الحمل والولادة
أخر الأخبار

ذنب الأمومة..ما لاتحكيه النساء عن تجارب الأمومة المؤلمة

تحلم الفتيات منذ نعومة أظافرهن باليوم الذي ستصبح فيه أمًا وعندما تسمع خبر الحمل تكاد تطير فرحًا وتتلقى التهاني من الجميع، ولكن لن يخبركِ أحد عن تجارب الأمومة المؤلمة التي ستمرين به خلال هذه الرحلة.

تبدأ الرحلة بمجرد التأكد من وجود جنين ينمو بداخلك وعلى الرغم من متعتها فإنّها، تحوي بداخلها الثمن الذي تدفعه كل أم لتصبح أمًا.

مرحلة الحمل والولادة

تبدأ هذه المرحلة بأعراض الحمل التي تختلف من أم إلى أخرى وقد تختلف من حمل لآخر لدى الأم نفسها ولكن الشائع من الأعراض:

  • الغثيان والقيء أحيانًا، وخاصةً خلال الأشهر الأولى من الحمل.
  • اضطراب هرمونات الجسم حتى تتأقلم مع الوضع الجديد فتصبح المرأة أكثر حساسية من قبل وقد تغضب لأشياء عادية لم تكن تهمها قبل ذلك.
  • تغير شكل الجسم و زيادة الوزن هذا بسبب زيادة نمو الجنين يومًا بعد آخر.
  • اضطراب الشهية فقد تزداد الشهية أو تقل عن طبيعتها.
  • عدم القدرة على القيام بالمهام اليومية بصورة طبيعية، وذلك بسبب الكسل والخمول وخاصةً في أول شهور الحمل.
  • القلق والتفكير الزائد بشأن اكتمال الحمل وولادة طفل معافى، وهل تستطيعين أن تكوني أمًا جيدة له أم لا؟ كل هذه الأفكار تعصف بذهن الأم خلال شهور الحمل مما يجعلها مضطربة.

تأتي بعد ذلك مرحلة الولادة وما بها من خوف وقلق من عملية الولادة نفسها أو مما بعدها من آثار، وكذلك آلام الولادة التي تمثل الخوف الأكبر لكل أم ولكن أصبح بالإمكان التغلب عليها حديثًا عن طريق أساليب التخدير المتطورة التي تقلل كثيرًا من الآلام ولكن لا تمحوها مطلقًا.

اكتئاب ما بعد الولادة

اكتئاب ما بعد الولادة كثيرًا ما يصيب النساء بعد الولادة، وقد يبدأ بعدها بيومين أو ثلاثة أيام ويستمر لأسبوعين أو أكثر وقد يكون أطول زمنًا عند بعض الأمهات.

يمكن أن تكون الأعراض طفيفة ويمكن السيطرة عليها مثل تقلبات المزاج ونوبات القلق وصعوبة النوم ونوبات من البكاء بلا أسباب وصعوبة التركيز.

ويمكن أن تزداد الأعراض سوءًا وتتطور إلى الاكتئاب الذي تتمثل أعراضه في:

  • تقلبات مزاجية حادة.
  • عدم القدرة على النوم أو النوم فترات طويلة.
  • نوبات القلق أو الهلع الشديد.
  • التعلق بالطفل والابتعاد عن الأهل والأصدقاء.
  • التفكير بإيذاء النفس أو إيذاء الطفل.
  • قد يصل الأمر إلى الأفكار الانتحارية.

قد تطول فترة اكتئاب ما بعد الولادة إذا أهمل ولم يتم التعامل بصورة صحيحة مع الأعراض وأول خُطوة هي اللجوء لمساعدة طبيب نفسي، حتى لا يتطور الأمر لما هو أسوأ وكذلك طلب الدعم النفسي من الزوج الذي يؤثر كثيرًا في نفسية الأم.

