يمر الإنسان في حياته بالعديد من المراحل خلالها يتعلم مختلف المهارات ويكتسب العديد من الخبرات الحياتية التي تفيده، تلك الحالة التي تسمى بمدرسة الحياة.
ثَمة نوع آخر من التعلم يؤخذ في المدارس أصبح روتينًا لدى معظم البشر بل وجميعهم.
الأطفال كائنات لا حول لها ولا قوة تحتاج دائمًا للتوجيه من الكبار وهذا ما سيجعل مهمة اكتشاف الاضطرابات النفسية حِمل ثقيل على أكتافنا يجب علينا القيام به بالشكل الصحيح.
مقال تعرّف على أشهر صعوبات التعلم التي تواجه الأطفال سيقدّم لك مداخل للتعرُّف على معظم هذه الصعوبات وأسبابها وعلاجها.
محتويات المقال
ما هي صعوبات التعلم التي تواجه الأطفال؟
صعوبات التعلم هى إحدى الإعاقات التي تواجه الأطفال؛ حيث لا يستطيع الطفل اكتساب المهارات والمعلومات الكافية التي تمكنُّه من اجتياز مراحله الدراسية وأيضًا ممارسة الأنشطة اليومية بتركيز وبشكل جيد.
لا ترتبط صعوبات التعلُّم التي تواجه الأطفال بمعدلات ذكائهم ففي أكثر الحالات تكون طبيعية بل وقد تفوق الطبيعي.
انتبه: لا يعتبر فقدان حاستي السمع والبصر من صعوبات التعلُّم.
هل هناك أنواع لصعوبات التعلم؟
أثبتت الدراسات النفسية وجود نوعين أساسين من صعوبات التعلم التي تواجه البشر وهى:
- صعوبات التعلم النمائية.
- صعوبات التعلم الأكاديمية.
صعوبات التعلم النمائية
تلك الاضطرابات الذهنية والدماغية التي تعوق الفرد عن الانخراط في عملية التعُّلم، يُعتقد أنها نتجت من اضطرابات الجهاز العصبي الدماغي.
وهي تتمثل في:
- صعوبات الانتباه
- صعوبات الإدراك
- صعوبات الذاكرة
- اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه ADHD
- اضطراب التآزر الحركي Dyspraxia
صعوبات التعلم الأكاديمية
عدم قدرة الطفل على إنجاز بعض المهارات الدراسية التي تتعلق بالقراءة والكتابة واستحضار المعلومات كباقي رفاقه في نفس المستوى التعليمي.
تتمثل صعوبات التعلم الأكاديمية في:
- صعوبة القراءة Dyslexia
- صعوبة الكتابة Dysgraphia
- صعوبات الحساب Dyscalculia
صعوبات التعلم عند الأطفال
هناك علاقة وطيدة بين صعوبات التعلم النمائية والأكاديمية؛ حيث أن صعوبات التعلّم الأكاديمية ناتجة من صعوبات التعلم النمائية.
فإذا تعرّفت على صعوبة تعلم أكاديمية تواجه الطفل يجب عليك التفكير في منشأها من الصعوبات النمائية لعلاجه.
أسباب صعوبات التعلم عند الأطفال
تعددت الأسباب لتفسير هذا النوع من الإعاقات ومنها مثلًا:
- حادث خطير ما بعد الولادة للطفل.
- بعض المهدئات والمخدرات والكحوليات التي تتناولها الأم أثناء فترة الحمل.
- العوامل البيئية المحيطة.
- تأثير الأسرة على الطفل بشكل يجعله يفضّل الانطواء وعدم الاختلاط بالآخرين ومن ثَم قلة مهاراته.
- بعض العدوى البكتيرية التي تسبب إلى التهاب الأغشية السحائية.
- بعض الاضطرابات الجينية الوراثية مثل: حالة داون.
- وجود تاريخ مرضي وراثي.
- أمراض نمو الجهاز العصبي المركزي بوجه عام.
- بعض الأمراض المناعية التي تصيب الأم والتي تتعامل مع الطفل كما لو كان جسمًا غريبًا مثل الفيروس والبكتيريا تحاول التخلُّص منه.
اقرأ أيضا: تعليم الأطفال الحروف بين السهل والصعب
كيفية اكتشاف صعوبات التعلم عند الأطفال
تختلف طريقة اكتشاف الاضطراب تبعًا لاختلاف العلامات والتي تتنوع من مرحلة عمرية لأخرى.
- مرحلة ما قبل المدرسة
يتأخر الطفل فيها عن الكلام لوجود صعوبة في النطق، لا يستطيع التركيز على أمر ما، لا يستطيع اتباع الإشارات والتوجيهات والروتين، وأخيرًا عدم قدرته على تعلّم الحروف أو الكلمات.
- مرحلة التعليم الإبتدائي ( من عمر خمس سنوات وحتى الثانية عشر)
الانطوائية وعدم القدرة على التعامل مع الآخرين والتركيز في نقاشهم وحديثهم، تجنُّب القراءة والكتابة وإجراء العمليات الحسابية؛ فقد تجد الطفل يكتب الكلمة الواحدة بأكثر من نمط لعدم قدرته على اكتساب هذه المهارة.
