صحة الطفل
أخر الأخبار

التعامل مع الطفل المشاغب

إنه جرس الإشعارات للمرة العاشرة على الهاتف. تنظر مروة إلى هاتفها وتقول: جروب الماميز طبعًا ورسائله التي لا تنتهي لنرى ما الأمر هذه المرة.. إنها سماح تقول إن ابن سميرة تشاجر مع ابنها. وسميرة ترد ابن سماح هو السبب… آه يا ربي نفس المشاكل اليومية والتي تذكرني ب عمار ابني فتصرفاته متغيرة هذه الفترة. بكاء مستمر على أشياء لا تستحق وأيضاً لا يسمع كلامي. وفجأة تظهر رسالة على الجروب مضمونها: كيف حالكن يا أمهات أنا فريدة والدة مالك زميل أولادكن. أود إخباركن لستن وحدكن فتصرفات ابني كذلك في هذه المرحلة. وخلال بحثي عبر الإنترنت وجدت في ورشة أونلاين على زووم تتحدث عن كيفية التعامل مع الطفل المشاغب. وقررت الانضمام إليها بسبب تصرفات مالك المتغيرة، ما رأيكم أن نحضرها سويا؟ أعجبتني الفكرة لم لا؟ قالتها مروة وهي تحدث نفسها.

وفي يوم الورشة تتحدث معهم خبيرة في تربية الأطفال قائلة: كيف حالكن يا أمهات؟ أشكركن على حضور الورشة التي من خلالها سوف نتحدث عن متى أقول أن طفلي مشاغب. وما أسباب وصول الطفل لهذه المرحلة، وكيفية التعامل مع الطفل المشاغب؛ مستعدات؟ هيا بنا

ما الذي يجعل الطفل مشاغبًا؟

هناك بعض الأقاويل أن الطفل المشاغب هو طفل ذكي بالفطرة وان الشغب الذي يحدثه ما هو إلا وسيلة لإظهار نفسه. من أجل الحصول على الاهتمام ممن حوله.

بمعنى آخر يمكن أن نقول أن الشغب بالنسبة للطفل ما هو إلا وسيلة يستخدمها الطفل لفرض الذات. والوصول لشئ ما يريده حتى لو كان هذا الشيء مرفوض بالنسبة للأهل في هذه اللحظة.

ما هي التصرفات التي يفعلها الطفل المشاغب؟

هناك بعض التصرفات التي يلجأ إليها الطفل المشاغب للوصول إلى غايته ومنها:

  • الصراخ المستمرلو لم يحصل على ما يريد.
  • الجري في كل مكان مع اصدار اصوات عالية للفت الإنتباه.
  • إفساد أي شئ هام بالنسبة لوالديه.
  • افتعال المشاجرة مع اخوته او زملائه في المدرسة حبًا في إظهار ذاته.

هذه التصرفات تجعل الأهل في توتر دائم بسبب طفلهم وسلوكه. ولكن عند فهم المشكلة بصورة أكبر يمكن التعامل معها بشكل أفضل،فهناك العديد من الأسباب التي تجعل الطفل مشاغبًا.

ما هي الأسباب التي تجعل الطفل مشاغبَا؟

هناك بعض الأسباب التي لا يأخذها الأهل أحيانًا بعين الإعتبار. ولكن غالبًا هي التي من الممكن أن تؤدي بالطفل إلى الشغب المستمر ومنها:

  • إذا كان الطفل جائع، أو عطشان، أو تناول السكريات بشكل مفرط فمن الممكن أن يدخل الطفل في نوبة بكاء مستمر ويحدث شغب لأن لديه رغبة لم يتم إشباعها.
  • تحفيز الطفل على المذاكرة والتمارين والخروج دون تنظيم وقت راحة له من الممكن أن يسبب ضغط نفسي له وربما يدخل في نوبة غضب بسبب المجهود المستمر لأوقات طويلة ووقت راحة قصير جدا ولذلك يجب على الأهل تنظيم وقت الطفل و الحفاظ على وقت راحته لتحسين نفسيته وبالتالي تقليل تصرفات الشغب.
  • يجب أن نأخذ في الإعتبار أن دماغ الطفل لم ينمو بالشكل الكامل لاستيعاب الطفل لتصرفاته فعندما يدخل الطفل في نوبة غضب يجب علينا عدم الزامه بضبط نفسه لأنه أحيانًا لا يعرف كيف يتم ذلك فيجب علينا الهدوء حتى يستوعب الطفل.
  • كما قلنا مسبقًا فإن أهم أسباب الشغب هو رغبة الطفل في إظهار نفسه وفرض رأيه على من حوله حتى لو كان ذلك عن طريق فعل شئ خاطئ ولكنه يريد فعله لكي يشعر بالاستقلالية.
  • في بعض الأحيان عندما يكون الطفل حزين أو خائف فإنه غالبا ما يدخل في نوبة من الغضب أو البكاء المستمر لأنه لا يعرف كيف يتصرف في مثل هذا الموقف.
  • هناك بعض الأطفال الذين يتمتعون بطاقة عالية جدا لا تكفي الأنشطة اليومية المعتادة على إنهاء كل هذه الطاقة فيلجأ الطفل لبعض أفعال الشغب مثل الجري المستمر أو التحدث بصوت مرتفع واختلاق الأحاديث -وغالبا ما يحدث هذا في وقت نومه- حتى يتخلص من هذه الطاقة.

