صحة الطفل
أخر الأخبار

عامٌ دراسيٌ جديدٌ، قواعد لسلامة طفلكِ في المدرسة

من منا ليست لديه ذكريات في مرحلة الطفولة ! هذه المرحلة هي أجمل مراحل العمر، الذي مهما طال فإنها تبقى عالقة في الذاكرة بكل ما فيها من فرح وترح، ولكلٍ منا طفولته الخاصة، وفي هذه المرحلة تُبنى جميع القيم والمبادئ (من شب على شيء شاب عليه)، ولِما كانت التربية والتعليم في هذه المرحلة العمرية هي المُرتكز والعمود الذي تقوم عليه حياة الطفل فيما بعد، كان لابد من الإهتمام به في هذه المرحلة داخليًا وخارجيًا.

وتُعد المدرسة هي البيت الثاني للطفل والذي يقضي فيها نصف يومه تقريبًا، يستقي منها كل جديد، وفيها تتشكل شخصية الطفل بجانب البيت، لذا لابد من التضامن والشراكة بينهما من أجل سلامة الطفل وسلامه الداخلي.

وها نحن نودع العطلة الصيفية على مضضٍ، ونستقبل عامًا دراسيًا جديدًا أسأل الله أن يجعله عام خيرٍ وبركةٍ على الجميع.

بعض الأطفال وخاصةً الصغار،  يفتقرون إلى المهارات التي تساعدهم على مواجهات الصعاب، لذا لابد من التوجيه في البيت والمدرسة.

ولأن الأطفال مسؤولية المدرسة، وأمانة في عنق القائمين عليها، ومع دخول موسم الدراسة كان التذكير بقواعد سلامة أطفالنا من دواعي الأهمية خاصةً مع ما نسمعه كثيرًا عن حوادث الأطفال . 

في هذا المقال تابعي معنا أهم القواعد لسلامة طفلك في المدرسة.

ما المقصود بالسلامة المدرسية؟

ونعني بها إيجاد بيئة آمنة للأطفال منذ أن تطأ أقدامهم بوابة المدرسة حتى يخرجوا منها نهاية الدوام المدرسي، وتشمل جميع النواحي سواءً السلامة الجسدية أو النفسية أو الاجتماعية، وحماية الممتلكات الشخصية، وكيفية التعامل مع الخطر، لأن وجود البيئة الآمنة تلك تعني تعليم أفضل بجودة عالية.

أنواع السلامة المدرسية

  • السلامة الجسدية: وتعني أن يكون البناء بكل ما فيه صالح لاستخدام الأطفال دون الخوف من حدوث أي ضرر على الطفل، حتى وإن كان من قبيل الصدفة أو عن غير قصد.
  • السلامة الشخصية أو العاطفية: وتشمل كيفية التعامل مع الصدمات التي تؤثر على نفسية الطفل ومشاعره سواءً من معلميه أو أقرانه.
  • السلامة الإجتماعية: وهي كيفية تعامله مع غيره من الأطفال مع اختلاف طبقاتهم ولهجاتهم وحتى ديانتهم.
  • الاستعداد للطوارئ: أن يكون الطفل مهيأ نفسيًا وجسديًا لكيفية التعامل مع الطوارئ، حتى لا يُعيق فريق الإنقاذ في أداء مهامه من أجل سلامة الجميع.
  • الإنترنت: وهذا النوع من السلامة له دورًا واضحًا في حياة الطفل، خاصةً مع ما يشهده العالم اليوم من التطور والتكنولوجيا، وارتباطه الوثيق بالسوشيال ميديا، و ما يستقيه الأطفال من الغث والسمين، واحتياجهم للمراقبة الدائمة حتى لا يتشربوا ما يُبث إليهم .

وتشمل قواعد سلامة طفلك في المدرسة:

  • داخل المدرسة
  • خارج المدرسة.

