دليل مرضى السكري
أخر الأخبار

القدم السكري | كيف نعتني بها؟

يُعد داء السكري من أكثر الأمراض المزمنة انتشارًا، ويزيد انتشاره في العصر الحالي بسبب أنماط الغذاء المحملة بكميات كبيرة من السكر، والذي لا يستطيع البنكرياس وهرمون الأنسولين مجاراته، فتعجز أنظمة الجسد عن التعامل معه، وبالتالي تتفاقم العديد من المضاعفات مع طول الزمن، من هذه المضاعفات: قدم السكري.

قدم السكري من أهم مضاعفات السكر التي تحتاج عناية كبيرة، حيث تصل نسبة الإصابة بقدم السكري إلى ١١% من مرضى داء السكري، وتصل نسبة بتر القدم إلى ٣ %.

فكيف نعتني بقدم مريض داء السكري؟ وكيف نتجنب المضاعفات؟ هذا ما سنعرفه في هذا المقال. 

قد تتساءل أولًا، ما هي أسباب قدم السكري؟

لنعرف الأسباب، علينا أولًا معرفة كيف يؤثر داء السكري على قدم المريض، ويتمثل تأثيره في نقطتين:

  • الاعتلال العصبي السكري

حيث يتسبب داء السكري غير المنضبط، واستمرار ارتفاع نسبة السكر في الدم، إلى تدمير الأعصاب، الطرفية منها في اليدين والقدمين، مما يؤدي إلى انعدام الإحساس بالألم والحرارة أو البرودة فيها.

ففي حالة إصابة القدم بجرح، لا يشعر به المريض ولا يلتفت إليه، فيتفاقم الجرح بسبب إهماله ويتلوث. 

وتضعف عضلات القدم أيضًا، بسبب وقف إمداد الغذاء إليها بسبب الأعصاب التالفة، مما يؤدي إلى عدم محاذاة القدم المصابة للقدم السليمة في أثناء المشي، والذي يؤدي بدوره إلى وضع كل الثقل والحمل على القدم السليمة في أثناء الحركة.

  • مرض الأوعية الدموية الطرفية

يؤثر داء السكري أيضًا على جريان الدم في الأوعية الدموية، وخصوصًا في الأطراف، حيث يقل جريان الدم، مما يؤدي إلى بطء التئام الجروح فبها والذي يعرض الجرح للتلوث٠ ويؤدي في النهاية لإصابة الطرف بالأكال أو الغنغرينا.

بعد معرفتنا بأسباب المرض، ما أشكال مرض القدم السكري؟

هناك العديد من الأمراض التي تصيب القدم في الناس عامةً، لكن يصبح مرضى داء السكري معرضين بنسبة أكثر للأمراض التالية:

  • عدوى الأظافر الفطرية

يتصبغ الأظفر المصاب بالعدوى الفطرية بلون أصفر بنيّ أو يصبح معتمًا، ويزداد سماكة، وقد يصير واهيًا حتى ينفصل عن باقي الأظفر.

تنمو الفطريات في البيئة الحارة والرطبة والمظلمة، وتكون البيئة داخل حذاء ضيق مشابهة لهذه البيئة، لذا عند أي إصابة صغيرة، يصاب الأظفر بالعدوى الفطرية، والتي يكون علاجها صعبًا في بعض الأحيان.

  • ظفر إصبع القدم الناشب

عند ارتداء حذاء ضيق، يضغط الحذاء على حافة الأظفار، التي لم تُقَلَّم بشكل صحيح، فتنمو حافة الأظفر داخل الجلد، وتسبب ألمًا، وتحز الجلد فيحمر ويتورم ويتلوث.

وقد تسبب الإصابة المتكررة للقدم خلال المشي أو الجري إلى انغراس الأظفر في الجلد.

  • القرحة السكرية

قد تحدث القرح من خدوش صغيرة، والتي تلتئم ببطء، أو من احتكاك متكرر للقدم مع حذاء مقاسه غير مناسب.

  • جفاف الجلد

عادةً ما يتشقق الجلد الجاف، فتدخل الجراثيم وتسبب التهابًا.