بالطبع هذه الأسباب التي ذكرناها كافية لتعب أعصاب الأهل، والإحساس بالتقصير مع طفلهم. وأحيانًا الوصول لبكاء بعض الأمهات؛ لأنهم لا يعلموا كيف يتم التعامل مع الطفل المشاغب. ولكننا نقول لكل أب و أم هون على نفسك فكل مشكلة ولديها حلها. وعند معرفة الأسباب نتمكن من الوصول للحل بطريقة بسيطة. ولكنها تحتاج لوقت وصبر حتى نحصل على ما نرجوه من الطفل.

كيف يتم التعامل مع الطفل المشاغب؟

أولًا يجب علينا أن نفهم أن هذه مرحلة في حياة الطفل. وأن التعامل معها بشكل صحيح يمكن أن يساعد بشكل كبير في حل المشكلة. ثانيًا هناك بعض النقاط التي يجب على كل أم وأب إتباعها مع طفلهم المشاغب حتى يساعدوا الطفل على عدم تكرار هذا السلوك وهذه النقاط تشمل:

  • وضع روتين يومي ليوم الطفل منذ الصباح وحتى النوم بحيث يساعد هذا الروتين على إشباع طاقة الطفل وتحقيق ما يريد مع تنظيم مواعيد نومه ومحاولة تغيير بعض الأفعال يوميًا حتى لا يحس الطفل بملل من هذا الروتين.
  • تعويد الطفل على الالتزام بالقواعد الموضوعة له وعدم كسر هذه القواعد مطلقًا من قبل الأهل حتى لا يحس الطفل بأنه يمكن كسر القواعد في بعض الاستثناءات فمثلا وقت الشاشات يجب أن يكون محدد في خلال اليوم وإذا اعترض الطفل أو دخل في نوبة غضب في أول يوم فإنه سوف يعتاد تدريجيًا على الوضع، ولكن إذا التزمت الأم في اليوم الأول وفي اليوم الثاني لم تلتزم بالوقت المحدد للشاشة بسبب انشغالها فهذا سوف يسبب خلل في التزام الطفل بالقاعدة.
  • عند دخول الطفل في نوبة غضب فيجب على الأهل التعامل معها بهدوء وصبر فلا يجب مقابلة صراخ الطفل بصراخ من الأم لأن هذا يزيد من المشكلة بالتزام الهدوء في مثل هذا الموقف مع الطفل سوف يجعله يحسن من ردة فعله في المرة القادمة التي يتعرض فيها لنوبة غضب.
  •  غالبًا ما تكون أفعال الشغب هي طلب منه للحصول على اهتمام من الأهل فيجب عند حدوث نوبة غضب أن يعطي الأهل الطفل الاهتمام الذي يحتاجه عن طريق الاستماع له وسؤاله عن ما به بهدوء شديد وهذه الطريقة سوف تجعل الطفل يتفاعل مع الأهل ويهدأ نوعًا ما.
  • عدم قول لا للطفل على أي شئ يريده لأن هذا يزيد من عناده وإصراره على ما يريد فيجب في بعض الأحيان أن نجعله نفعل ما يريد ولو كان خاطئ حتى نجعله يتعلم مما يفعل ولا يكرر هذا الفعل مرة أخرى.
  • ليس معنى النقطة السابقة أن نجعل الطفل يفعل ما يريد دائمًا فيجب على الأهل وضع حدود للطفل فيجب على الأهل أن يكونوا حازمين مع أطفالهم وهذا لا يمنع من التعامل باللين في بعض الأحيان.
  • العتماد على الطفل في بعض المهام اليومية البسيطة التي تساعده في إشباع رغبته على الحصول بالاستقلالية.

اقرأ أيضاً: عوامل تؤثر في شخصية الطفل

وفي النهاية فإن الشغب واحدة من الصفات التي يتمتع بها معظم الأطفال في الزمن الحالي. ودور الأهل في التعامل مع الطفل المشاغب مهم حتى يقللوا من هذا السلوك. وهذا يتطلب من الأهل الكثير من الصبر والوقت والتعامل مع المشكلة بشكل صحيح وفعال حتى ينمو الطفل بصورة سليمة ويكون كما يريدون.

د. بسنت محمد

خريجة كلية علوم قسم كيمياء دبلومة في الكيمياء الحيوية تعمل كيميائية تحاليل طبية وكاتبة محتوى طبي
زر الذهاب إلى الأعلى