أولًا: قواعد لسلامة طفلكِ خارج المدرسة

دور البيت

  • يجب تعويد الطفل وتعليمه (وذلك للكبار ممن يستطيعوا الإعتماد على أنفسهم) على قواعد السلامة عند عبور الطريق. بأن يكون من المكان المخصص للمشاة، التلفت يمنةً ويسرةً، والتأكد من خلو الشارع من السيارات عند العبور، السير في الأماكن الآمنة المخصصة لذلك، وإن كان ممن يقود الدراجة لابد من عدم السير وسط السيارات والالتزام بارتداء خوذة الرأس .
  • أن يكون الطريق إلى المدرسة خالي تمامًا من الحَفر وأعمال الصيانة والكهرباء، أو أن تكون أماكن ضحلة، لتفادي خطر السقوط أو الإنزلاق.
  • إذا كُنتِ من يتولى مهمة إيصال الطفل للمدرسة، اختارى مكانًا مناسبًا لإنزاله بعيدًا عن طريق السيارات، وتأكدي من دخول الطفل بسلام من البوابة المخصصة لذلك.

دور المدرسة

  • إذا كان طفلكِ ممن يرتاد حافلة المدرسة لنقله، لابد أن تتأكد الأم من تسليمه لمشرفة الحافلة وخاصةً الصغار. لمساعدتهم إن احتاجوا لذلك، ولا بد من وجود المشرفة طيلة وقت تواجد الطلاب في الحافلة. للإعتناء بهم حتى لا يسببوا تشويش على السائق من أجل سلامتهم.
  • عند ركوب الطفل للحافلة، احرصي على ألا يجلس طفلك بجانب النافذة خاصةً إن كانوا صغارًا.
  • الإنتباه واليقظة من الأهل والمدرسة مهمة الجميع.

اقرأ أيضًا:علاج السمنة المفرطة عند الأطفال.

ثانيًا: قواعد لسلامة طفلك في المدرسة

دور المدرسة

  • الإلتزام بمعايير الجودة والسلامة الموضوعة من قبل الدولة، وعدم التعدي عليها .
  • يجب أن تكون المدرسة بعيدة عن الأماكن المزدحمة والنفايات والمصانع والمواد المشعة. ليس فقط من باب تقليل التلوث والحفاظ على صحة الطفل. وإنما أيضًا من أجل تقليل الضجيج الذي يشوش على استيعاب الطفل ويقلل تركيزه.
  • يجب أن تكون المباني نظيفة وصحية، حتى لا يؤدي إلى إنتشار الأمراض وذلك عن طريق: 
  • توفير المياه بشكل مستمر.
  • التنظيف والتعقيم اليومي لا سيما المراحيض.
  • توفير أدوات النظافة يوميًا.
  • الإضاءة والتهوية الجيدة.
  • عدم التدافع والتزاحم أثناء دخول المدرسة والخروج منها، وعند التزحلق على السلالم.
  • نشر الوعي بين الطلاب للنظافة الشخصية والتغذية السليمة والرياضة.
  • برامج ودورات تدريبية لكيفية التصرف السليم عند نشوب الحرائق أو أي حالة طوارئ لا قدر الله.
  • برنامج اسعافات أولية بأيدي مدربة، وتوفر جميع الأدوات والأدوية المخصصة، لإسعاف من يحتاج للمساعدة في أسرع وقتٍ ممكن.
  • تعليم الطفل كيفية التصرف في حالات الطوارئ، كحفظ الإسم ورقم ولي الأمر ومعرفة مكان البيت.
  • توعية الطفل بالتعامل السوي مع أقرانه.
  • عدم اللعب بالادوات الحادة (كأدوات الهندسة والرسم).
  • عدم الضرب أو التسبب بإيذاء زملائه بأي شكلٍ كان حتى وإن كان من باب المزاح .
  • في المختبرات العلمية لابد من تزويدها بكافة أدوات السلامة، وحفظ الكيماويات بعيدًا عن متناول الأطفال.
  • اعلام المدرسة بأي نوع من أنواع الحساسية، إن كان طفلك يعاني من أحدها.
  • لابد أن يكون هناك حلقة وصل بين الآباء والمدرسة بشكل مستمر، وعقد اجتماع للآباء (parents meeting) على فترات متقاربة. لتوعية الأهل و تفعيل الخطط المناسبة لسلامة الأطفال، وتدارك ما قد يظهر من مشاكل أو أضرار.
  • الإبتعاد عن الغرباء داخل وخارج المدرسة، وعدم الانسياق معهم مُهمة البيت والمدرسة معًا.
  • تشجيع الطفل على التحدث وعدم الرهاب من المجتمع، حتى يتسنى للأسرة والمدرسة علاج الأمور منذ البداية حتى لا يستفحل الأمر ويزداد ضراوة.
  • لا للتنمر ويتساوى فيه دور البيت والمدرسة معًا.
  • عدم العبث بالكهرباء، وعلى المدرسة تغطية اقباس الكهرباء حتى لا يتم التعرض لها من قِبل الأطفال.
  • استخدام اللوحات الإرشادية للأطفال الكبار.
  • عدم مشاركة الأدوات الشخصية بين الطلاب .
  • عدم محاولة تسلق سور المدرسة والهرب بالنسبة للكبار. لأن ذلك يُعرض حياته للخطر، و يتعارض مع مستقبله التعليمي والغاية التي أتى المدرسة من أجلها.
  • وجود مشرف طلابي مدرب للتعامل مع الحالات الخاصة : كالتوحد وفرط الحركة مثلًا، أو بعض المشاكل في شخصية الطفل: كالخجل.

