السمنة من أكثر الأمراض التي تؤثر بشكل كبير في شخصية الإنسان وتعرضه بشكل مستمر للتنمر الذي ينعكس على الشخص ويسبب له الإحراج والانكسار والحزن، وفي هذا المقال سنتعرف على السمنة وما هي أعراضها وأسبابها وطرق علاجها.
محتويات المقال
ما هي السمنة؟
هي مرض مزمن ومعقد ينتج بسبب تراكم الدهون الزائدة في الجسم وفي بعض الأحيان يؤدي ذلك إلى تدهور الحالة الصحية.
إن وجود كمية من الدهون في الجسم لا تعتبر مرضاً، ولكن عندما تتزايد كمية الدهون في الجسم بشكل كبير فإنها قد تؤثر على طريقة عمل الجسم وتؤدي إلى تغيرات في نظامه، وتسبب أمراضاً مثل القلب والسرطان وداء السكري.
ومؤشر كتلة الجسم (BMI) هو حساب يأخذ طول الشخص ووزنه لقياس حجم الجسم ويستخدم الأطباء هذا المؤشر كأداة فحص للسمنة، ويعتبر الشخص يعاني من زيادة الوزن عندما يبلغ مؤشر كتلة الجسم 30 أو أكثر.
أسباب السمنة
هناك كثير من الأسباب التي تؤدي إلى زيادة الوزن وخاصة تناول سعرات حرارية أكثر مما يحرق الجسم، ومع مرور الوقت يؤدي ذلك إلى تراكم الدهون وزيادة الوزن، ونذكر أهم أسباب السمنة:
- الوراثة: فهي تؤثر على كيفية معالجة الجسم للطعام وتحويله إلى طاقة وأيضاً كيفية تخزين دهون الجسم.
- التقدم في السن: حيث يؤدي التقدم في السن إلى انخفاض كتلة العضلات وبطء معدل الأيض مما يؤدي إلى سهولة زيادة الوزن.
- عدم الحصول على كمية كافية من النوم: يؤدي عدم النوم بشكل جيد ومنتظم إلى تغيرات هرمونية تجعل الشخص يشعر بالجوع والرغبة الشديدة في تناول الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية.
- الحمل: حيث يؤدي إنتاج هرمونات خلال الحمل إلى تناول المزيد من الطعام وتراكم المزيد من الدهون في الجسم، وقد يكون من الصعب فقدان الوزن بعد الحمل ويؤدي ذلك إلى زيادة الوزن.
- بعض الحالات الصحية: يوجد بعض الحالات الصحية تؤدي إلى زيادة الوزن مثل قصور الغدة الدرقية، متلازمة كوشينغ ومتلازمة المبيض متعدد الكيسات.
- تناول الأدوية: مثل الأدوية المضادة للاكتئاب وموانع الحمل الهرمونية وكورتيزول.
أعراض السمنة
تظهر على المريض أعراض السمنة ونذكر منها:
- التعرق.
- التعب الشديد.
- مشاكل في النوم مثل الشخير.
- صعوبة في التنفس.
- صعوبة في ممارسة النشاطات البدنية.
- ارتفاع ضغط الدم.
- شعور بالوحدة وعدم الراحة وفقدان الثقة بالنفس.
- الآلام في المفاصل وأسفل الظهر.
أنواع السمنة
تنقسم زيادة الوزن إلى ثلاثة فئات وتندرج حسب مؤشر كتلة الجسم نذكر منها:
- الفئة الأولى: وفيها يكون مؤشر كتلة الجسم يتراوح بين 30 و35.
- الفئة الثانية: وفيها يكون مؤشر كتلة الجسم يتراوح بين 35 و40.
- الفئة الثالثة: وفيها يكون مؤشر كتلة الجسم 40 أو أكثر وتعرف هذه الحالة بالسمنة المرضية.
عوامل الخطر
يكون الشخص أكثر عرضة لزيادة الوزن إذا كانت توجد إصابة في العائلة، ويعتقد الخبراء أن الجينات تؤثر على عملية التمثيل الغذائي وعلى الشهية وعلى كمية دهون الجسم التي يتم تخزينها بالإضافة إلى أنماط التمارين الرياضية، وتشمل عوامل الخطر مايلي:
- العمر: حيث يتباطأ التمثيل الغذائي مع تقدم العمر ويقل حرق السعرات الحرارية ويصبح الشخص أقل نشاط بدنياً، ويمكن أن تكون النساء أكثر عرضة لزيادة الوزن عند انقطاع الطمث.
- عدم أخذ كمية كافية من النوم: يؤدي النوم بانتظام أقل من 7 ساعات في الليلة إلى تغييرات هرمونية يمكن أن تعزز الشهية والإفراط في تناول الطعام.
- الحمل: يكون من السهل جداً اكتساب الوزن الزائد أثناء الحمل، وأحياناً يكون من الصعب فقدانه بعد الولادة.
