صحة الطفل
أخر الأخبار

مشاكل الطفل في المدرسة؛ أبرز 5 عقبات قد تواجه طفلك

مع بداية العام الدراسيّ، تستيقظ مع طفلك كلّ يومٍ صباحاً لتُعدّه للذهاب إلى المدرسة، ثمّ تنتظر عودته بعد الظهيرة. وما بين ذهابه وعودته حياةٌ مختلفة وأحداث كثيرة، معظمها يمرّ بسلام ولكن قد يقف بعضها عائقاً أمام تأقلم طفلك مع بيئته الجديدة. فهل أنت على استعداد لمواجهة مشاكل الطفل في المدرسة؟ 

صعوبة التأقلم مع الجدول الزمني

من أوائل مشاكل الطفل في المدرسة، إذ يملك معظم الأطفال طاقة هائلة ورغبة قوية باللعب، والحركة، وإمضاء الوقت بحرّية. يشكّل نظام المدرسة نموذجاً غير متوافق مع ميولهم؛ سيّما إن كان هذا هو عامهم الدراسيّ الأول. هناك موعد محدد للذهاب إلى المدرسة وموعد لبداية الحصّة الدّرسيّة ومدةّ زمنية محددة للاستراحة، عدا عن مواعيد تسليم الواجبات. يشكّل ذلك ما يشبه القيد على عفويّة طفلك وطاقته المتدفّقة.

تدنّي الثقة بالنفس

في الفصل الدراسي سيجد طفلك نفسه محاطاً بزملائه الذين يختلفون عنه في المظهر والمستوى المعيشي والمهارات، وسيكون هنالك اختلاف ضروري في الذكاء والتحصيل التعليميّ. كل هذه الفروقات من الممكن أن تزعزع ثقة الطفل وإن كان واثقاً بنفسه في السابق، وسيّما إن كان أسلوب المقارنة سائداً في منزل الطفل أو مدرسته.

التعرّض للتّنمّر

التنمر من أصعب مشاكل الطفل في المدرسة وهو ممارسة أي سلوك عدوانيّ تجاه الأضعف سواء كان سلوكاً لفظيّاً أو جسديّاً أو حتى من خلال النبذ والإقصاء الاجتماعيّ. وبالطّبع فإنك بإرسال طفلك إلى المدرسة لن تتوقّع أن يكون جميع الأطفال جيّدين معه، فعليك أن تكون متنبّهاً لأيّ علامة تدلّ على أن طفلك يتعرّض للتنمر من قبل زملائه.

معلّمٌ ليس ذا كفاءة

قد يصادف طفلك معلّماً لا يمتلك الأساليب الأفضل في التواصل مع الطلبة أو التدريس وقد يشكّل ذلك مشكلة هامّة لطفلك سيّما إن أثّر ذلك على فهمه وتحصيله الدراسيّ. وقد تكون هذه هي المشكلة الوحيدة من مشاكل الطفل في المدرسة لذا من المهم أن تكون بجانبه حتى يتجاوزها بأفضل النتائج.

إيجاد أصدقاء جدد

قد يفضّل بعض الأطفال اللعب الانفراديّ أو فقط اللعب بهدوء مع صديق أو اثنين. لكن البعض لا يكتفون بذلك، فهم يستمتعون بوجودهم ضمن مجموعة أوسع، والمشاركة بأنشطة جماعيّة. لذا وفي ظل تنوّع الأطفال الذين سيقابلونهم قد تواجه الفئة الثانية بعض المشاكل لحين الانضمام لمجموعة الأطفال المتّسقة معهم.

اقرأ أيضاً: قواعد السلامة في المدرسة

إليك بعض الأنباء الحسنة!

