الحمل والولادة
أخر الأخبار

مدة النفاس بعد الولادة القيصرية | كيف تستعدين لها؟

دائمًا ما تترقب الحامل في لهفة وشوق لحظة ولادة صغيرها، لكن قد يساورها القلق والخوف من مدة النفاس بعد الولادة القيصرية خاصةً، حيث تختلف الولادة القيصرية عن الولادة الطبيعية من عدة جوانب.

 وقد تتزاحم في رأس الحامل قبل الولادة العديد من الأسئلة، هل سأستطيع العناية بنفسي وبصغيري؟ هل سيسبب لي جرح الولادة آلامًا شديدة؟ إلى متى ستستمر مدة النفاس؟ وغيرها من الأسئلة، في هذا المقال سنتناول كل ما يخص مدة النفاس بعد الولادة القيصرية وسنتعرف على أهم النصائح التي تهم الأمهات في تلك الفترة.

كم يوم مدة النفاس بعد الولادة القيصرية؟

نزيف النفاس هو عملية طبيعية يقوم بها الجسم بعد الولادة الطبيعية والقيصرية، إذ ينقبض الرحم لإخراج الدم والمخاط والأنسجة المتبقية عبر فتحة المهبل.

يكون النزيف غزيرًا في الأيام التي تعقب الولادة مباشرة ثم تقل كميته تدريجيًا إلى أن يتوقف، ويستغرق النزيف من أسبوعين إلى ستة أسابيع حتى يتوقف تمامًا في حالة الولادة القيصرية، وقد تزيد المدة في حالة الولادة الطبيعية.

أعراض ما بعد الولادة القيصرية

يحتاج جسم الأم فترة من الوقت بعد الولادة حتى يعود إلى حالته الطبيعية، قد تمر الأم ببعض الأعراض خلال مدة النفاس بعد الولادة القيصرية، مثل:

1- الشعور بالتقلصات:

 ينقبض الرحم لطرد الدم والأنسجة المتبقية بعد الولادة، وتكون تلك التقلصات شبيهة بتلك التي تحدث في أثناء الدورة الشهرية، يزيد الإحساس بالانقباضات أثناء الرضاعة الطبيعية بسبب إفراز هرمون الأوكسيتوسين (Oxytocin) الذي يحفز الرحم للانقباض.

2- احتقان وامتلاء الثديين:

 يزداد إدرار الحليب بعد الولادة مما يؤدي إلى احتقان الثديين والشعور بالألم.

3- تساقط الشعر وتغيرات البشرة: 

أثناء الحمل تزداد غزارة شعر الرأس بسبب ارتفاع مستوى الهرمونات، لكن بعدالولادة تعود نسبة الهرمونات إلى طبيعتها مما يؤدي إلى تساقط الشعر لمدة قد تصل إلى خمسة أشهر، كما تظهر على البطن والثدي علامات التمدد التي يقل أثرها مع مرور الوقت، كما يقل أثر كلف الوجه الذي قد يظهر في أثناء الحمل.

4- تقلبات المزاج: 

نظرًا إلى تغير مستوى الهرمونات قد يعتري الأم نوبات من القلق والبكاء والشعور بالكآبة.

5- فقدان الوزن الزائد: 

يُفقد معظم الوزن الزائد المكتسب أثناء الحمل بمجرد الولادة، ومع ذلك قد تظل الأم تشعر أنها مازالت حاملًا لامتلاء جسمها بالسوائل الزائدة التي يبدأ الجسم بالتخلص منها تدريجيًا وبالتالي فقدان الوزن الزائد.

أعراض تستدعي التدخل الطبي العاجل

إذا حدثت أي من الأعراض الآتية في أثناء مدة النفاس بعد الولادة القيصرية يجب استشارة الطبيب فورًا:

  • نزيف غزير جدًا مع وجود تكتلات دموية كبيرة الحجم فيه.
  • وجود رائحة غير طبيعية للإفرازت.
  • حمى ورعشة.
  • ألم أثناء التبول.
  • دوخة وغثيان.
  • الإغماء.
  • ألم في أحد الثديين أو كلاهما مصحوبًا بالحمى.
  • ألم الصدر مع مشاكل في التنفس.
  • التفكير في أذية النفس أو الطفل الرضيع.

هل الشعور بالصداع طبيعي بعد الولادة القيصرية؟

قد تُصاب الأم خلال مدة النفاس بعد الولادة القيصرية بالصداع وذلك لعدة أسباب، منها:

  • التغيرات الهرمونية.
  • عدم الحصول على قدر كافي من النوم.
  • التغيرات النفسية.
  • تخدير فوق الجافية للولادة (إبرة الظهر  قبل الولادة (الإيبيدورال)).

غالبًا لا يشكل الصداع خطرًا على الأم، لكن قد يكون الصداع مؤشرًا على تسمم الحمل بعد الولادة (postpartum preeclampsia) إذا كان:

  • صداعًا شديدًا لا تقل حدته مع مرور الوقت.
  • مستمرًا حتى بعد تناول الأدوية المسكنة.
  • مصحوبًا بتشوش الرؤية أو دوار.
  • في صورة دقات على جانب واحد من الرأس.
  • يبدأ بصورة مفاجئة.