العمل والأمومة…شيئان لا يجتمعان بسهولة

بعد الولادة تتغير أولويات الأم فقد تقع في فخ الاختيار بين أن تكون أمًا مثالية أو تكون سيدة ناجحة في عملها؛ فكثير من الأمهات لا يستطيعون التنظيم بين العمل ووجود طفل يحتاج إلى الرعاية طيلة الوقت وإذا استطاعت ذلك فإنّها تدفع الثمن من صحتها الجسدية والنفسية.

ليس مسؤولية الطفل وحده، ولكن يقع على عاتق المرأة مهمات أخرى مثل متطلبات الزوج متطلبات المنزل والحياة الاجتماعية التي بالطبع لا يمكن الاستغناء عنها وهنا تقع الأم في مأزِق أيهما تختار؟

الكثير من الأمهات تغلب عندهم عاطفة الأمومة ويتركون العمل والبعض الآخر يستطيع التنظيم ولكن في الحالتين يجب أن تتحمل نتيجة قرارها.

الخوف من الفشل

تقع الكثير من الأمهات ضحية للانتقادات ممن حولها من الأمهات الأخريات؛ فقد تتعرض لانتقاد طريقة تربيتها ومعاملتها للطفل أو إذا اشتكت عدم تكيفها مع الوضع الجديد يكون الرد بأنها ليست أول من تنجب.

هي فعلًا ليست أول من تنجب ولكنها أول مرة تعايش هذا الوضع، لذلك يجب أن تتلقى الدعم حتى تعبر هذه المرحلة بدلًا من الانتقادات التي بلا فائدة.

تجلس كل أم تحكي ما مرت به خلال رحلة الأمومة وخبرتها التي اكتسبتها فتشعرين أنك لستِ مثل باقي النساء، ولكن التجربة نفسها تعلم كل شيء فهنَّ لم يكتسبن هذه الخبرة إلا عندما مررن بالتجربة، لذلك لا تقلقي ستتعلمين كل شيء بالتدريج.

نتيجة لهذه الانتقادات تشعر الأم أنها سيئة وأنها ليست جديرة بالأمومة، وأن كل النساء ولدن أمهات عدا هي مما يعطيها إحساسًا بالفشل والإحباط.

مرحلة تربية الأطفال…هل يربي الآباء أطفالهم أم العكس؟

تعد تربية الأطفال من أصعب المهمات فأنتِ تبنين شخصية وكيانًا لطفلك، لذلك كل كلمة ورد فعل منكِ يرسم جزءًا من شخصيته لذلك تقع الأم تحت ضغط التحكم بانفعالها وردود أفعالها، حتى لا تؤثر سلبًا في شخصية الطفل.

ويخيل إلى كل أم أن التربية تبدأ مع نمو عقل الطفل واستيعابه للأمور، ولكن الدراسات الحديثة أثبتت أن الطفل يتأثر بما حوله من وقت وجوده جنينًا في بطن أمه ثُمّ تتأثر نفسيته بما حوله مثلكِ تمامًا، لذلك يجب أن تجعل الأم البيئة التي ينشأ فيها الطفل بيئة صحية تساعد في إنشاء شخصية سوية حتى تصل الأم إلى هذه البيئة، فإنّها تلاقي معاناة لكثرة المؤثرات من حولها التي تخشى أن تؤثر في الطفل.

بالتدريج تجدين أنكِ تخليتِ عن الكثير من عاداتك السيئة فقط من أجل طفلك لأنّك القدوة له.

وبالنهاية يجب أن نقول أنه رغم كل هذا الألم الذي يصاحب رحلة الأمومة ورغم الثمن الذي تدفعه الأم فإنّ شعور الأمومة يستحق كل هذه التضحيات وأكثر، لذلك لم يضع الله تعالى الجنة تحت أقدام الأمهات إلا بسبب هذه المعاناة فهنيئًا لكل أم تستطيع أن تكون أمًا بحق فهي بمنزلة البطلة الخارقة.

المصدر
mayoclinichealthline
زر الذهاب إلى الأعلى