الحمل والولادة
أخر الأخبار

نظرية رامزي لتحديد جنس الجنين

Ramzy Method

منذ فترة طويلة اتجهت النساء إلى طرق غير علمية لمعرفة نوع جنينها فى الأسابيع الأولى من الحمل، ورغبتهن فى الاطمئنان على صحة الجنين ونموه وتكوينه وخلوه من الأمراض الوراثية، لذلك سمىّ الحمل بأنه لعبة الانتظار! انتظار الزوجين لمعرفة أمور كثيرة جدا تتعلق بصحة الأم وجنينها.

جاءت كل الأبحاث العلمية المتعلقة بتحديد جنس الجنين تؤكد أنه يجب الانتظار حتى الأسبوع الرابع عشر من الحمل لمعرفة نوع الجنين باستخدام الموجات فوق الصوتية لكي تكون النتائج أكثر دقة. ولكن فى معظم الحالات لا يطيق الزوجين الانتظار طويلا. 

فماذا عن إمكانية معرفة نوع الجنين في مرحلة مبكرة من الحمل (قبل الاسبوع السادس عشر)؟

طور دكتور رمزي سام نظريته لتحديد نوع الجنين مبكرا في الأسبوع السادس من الحمل وأطلق عليها “نظرية رامزى”.

ماهى نظرية رامزى لتحديد جنس الجنين؟

اعتمد رامزي في أبحاثه على وضع المشيمة في المراحل الأولى من الحمل، ووضع نظريته لتحديد مكان المشيمة خلال الأسابيع الأولى من الحمل عن طريق استخدام عدد كبير جدا من الموجات فوق الصوتية، وبناءً على مكان المشيمة يتحدد نوع الجنين.

يبدأ تمييز جنس الجنين فى رحم الأم (عملية بداية تكوين الخلايا التناسلية للجنين إما ذكر أو أنثى) في بداية الأسبوع السادس.

قامت نظريته على فحص لما يقرب من 1200 إمرأة حامل ما بين الأسبوع السادس والأسبوع الثامن عشر بالموجات فوق الصوتية. فوجد أن 98% من الحالات التي يكون بها الجنين ذكر تكون المشيمة على الجانب الأيمن من الرحم، بينما بنسبة 97.2% تقع على الجانب الأيسر من الرحم إذا كان الجنين أنثى.

استنادا إلى هذه الإحصائية فإنه: 

  • إذا كانت المشيمة تقع على الجانب الأيمن من الرحم يكون الجنين ذكر.
  • إذا كانت المشيمة تقع على الجانب الأيسر يكون الجنين أنثى.

هذا الفرق فى مكان المشيمة هو أساس نظرية رامزي.

ما مدى فاعلية (صحة) نظرية رامزي؟

يزعم مؤيدو نظرية رامزي أنه نظرياً من الممكن صحة نظرية رامزي وأنه من الممكن أيضا تحديد مؤشرات نوع جنس الجنين في بداية فترة الحمل عن طريق الموجات الصوتية.

كما يوجد الكثير من الادعاءات منتشرة عبر الإنترنت عن حقيقة وفاعلية هذه النظرية ولكن فالحقيقة أن هذه النظرية بها الكثير من القصور العلمي

  • لم تخضع للدراسة الكافية.
  • مكتشف هذه النظرية لم ينشر تفاصيلها في إحدى الجرائد العلمية حتى يتمكن الأقران (علماء آخرون) استعراضها ومناظرتها والتأكد من صحتها.
  • لا يوجد حتى الآن أى منظمة صحية على مستوى العالم تؤمن بصلاحية هذه النظرية.

أجريت دراسة علمية في عام 2010 في إحدى الجرائد العلمية الموثوقة وتوصلت إلى أنه، لاعلاقة بين وضع المشيمة في الرحم واختلاف نوع الجنين. ونفت هذه النظرية وعلاقتها بالمشيمة نفياً قاطعاً.

