الحمل والولادة
أخر الأخبار

تليّف الرحم والحمل، أهم المخاطر المحتملة وطرق العلاج

ماهو تليف الرحم؟

يعرّف تليف الرحم بأنّه نموّ لورم حميد في الرحم، يدعى أيضاً باسم الورم العضلي الأملس(leiomyomas) أو الأورام العضلية( myomas). قد يكون الورم وحيداً أو متعدّداً، وهو شائع لدى النساء في سنّ الإنجاب فقد تصل نسبة انتشاره ل 80% من النساء حتى سنّ الخمسين. لايبدي تليّف الرحم دائماً أعراضاً لدى جميع المصابات به، ولا يرتبط تليّف الرحم بزيادة خطر الإصابة بسرطان في الرحم.

أعراض تليف الرحم

تتباين الأعراض بين المصابات بتليف الرحم، فقد لايبدي أية أعراض، وعند ظهور الأعراض فهي تتعلق بحجم الورم الحميد ومكان وجود.

لا يقتصر نموّ تليّف الرحم على الطبقة العضلية لجدار الرحم(Intramural). إذ يمكن أن ينمو في الطبقة تحت المخاطية(Submucosal) فيتبارز إلى جوف الرحم، أو أن ينمو تحت الطبقة المصلية(Subserous)وهي المغلفة للرحم خارجاً فيتوضع على السطح الخارجي للرحم.

ومن الأعراض التي قد يبديها:

  • غزارة النزف خلال الدورة الطمثية.
  • ازدياد مدة الدورة الطمثية لأكثر من 7 أيام.
  • الشعور بثقل أو ألم أسفل البطن.
  • آلام في الساقين أو الظهر.
  • زيادة عدد مرات التبوّل.
  • صعوبة في التبوّل وإفراغ المثانة.
  • الإمساك.

أما مشاكل الإنجاب والعقم فهي نادرة جداً لحسن الحظ.

أسباب تليّف الرحم

أفادت الدراسات والأبحاث في هذا المجال إلى عدد من العوامل التي لها ارتباط بحدوث تليف الرحم، ومنها:

  • الطفرات المورثية التي تحدث في جينات خلايا الورم.
  • الهرمونات الأنثوية( الاستروجين والبروجسترون) إذ توجد زيادة من مستقبلات هذين الهرمونين على خلايا الورم الليفي.
  • زيادة كمية المواد خارج الخلوية عن الحد الطبيعي مما يؤدي لحصول التليف حول خلايا الورم.

عوامل الخطر للإصابة بتليف الرحم

هناك مجموعة من العوامل التي قد تزيد من احتمال الإصابة بتليّف الرحم ومنها:

  • الانتماء للعرق الأسمر/الإفريقي: إذ تزيد نسبة الانتشار في ذا العرق بالإضافة لزيادة حدّة الأعراض ونمط الإصابة.
  • القصّة العائلية: أي أن إصابة إحدى قريباتك من الدرجة الأولى(الأم أو الأخت مثلاً) بتليف الرحم سيزيد من احتمال حدوثه لديك.
  • بالإضافة لعوامل البدانة، البلوغ المبكر، فقر النظام الغذائي بالخضراوات ومشتقات الحليب وغناه بمنتجات اللحوم والمشروبات الكحولية.

بعض الإجراءات التشخيصية لتليف الرحم

يكون تليف الرحم في معظم الأحيان لا عرضياً، وغالباً مايتمّ اكتشافه بالصدفة أثناء فحص الحوض لدى المرأة. إذا لاحظ الطبيب أمراً غير عادي أثناء فحص الرحم قد يطلب إجراء بعض الفحوصات لتأكيد تشخيص تليف الرحم. ومن هذه الإجراءات التصوير بالأمواج فوق الصوتيّة(الإيكو) وفي بعض الحالات قد يطلب صورة بالرنين المغناطيسي أو تنظير الرحم.