متى تبدأ أول دورة شهرية بعد الولادة القيصرية

نزول أول دورة شهرية بعد مدة النفاس بعد الولادة القيصرية يعتمد بدرجة كبيرة على معدل الرضاعة الطبيعية، فكلما زاد عدد مرات الرضاعة وكلما كان اعتماد الأم كليًا على الرضاعة الطبيعية دون إدخال لبن صناعي أو طعام صلب للرضيع كلما زاد احتمال تأخر نزول الدورة الشهرية.

 يُفرز هرموني البرولاكتين والأوكسيتوسين في أثناء الرضاعة الطبيعية اللذان يثبطان التبويض وبالتالي تتوقف الدورة الشهرية.

إذا كانت الأم لا تُرضع طبيعيًا، من المحتمل أن تبدأ أول دورة شهرية لها خلال 6-8 أسابيع من الولادة، أما في حالة الرضاعة الطبيعية قد تبدأ أول دورة خلال 9-18 شهرًا بعد الولادة، وفي بعض الحالات يستمر توقف الدورة الشهرية إلى أن تتوقف الأم عن الرضاعة الطبيعية.

كيف ترضعين طفلك بطريقة مريحة

قد تجد الأم صعوبة في إرضاع طفلها بعد الولادة القيصرية بسبب ألم جرح الولادة، إليكِ بعض الأوضاع لرضاعة مريحة:

1- اجلسي على كرسي مريح ذو مسند منخفض، احملي طفلك على فخذيك مع إسناد جسده لأعلى بذراعك وبذراعك الأخرى وجهي وجه طفلك باتجاه الثدي.

2- استلقي على جانبكِ بحيث يكون طفلك هو الآخر مستلقيًا على جانبه في مواجهتك، ادعمي جسده بذراعكِ المواجهة له وبيدك الأخرى وجهي ثديك نحو الطفل، ما إن يبدأ طفلك بالرضاعة استخدمي ذراعًا لدعم رأسك والأخرى لدعم طفلك.

اقرئي أيضًا: وسائل منع الحمل أثناء الرضاعة

أهم النصائح للأم خلال مدة النفاس بعد الولادة القيصرية

إليكِ بعض النصائح حتى تجتازي مدة النفاس بسلام:

  • تناول المسكنات لتخفيف ألم التقلصات، كما يمكن عمل كمادات دافئة لتسكين الألم.
  • اختيار وضع مريح للرضاعة مع ارتداء حمالات صدر مريحة.
  • شرب كميات كافية من السوائل لتجنب الإمساك كما يمكن تناول الملينات إذا استدعى الأمر.
  • الراحة وعدم القيام بأعمال شاقة كحمل الأشياء الثقيلة.
  • المشي؛ فالمشي يساعد على الشفاء وتجنب بعض المضاعفات مثل جلطات الدم.
  • تناول غذاء صحي غني بالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبروتين.
  • تناول أطعمة مدرة للبن كالحلبة والمكسرات.
  • الرضاعة الطبيعية المنتظمة للطفل؛ إذ تساعدعلى تخفيف احتقان الثديين وعلى تحفيز إدرار اللبن.
  • تناول مكملات غذائية كالكالسيوم، والحديد، وفيتامين ب؛ فالطعام وحده قد لا يكون كافيًا لإمداد جسم الأم باحتياجاته.

اقرئي أيضًا: أكلات تساعد في زيادة إدرار الحليب للأم المرضعة

علاجات منزلية لتخفيف آلام ما بعد الولادة

يمكنكِ بعد استشارة طبيبكِ اللجوء لأحد الحلول التالية لتخفيف آلام بعد الولادة:

  • كمادات الماء الساخن؛ إذ تساعد على تحسين الدورة الدموية وتقليل التقلصات.
  • مشروب الزنجبيل الدافئ؛ إذ يعمل كمضاد للالتهابات كما يقلل من التقلصات.
  • شاي البابونج؛ حيث يعمل على تخفيف انقباضات وتقلصات الرحم.
  • مشروب الليمون الدافئ؛ إذ يعمل على تقوية المناعة لغناه بفيتامين C.
  • الحمام الدافئ؛ إذ يساعد الاستلقاء في الماء الدافئ على الشعور بالراحة واسترخاء الجسم.  

كيفية العناية بجرح الولادة القيصرية

يستغرق الجرح حوالي 6 أسابيع قبل الشفاء التام، والندبة الناتجة عنه سيقل أثرها مع مرور الوقت.

يكون الجرح مغطى بضمادة عازلة للماء تمكنكِ من الاستحمام دون تعرض الجرح للماء، بعد إزالتها يجب تنظيف الجرح يوميًا وتجفيفه جيدًا، ويفضل ارتداء ملابس داخلية قطنية مريحة لا تضغط على الجرح، كما يجب أستشارة الطبيب إذا كان هناك احمرارًا وانتفاخًا في الجرح أو إفرازات.

ختامًا، الحمل وهن على وهن، كما أن مدة النفاس بعد الولادة القيصرية أو الطبيعية تكون مرهقة ومتعبة للأم، لكن وجود صغيركِ معكِ يخفف عنكِ بعض ما قد تعانيه، فحاولي الاستمتاع بتلك الفترة بكل تفاصيلها، ولا تستمعي للآراء السلبية؛ فكل تجربة تختلف عن الأخرى.

المصدر
babycentermayoclinichealthline

د. مريم عاطف عبدالدايم

صيدلانية وكاتبة محتوى طبي
زر الذهاب إلى الأعلى