دور البيت

  • على الأم أن تتحلى بالحُلم عند حدوث أي مشكلة مع صغيرها، لأن العصبية تعمي العين عن اتخاذ القرار الصائب والأصلح للطفل، خاصةً في السن الصغير فإنهم معرضون للحوادث كما هو الحال داخل المنزل. ولكن بالتريث و الهدوء وتوعية الطفل باحتمالية حدوث الضرر سوف تقل الخسائر المحتملة.
  • قبل الذهاب إلى المدرسة، عزيزتي الأم تأكدي أن ملابس طفلكِ لا تحتوي على سحاب أو رباط عنق أو ماشابه ذلك حتى لا يؤذي نفسه أو لا يستطيع التعامل لصغر سنه.
  • بالنسبة للحقيبة لابد أن يُراعى وزن الطفل وقدرته على التحمل. ويجب ألا يحتوي صندوق الطعام (lunch box) على سوائل أو سواخن. لأن المعلمة لا تستطيع التركيز مع جميع الأطفال في آنٍ واحد. لذا عودي طفلكِ على الاعتماد على نفسه وطلب المساعدة عند الاحتياج فقط.
  • احرصي أيتها الأم على تعليم طفلك الحدود الجسدية، لأنها ملك له لا يحق لأي أحدٍ أن يتعدى عليها، والتدرب على كيفية التصرف في حالة حدوث أي تعدي عليه بالرفض والإسراع بطلب المساعدة من أيٍ من منسوبي المدرسة.
  • توعية الطفل بعدم الذهاب إلى أي مكانٍ خالٍ غير آهل بالمارة سواءً بمفرده أو مع غيره.
  • ارتداء ملابس مناسبة أثناء ممارسة الألعاب الرياضية، وانتقاء أحذية مناسبة لا تؤدي للتزحلق أو السقوط.

أطفالنا أكبادنا تمشي على الأرض، من حقهم أن يعيشوا في بيئةٍ سليمةٍ. من أجل أن يخرجوا إلى المجتمع بصحةٍ جسديةٍ سليمةٍ، لأن العقل السليم في الجسم السليم وأن يكونوا أسوياء نفسيًا، حتى لا نُقدم للمجتمع نماذج مشوهة تُعيق عجلة حياة أنفسهم وغيرهم.

المصدر
mom junctionnscfamily eduction

د. سمر مصطفى عبيد

صيدلانية وكاتبة محتوى طبي
زر الذهاب إلى الأعلى