الوقاية من تليّف الرحم

لأنه لا يوجد سبب محدد ومباشر للإصابة بتليّف الرحم، فإن سب الوقاية منه أيضاً ليست واضحة بما يكفي. يمكن للسيدات أن يتجنّبن عوامل الخطر المتعلقة بنمط الغذاء أو البدانة وتناول أغذية غنيّة بالفيتامينات كالخضراوات والفاكهة. أما السيدات اللواتي لديهن نسبة أعلى للإصابة بسبب وجود قصة عائلية أو الانتماء للعرق الأسمر فينصح بإجراء اختبارات دورية وبحسب مشورة الطبيب.

تأثير التليف على الحمل

في معظم الحالات يسير الحمل بشكل طبيعي لدى المصابات بتليف الرحم وبدون أعراض مزعجة، ولكن يبقى هنالك احتمال أعلى لحصول بعض المضاعفات لديهن. وذلك يتعلّق بمكان التليف وحجمه وبحسب عمر الحمل.

إذ أن التليف تحت المصلي يكون خارج جوف الرحم وبالتالي هو أقل احتمالاً لأن يحدث ضرراً على الحمل، وفيما يتعلق بالتليف داخل جدار الرحم فمن الممكن أن تحدث مشاكل إذا وصل لحجم كبير واندفع ضمن جوف الرحم. وأخيراً فإن التليف تحت المخاطية الذي ينمو إلى داخل الجوف، فهو بحسب الدراسات يملك الاحتمال الأكبر لإحداث مضاعفات أثناء الحمل ويعدّ عامل خطر لحدوث الاسقاطات.

هل يتغيّر تليّف الرحم خلال الحمل؟

في الواقع ورغم أن غالبية التليّفات الرحمية تبقى بحجمها خلال الرحم، إلا أنه هناك حالات يزداد فيها نموّ التليف أو يتقلّص خلال الحمل. بالنسبة لازدياد الحجم فإنه إن حدث فسيكون خلال الثلث الأول من الحمل (الأشهر الثلاث الأولى)، وستتمّ متابعة حجمه من قبل طبيبك عبر تصوير الإيكو. أما تقلّص الحجم فهو يحصل خلال الشهور الست الأولى من الحمل. وإنّ التغيرات التي تطرأ على الرحم بعد الولادة والتي تهدف لإنقاص حجمه تسهم أيضاً في إنقاص حجم التليّف.

الخيارات العلاجية قبل الحمل

في الواقع هناك خيارات واسعة فيما يخص علاج تليف الرحم، وذلك يعتمد على شدة الأعراض التي تعاني منها السيدة وتقييم الطبيب المختص. تبدأ الخيارات من المراقبة الدورية فقط في الحالات الخفيفة والتي تستطيع فيها المريضة التعايش مع المرض وحتى الاستئصال التام للرحم. وفيما يلي استعراض لأبرز وسائل التدبير لتليف الرحم:

الأدوية

  • مشابهات الهرمون المطلق لموجهة الأقناد(GnRH): يعتمد تأثيره على إيقاف إنتاج هرموني الاستروجين والبروجسترون، فيحدث حالة من الضهي (الإياس) المبكّر، فتتوقّف الدورة الشهرية مؤقتاً ويبدأ حجم الليف بالتقلّص. يمكن لهذا الخيار أن يخفف من شدة فقر الدم الناتج عن النزف الغزير. ومن الأمثلة على هذا الصنف من الأدوية نذكر: Leuprolide,Goserelin,Triptorelin
  • اللولب الهرموني المحرر للبروجستين: وهو جهاز صغير يوضع داخل الرحم ويعمل على تخفيف النزف الغزير دون أن يعالج التليف أو يحدث تراجعاً في حجمه. وهو بالطبع يمنع حدوث الحمل.
  • مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية(NSAIDs):وهو يسهم عرضيّاً فقط في تخفيف الآلام دون أن يحسّن النزف.

الأمواج فوق الصوتية

يتم تطبيق هذا العلاج أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي(MRI)، إذ يتم تحديد مكان التليّف وتوجيه الأمواج فوق الصوتية وبتواترات علاجيّة نحوه.