قد يكون الحديث عن بعض مشاكل الطفل في المدرسة قد أوحى بأن الأمور غير مبشّرة حول هذا الأمر. ولكن لننظر إلى النصف الممتلئ، إنّ ما سيواجهه طفلك في المدرسة هو نموذج مصغّرعن المجتمع الحقيقيّ. وإنّ تعليمك له حول كيفية التعامل مع هذه العقبات ستعدّه أفضل إعداد للتأقلم مع الحياة الواقعيّة، وهنا بعض النصائح:

كُن مستمعاً جيّداً

أحسن الإنصات لمخاوف طفلك ومشكلاته، وشجعه على التعبير عنها بكلّ حريّة، وأكد دائماً أنه من حقه أن يشعر ببعض المشاعر السلبية في البداية، وطمئنه بأنّك ستعمل معه لحلّ هذه المشكلات سويّة.

أعطه مساحةً أكبر للمشاركة

إن تشجيع طفلك على القيام ببعض الأمور البسيطة لوحده سيعزّز ثقته بقدراته. كما ان السماح له بالمشاركة في بعض الحوارات الهادئة والبنّاءة في المنزل سيبني لدى الطفل مهارات التواصل الصحية. والتي سيحتاجها في المدرسة مع معلميه وزملائه والتي ستساعد في حل البعض من مشاكل الطفل في المدرسة.

لا تُلقِ اللوم على المدرسة

يجب أن تدرك أنه من مصلحة طفلك أن تعمل مع المدرسة وتتعاون معها بدلاً من انتقادها أمامه. حاول أن تتواصل مع الكادر التعليمي أو الإداري، وتشرح لهم مشاكل طفلك في المدرسة وتبدي رغبتك بالتشارك معهم لأجل حلّها. ستكون المدرسة سعيدة باهتمامك لأن ذلك سيخفّف من العبء المُلقى على عاتق المعلّم والمدرسة عموماً.

كُن بجانب طفلك

قد يكون من المفيد جداً في البداية أن تخصص وقتاً محدّداً في اليوم تساعد فيه طفلك على فهم دروسه وحلّ واجباته. ليس عليك أن تنجز المهام عوضاً عنه، فقط ابقَ قريباً للإجابة عن أسئلته ومساعدته في تنظيم مهامه. ومع مرور الأيام يجب أن تنمّي لدى طفلك فكرةَ أنّه مسؤول عن واجباته، وأنّه يجب العمل عليها سواء بحال تفرّغك للجلوس معه أو انشغالك لسبب ما.

ساعد طفلك على الانتظام

تعاون مع طفلك على كتابة مخطط تنظيمي لليوم، يتمّ فيه تحديد المهامّ الواجب إنجازها وفي مواعيدها، مثل تناول وجبة الفطور، تبديل الملابس استعداداً للذهاب إلى المدرسة، وقت الراحة بعد العودة ووقت إنجاز الواجب وغيرها. احرص على إشراك طفلك في وضع المخطط وحاول أن يكون المخطط مرناً بحيث يحتمل بعض التغييرات الطارئة.

قد يهمك: تهيئة الأطفال للمدرسة

ختاماً، فإنّ المدرسة تسهم بشكل كبير في شخصية طفلك وتجربته الاجتماعية والتعليمية، ورغم المتاعب التي قد تعتري هذه المرحلة. إلا أنك ستكون سعيداً وراضياً عنما ترى طفلك متأقلماً مع مجتمعه الجديد ومتغلّباً على مشاكله في المدرسة. إنها رحلة طويلة وقد تتكرّر مشكلاتها الواجب ملاحظتها والعمل على حلها مع كلّ تغيير لمدرسة طفلك. فعليك التحلّي بالصبر مع نفسك ومع طفلك على حدٍّ سواء، وعدم استعجال النتائج لأنها ستأتي في أوانها.

المصدر
Lead Schoolempowering parentsempowering parentsyouth ranchapa

د. سارة الكرعه

طالبة طب بشري بجامعة دمشق، أسعى دائماً لإثراء المحتوى الطبي العربي بالمعلومات الموثوقة والوافية.
زر الذهاب إلى الأعلى