  • الثؤلول/ السنطة/ الكالّو أو الثقن/ تورم… وغيرها من الأمراض التي قد تصيب القدم.

نأتي للسؤال المهم، كيف تعتني بقدم السكري؟

تمنع العناية الجيدة بالقدم العديد من المشاكل السابق ذكرها، ومن أهم النقاط التي يجب على مريض داء السكري اتباعها:

  • الحفاظ على معدلات طبيعية لمستوى السكر في الدم.
  • الاهتمام بتعديل نوعية الطعام والمواظبة على أخذ العلاج بانتظام.
  • غسل القدمين يوميًا بماء دافئ، مع اختبار حرارة الماء بواسطة الكوع، نظرًا لاختلال الإحساس في الأطراف.
  • الحرص على بقاء القدم جافة دائمًا، وخاصة بين الأصابع، مع الترطيب بكريم مرطب.
  • فحص القدمين يوميًا للبحث عن أي جروح صغيرة أو إحمرار أو تورم، حتى تعالج مبكرًا، وتتجنب المضاعفات. 
  • صنفرة القدم بلوح صنفرة في اتجاه واحد لأي زوائد أو نتوءات.
  • تقليم الأظافر وبردها.
  • انتعال أحذية مقفلة من ناحية الأصابع تجنبًا لإصابتها، والامتناع عن المشي حافي القدمين.
  • الأحذية يجب أن تناسب مقاسك تمامًا. 
  • افحص داخل الحذاء للتأكد من خلوه من أي شيء قد يضرك
  • ارتداء جوارب ذات جودة ناعمة وجيدة.
  • احمِ قدمك من الحرارة العالية خصوصًا في الصيف وعلى الشواطئ، واحمها أيضًا من البرودة خاصةً في فصل الشتاء.
  • توقف عن التدخين إن كنت مدخنًا، لأنه يقلل من سرعة تدفق الدم في الجسم.
  • معالجة جروح القدم أولًا بأول، ومتابعتها مع الطبيب إذا لم تلتئم.

حسنًا، ما هي العلامات التي يجب أن تنتبه لها؟

يجب عليك مراجعة الطبيب في الحالات الآتية:

  • تغير في لون الجلد.
  • تغير في حرارة الجلد.
  •  تورم في القدم أو الكاحل.
  • آلام القدم. 
  • قرحة لا تلتئم في القدم.
  • رائحة غريبة للقدم لا تزول. 

إذا لم تنتبه لهذه العلامات المحذرة، قد تصاب بإحدى هذه المضاعفات

  • التهاب شديد في الجلد والعظم.
  • قد يؤدي الالتهاب إلى تكوين خراج.
  • إذا لم يعالج الخراج قد يؤدي إلى الغنغرينا، وهي تآكل أنسجة القدم مع تغير لونها ورائحتها.
  • إذا لم نسرع بعلاج الغنغرينا، قد يؤدي ذلك إلى بتر القدم. 

علاج قدم السكري 

تعالج قدم السكري بحسب نوع المرض الموجود بها:

  •  الاتهاب الفطري: يعالج أسباب الالتهاب  (من رطوبة وبلل وضيف الحذاء…) ثم يدهن المريض مرهمًا مضادًا للفطريات، وقد يضطر لأخذ حبوب مضادة للفطريات. 
  • ظفر إصبع القدم الناشب: تعالج أسبابه ( تقليم جيد للأظافر وبردها)، وقد تحتاج لإزالة جزء من الأظفر جراحيًا.
  • ترطيب القدم جيدًا في حالة جفاف الجلد.
  • مراجعة أساليب العناية بالقدم والاهتمام بها. 

أخيرًا، عزيزي المريض بداء السكري، الوقاية خير من العلاج، واعتناؤك بنوعية الطعام الذي تأكله، واهتمامك بالعناية بقدميك، تجنبك الكثير من المشاكل المستقبلية.

اقرأ ايضا: العلاجات المستحدثة لمرضى السكري

المصدر
Research GateMedical News todayWeb MD
زر الذهاب إلى الأعلى