطفل.
  • توفير طرق لجذب الانتباه، والتحفيز والتشجيع.
  • عدم الاثقال عليه بالواجبات.
  • كسر روتين اليوم الدراسي بإقامة الأنشطة المختلفة والمسابقات والرياضة والتي تشجعه على المثابرة ، وتنمي الروح الرياضية عند الطفل.
  • التواصل المستمر بين البيت والمدرسة.
  • متابعة سلوك الطفل والتدخل وإبلاغ المنزل عن حدوث تغير مفاجئ.
  • استقبال الأطفال بالاحتفاء والترحاب أول يوم في الدراسة.
  • ربط المدرسة بأشياء محببة للطفل.
  • للمدرسة دور في القضاء على التنمر بين الطلاب، وتعزيز أواصر المحبة والأخوة بينهم.

ومع نهاية الحديث، شكرت الأم المشرفة وانصرفت، وقد شعرت بالارتياح وعزمت على تطبيق ما سمعته من المشرفة، والتواصل مع المدرسة بشأن هذا الموضوع.

والآن.. وبعد أن تعرفتي عزيزتي الأم على أسباب كره الطفل للمدرسة، وكيفية التعامل مع هذه المشكلة، وما هي الحلول الممكنة، لا تتواني عن بذل جهدكِ في تحسين علاقة طفلكِ بالمدرسة حتى لا تتفاقم المشكلة، ولا تخجلي من طلب  يد العون والمساعدة  من أفراد أسرتك أو المدرسة، حتى لو تَطلب الأمر علاجًا نفسيًا، لأنهم ببساطة أغلى ما نملك فسعادتهم هي سر سعادتنا.

المصدر
Kids r Kidslitera centereve lyn learningkids health

د. سمر مصطفى عبيد

صيدلانية وكاتبة محتوى طبي
زر الذهاب إلى الأعلى