صعوبة القراءة Dyslexia
في إحدى السنين تم إجراء إحصائية لحصر عدد الأطفال المصابين بعسر القراءة في الولايات المتحدة الأمريكية، وأوضحت النتائج أن 5_10% من الأطفال يعانون من هذا الاضطراب.
علامات صعوبة القراءة Dyslexia عند الأطفال تكمن في عدم قدرتهم على دمج الحروف بالأصوات التي تصدر عنها، وهذا بدوره يجعل الهجاء مهمة صعبة بل ومستحيلة في بعض الأحيان.
تتنوع درجة خطورة الخلل من طفل لآخر فمنهم من يستطيع التعافي ومنهم من يستمر معه الخلل مدى الحياة.
صعوبة الكتابة Dysgraphia
إحدى الإعاقات التي تواجه الأطفال بكثرة، وفيها تجد الطفل لا يستطيع اتباع نمط سليم في الكتابة، يكتب بخط غير واضح وكلمات غير مكتملة
بأحرف صغيرة وكبيرة.
قد يعاني بعض الأطفال من آلام في المعصم عند الكتابة ليصبح مستوى اليد عند الكتابة غير صحيح.
عادةً ما يصاحب صعوبة الكتابة العديد من الإعاقات الذهنية الأخرى مثل: صعوبة القراءة وفرط الحركة وتشتت الانتباه.
اضطراب التآزر الحركي Dyspraxia
تُعرف بمتلازمة الطفل ذي الحركة غير المتصلة، وتتسم بكوَن الطفل غير قادر على التنسيق بين الوظائف الحركية والجسمية الدقيقة، يواجه الطفل العديد من المشكلات وكثيرًا ما يصطدم بالأشياء ويكسرها وهذا نابع من عدم قدرته على التنسيق بين النشاط الحركي والعصبي أي التنسيق بين العين واليد.
وهذا يؤدي بالطفل إلى التصرُّف العدواني والعصبية الزائدة وربما تجنُّب الانخراط في الأنشطة من الأساس.
تؤثر بشكل عام على الذاكرة وتجعله غير قادر على أداء بعض المهام الدراسية لكنها لا تتعلق بمعدل ذكاء الطفل.
دائًمًا ما يظهر الخلل على الأطفال في سن مبكرة، ويستمر معه مدى الحياة، قد يُصاحب اضطراب التآزر الحركي بعض المشاكل الأخرى وأشهرهم: اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه.
اقرأ أيضا: مشاكل الطفل في المدرسة: أبرز 5 عقبات قد تواجه طفلك
اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه ADHD
من أكثر الاضطرابات النفسية اتتشارًا عند الأطفال، ويتميز بنقص عدد المستقبلات الكيميائية ( النورأدرينالين و الأدرينالين والدوبامين) في الفص الأمامي الجبهي، وهي المسئولة عن تشابك و اتصال الإشارات العصبية ببعضها لإتمام وظائف خلايا المخ بشكل سليم.
يتعين عليك رؤية كافة الأعراض في فترة الطفولة المبكرة حتى تصل للتشخيص السليم.
لا يوجد سبب دقيق لحدوثه، ويمكن للعقاقير الكيميائية علاج الاضطراب لكن لا تستغنِ عن العلاج التربوي السلوكي.
ينقسم إلى ثلاثة أنواع حسب اختلاف الأعراض:
- تشتت الانتباه
- فرط الحركة
- فرط الحركة وتشتت الانتباه
لكن…
ما هي العلامات والأعراض التي تظهر على أطفال فرط الحركة وتشتت الانتباه؟
- عدم إكمال المهام والأنشطة والانتقال لمهام أخرى.
- قلة التركيز والتحصيل الدراسي.
- اندفاع السلوك والتصرُّف العداوني.
- العجلة والشعور السريع بالملل.
- عدم القدرة على متابعة الاستماع للحديث بدون انقطاع.
- الركض والصراخ بشكل دائم.
- تجنُّب الهدوء والنظام والانتظار.
- عدم الاكتراث لنتائج السلوكيات الخطيرة التي يقوم بها.
علاج صعوبات التعلم عند الأطفال
يُفضل اكتشاف الخلل وتحديده بشكل دقيق ومبكر لكي تزداد فرص العلاج، اللجوء للمتخصصين والخبراء لإجراء مختلف الاختبارات والقيام بالتشخيص الدقيق، فصحة الإنسان غالية تتطلب الكثير من الاهتمام.
خطة العلاج ستستمر لوقت طويل وربما لمدى الحياة لتلافي الأعراض والمضاعفات وهذا سيتطلب مجهودًا عظيمًا من أهل هؤلاء الأطفال.
الاضطرابات النفسية التي تصيب الأطفال لا تقل أهمية عن الأمراض الجسدية وربما في بعض الحالات تفوقها، ولذلك احرص دائمًا على الاعتناء بصحة الطفل النفسية وتحسين مزاجه حتى يؤدي المهام بشكل طبيعي وسليم ولكي يتجنب بعض المشكلات النفسية كالاكتئاب وما يشبهه.