لماذا عارض العلماء والباحثين نظرية رامزى؟

بالرغم من أن نظرية رامزي تبدو مقنعة إلى البعض ولكنها نظرية غير مكتملة وبها العديد من المشاكل ومنها:

  • لا يوجد سبب علمي حقيقي يثبت أن جنس الجنين يتحدد من مكان المشيمة.
  • لم يضع الدكتور رامزي أىّ أسس علمية تؤكد صحة نظريته.
  • لا يوجد دليل علمي يثبت أن الهرمونات المحددة للنوع بإمكانها أن تتحكم فى مكان المشيمة.
  • درس رامزي الصحة العامة وحصل على ماجيستير فى الموجات الصوتية بمعنى أنه ليس طبيبا وهذا غير كاف ليؤهله لنشر بحث علمي متخصص. 
  • لم يتناول أي عالم من العلماء الكبار في هذا التخصص نتائج نظرية رامزي فى أى بحث علمى آخر.
  • لم ينشر رامزي بحثه في جريدة علمية كبيرة لذلك لم يتمكن باحثون وعلماء آخرون من دراسة وتحليل نتائج هذه النظرية.

فى عام 2010م، أجريت دراسة علمية مشابهة لنظرية رامزي لمعرفة نوع الجنين في 277 حالة فوجد أن، لا علاقة بين موقع المشيمة في الرحم ونوع الجنين ولا يرتبط مكانها بنوع معين من الأجنة.

وبالرغم من عدم صحة هذه النظرية، فإنها تظل شائعة ومعروفة بين كثير من النساء الحوامل ويصدقن بها لتشوقهم لمعرفة نوع جنينها؟

اقرئي أيضاً:

الحالة النفسية لدى الحامل في الشهور الأولى

تكيس المبايض والحمل | هل تكيس المبايض يمنع الحمل نهائيا؟

بدائل نظرية رامزي لتحديد نوع الجنين

أولاً: البدائل الجراحية

1-اختبار السائل الامنيوني (Amniocentesis)

فى هذا الاختبار يأخذ الطبيب عينة صغيرة جدا من السائل الامنيونى (السائل الامنيونى هو سائل يحتوى على بعض خلايا الجنين ويحيط بالجنين ليمده بالتغذية الضرورية لنموه ويحميه من الصدمات) ثم فحص كروموسومات الجنين خلال الأسبوع السادس عشر من الحمل.  

يستخدم هذا الاختبار: 

  • تحديد نوع الجنين.
  • التكوين الجيني للجنين (أى اضطرابات جينية مثل متلازمة داون).

2-اختبار الزغابات المشيمية (chorionic villi sample)

الزغابات المشيمية هى مجموعة شعيرات دقيقة جدا تشكل المشيمة.

تؤخذ عينة من هذه الشعيرات لاختبارها واكتشاف أى تشوهات في كروموسومات الجنين خلال الاسبوع العاشر من الحمل.

ولكن يوجد عوامل خطر فى هذا الاختبار وهو احتمالية الإجهاض.

ثانياً: البدائل غير الجراحية

1-اختبار تحليل الدم

أخذ عينة من دم الأم والكشف عن كروموسوم y المحدد لنوع الجنين بعد الأسبوع العشرين من الحمل، ولكنها أيضا غير دقيقة 100% مثلها كأي طريقة أخرى لاختبار النوع.

2-اختبار البول والدم خلال الأسبوع السابع من الحمل

وهذا الاختبار غير فعال فى معرفة نوع الجنين بدقة.

3-الموجات فوق الصوتية خلال المرحلة الثانية من الحمل

أثبتت الدراسات المعملية دقة هذه الطريقة بنسبة 100% لتحديد نوع الجنين في الأسبوع الرابع والعشرين من الحمل. 

لذا نصح العلماء كثيراً بضرورة الانتظار إلى الأسبوع الرابع والعشرين من الحمل للحصول على نتائج دقيقة حول نوع وتكون الجنين.

وعدم الاستعجال إلا إذا كانت العائلة تعاني من مرض وراثي.

المصدر
medicalnewstodayhealthline

د. ياسمين ربيع

طبيبة أسنان كاتبة محتوى طبي مترجمة طبية
زر الذهاب إلى الأعلى