- الضغط: يميل الأشخاص إلى تناول الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية عندما يكونون تحت الضغط الشديد.
- بعض الأمراض والأدوية: وتشمل الأمراض التي يمكن أن تسبب زيادة الوزن مثل متلازمة كوشينغ، ومتلازمة المبيض متعدد الكيسات، ويمكن أن تسبب الأمراض والإعاقات التي تجعل الحركة أكثر صعوبة مثل التهابات المفاصل، ومن الأدوية المرتبطة بزيادة الوزن بعض مضادات الاكتئاب ومضادات الذهان والأدوية المضادة للنوبات وحاصرات بيتا والمنشطات.
مضاعفات السمنة
قد تؤدي زيادة الوزن إلى مضاعفات أكثر من زيادة الوزن، حيث أن تراكم الدهون في الجسم يؤدي إلى ضغط على العظام والأعضاء الداخلية وزيادة التهابات، وإذا لم يتم علاجها قد تهدد حياة الشخص نذكر منها:
- داء السكري من النوع الثاني.
- ارتفاع ضغط الدم.
- مرض القلب.
- سكتة دماغية.
- التهاب المفاصل.
- العقم.
- توقف التنفس أثناء النوم ومشاكل تنفسية أخرى.
- الإصابة بسرطان مثل سرطان الثدي وسرطان القولون وبطانة الرحم.
- أمراض المرارة.
- أمراض الكبد.
كيف يتم التشخيص؟
غالباً يتم اعتماد مؤشر كتلة الجسم حساب تقريبي لوزن الشخص، لكن توجد مقاييس أخرى أكثر دقة لحساب دهون الجسم ومكان تواجدها في الجسم مثل:
- اختبارات سماكة ثنيات الجلد.
- مقارنة الخصر إلى الورك.
- قياس الامتصاص الشعاعي ثنائي الطاقة.
- اختبارات فحص الدم لتحديد مستويات الكولسترول والجلوكوز.
- اختبارات وظائف الكبد.
- اختبارات مرض السكري.
- اختبارات الغدة الدرقية.
- اختبارات القلب.
كيف يتم العلاج؟
يهدف العلاج إلى الوصول إلى وزن صحي والحفاظ عليه وتحسين الحالة الصحية وتقليل مخاطر حدوث مضاعفات زيادة الوزن، ويجب على المريض التعاون مع الطبيب تغذية في تغير بعض العادات الغذائية والأنشطة البدنية وإدخال تغييرات عليها.
ويتطلب برنامج إنقاص الوزن تغير العادات الغذائية وزيادة النشاط اليومي، ويمكن البدء في العلاج والاعتماد على عدة أمور منها:
- تغيير النظام الغذائي: حيث أن تقليل كمية السعرات الحرارية واتباع عادات غذائية أفضل للصحة تساعد في فقدان الوزن وتخلص من الدهون الزائدة، وذلك يعتمد على اختيار الطعام الصحي مثل الخضار والفواكه والحبوب الكاملة، والأطعمة التي تحتوي على البروتين خفيف الدهون وتناول السمك مرتين في الأسبوع، وتقليل من تناول الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات أو كاملة الدسم.
- ممارسة التمارين الرياضية والأنشطة البدنية: يجب أن يمارس المصابون بالوزن الزائد نشاطاً بدنياً لمدة لا تقل عن 150 دقيقة في الأسبوع وذلك يساعد في عدم زيادة الوزن أو في إنقاصه بكميات معتدلة، وكلما زادت القدرة على التحمل واللياقة يمكن زيادة التمارين.
- التغييرات السلوكية: من المحتمل أن يساعد برنامج تعديل السلوك في تغيير نمط الحياة وإنقاص الوزن وتثبيته عند وزن معين، وذلك يعتمد على فهم المسببات والمواقف التي أدت إلى زيادة الوزن، والاضطرابات السلوكية والانفعالية التي ترتبط بالإفراط في تناول الطعام.
- أدوية إنقاص الوزن: تستخدم الأدوية إلى جانب النظام الغذائي والتمارين الرياضية وتغييرات السلوكية وليس بدلاً عنها، ويجب على الطبيب معرفة التاريخ الصحي للمريض قبل وصف الدواء.
- إجراءات التنظير الداخلي لفقدان الوزن: ولا تتطلب هذه الإجراءات أي جروح أو شقوق في الجلد، وتعتمد على التخدير وإدخال أنابيب وأدوات مرنة عبر الفم مروراً بالخلق ووصولاً إلى المعدة مثل تكميم المعدة أو بالون المعدة.
- جراحة إنقاص الوزن: وتكون من خلال تقليل كمية الطعام التي يتم تناولها والحد من كمية السعرات الحرارية والعناصر الغذائية التي يمتصها الجسم.
في النهاية يجب على الإنسان المحافظة على اللياقة البدنية والصحة السليمة واتباع نظام غذائي سليم وممارسة الرياضة، لتجنب مخاطر زيادة الوزن التي تؤثر على الجسم والصحة النفسية.