اقرأ أيضا: تقليل مخاطر الإصابة بسرطان الثدي

بعض الخيارات الجراحية

تصميم الشريان الرحمي

 من خلال وضع مواد تحدث انسداد داخل الوعاء(صمّات) ضمن فروع الشريان الرحمي، وذلك لقطع إمدادات التغذية عن التليّف فيتجه نحو التقلص والموت.

الاستئصال بالأمواج الراديوية

وتتم أثناء تنظير البطن أو بالدخول عبر عنق الرحم. ويتم توجيه الأمواج الراديوية للقضاء على التليّف.

استئصال التليّف بالتنظير

يقوم الجراح باستئصال التليّفات مع الحفاظ على الرحم. يكون هذا الأسلوب ناجعاً في حالة التليّفات قليلة العدد والصغيرة. ويمكن أن يطبق على تليّف كبير عبر تطبيق استراتيجية تهدف لتقطيع التليّف إلى قطع أصغر ثمّ إخراجها عبر شق التنظير الصغير.

استئصال التليف عبر تنظير الرحم

تطبّق بشكل خاص على التليّف تحت المخاطي والذي يكون بارزاً إلى جوف الرحم. ويتم إدخال الأدوات عبر المهبل وعنق الرحم.

استئصال بطانة الرحم

يتم إدخال أداة خاصة عبر المهبل إلى الرحم، وتقوم بالقضاء على بطانة الرحم باستخدام الحرارة، أمواج ميكروية، ماء ساخن وحتى تيّار كهربائي. تكون النتيجة بإنهاء الطمث تماماً أو فقط التقليل من النزف خلال الدورة الشهرية.

استئصال التليّف بجراحة البطن المفتوحة

في الحالات التي يكون فيها التليّف متعدّداً وكبيراً و ممتداً عميقاً في النسيج نلجأ للجراحة التقليدية عبر شق جراحي في البطن. قد تكون خياراً بديلاًعن الاستئصال التام للرحم ولكنّ التندبات التالية للجراحة من الممكن أن يؤثر على قدرتك على الحمل لاحقاً.

استئصال الرحم

وهو الحل الدائم الوحيد ولكن سيؤدي حتماً إلى انعدام إمكانية إنجاب الأطفال. من الممكن أن يتم اقتراح استئصال المبيضين خلال العمل الجراحي نفسه وقد يقود هذا المريضة للتعويض الهرموني الدوائي بعد الجراحة. في معظم الحالات لحسن الحظ تكون المريضة قادرة على اختيار الإبقاء على المبيضين.

الخيارات العلاجية أثناء الحمل

رغم تعدّد خيارات العلاج فإنها ستصبح محدودة جداً خلال الحمل، نظراً للمخاطر المحتملة على الجنين. قد تُنصح الحامل فقط بالراحة وشرب مياه بما يكفي وبعض مسكنات الألم المناسبة. إلا أنه في بعض الحالات وهي نادرة جداً بحال وصل لحجم كبير، وازدادت احتمالية حصول مخاطر بسببه، فإنه قد يتم إجراء استئصال التليّف بحال كان على السطح الخارجي للرحم أو ضمن جداره. أما التليّفات البارزة لداخل جوف الرحم فغالباً ما لا يتمّ التداخل عليها خوفاً على الجنين.

الخاتمة

يعدّ تليّف الرحم مشكلة شائعة جداً بين النساء، وتتفاوت الأعراض التي يبديها تفاوتاً كبيراً، وكما تتنوّع طرق العلاج بحسب كل حالة. في معظم الأحول لا يشكل التليف خطراً على الحمل ولكن بحال كنت حاملاً أو ترغبين بالحمل، ولديك تليّف في الرحم فيجب أن تتابعي مع طبيبك المختص ليتم نقاش الخيارات المتاحة للعلاج والمناسبة لحالتك.

المصدر
Mayo clinicwomens healthucsf healthpatients engagewebmednews networkutswmedfibroid

د. سارة الكرعه

طالبة طب بشري بجامعة دمشق، أسعى دائماً لإثراء المحتوى الطبي العربي بالمعلومات الموثوقة والوافية.
زر الذهاب إلى الأعلى