إن الشخصية هى عبارة مجموعة من السلوكيات والسمات والمواقف التى تحدد هوية الإنسان ويعتقد البعض أن الشخصية تتكون فى الطفولة. ويعد التطور الاجتماعي للطفل مهم جداً فى تكوين شخصية الطفل لأنها الطريقة الوحيدة التى يتصرفون بها مع الآخرين وفهم مخاوفهم ويمكن أن تشكل وجدانهم العاطفى. وتوجد عدة عوامل تؤثر في شخصية الطفل، تابع معي هذا المقال لمعرفة هذه العوامل.
محتويات المقال
عوامل تؤثر فى شخصية الطفل
هناك عوامل تؤثر فى تكوين شخصية الطفل منها عوامل وراثية وغير وراثية أو بيولوجية ومنها عوامل خارجية:
أولاً: العامل غير الوراثي وغير البيولوجي
- حيث أن جسم الإنسان لا يعتمد على العامل الجيني فقط بل هنالك عوامل ما قبل الولادة يطلق عليها عامل غير بيولوجي. عندما يكون جنينا فى بطن أمه لا يتأثر بالعوامل الخارجية حيث يتم تغذيته عن طريق الحبل السرى للأم. فإذا توقفت الأم عن التغذية فإن الطفل معرض لسوء التغذية وذلك لعدم تغذية الأم جيداً أثناء الحمل ليس فقط يؤثر على جسمه بل أيضاً يؤثر على الحالة المزاجية والعاطفية.
- حيث قلق وتوتر الأم أثناء الحمل يؤثر على فسيولوجية الجسم. مما يؤدى إلى افراز الغدد والمواد الكيماوية والذي يؤثر سلباً على الجهاز الهضمى مما يؤثر على الجنين. وهذا لا يظهر إلا عند الولادة فنلاحظ الطفل يبكي كثيراً ويتطور إلى شخص مزعج، عدواني، قصير المزاج إن لم يتم التعامل معه بطريقة مناسبة فى مرحلة الطفولة.
ثانياً: العامل الوراثي
- تنقسم الخلية فى جسم الإنسان إلى خيوط وكل خيط يسمى كروموسوم ثم يستمر فى التفكك إلى أن يصل إلى 23 كروموسوم وهو بالتالى يحمل الجينات التي بدورها حاملة الوراثة.
- حيث قسم أرسطو أنواع الجسم إلى:
- اندومورف ENDOMORPH تشمل الأشخاص القصيرين.
- اكتومورف ECTOMORPH تشمل الأشخاص الطويلة والرفيعة.
- ميزومورف MESOMORPH تشمل ذوي العضلات ولديهم جسم جيد يعتمد هذا التصنيف على الحالة الظاهرية للجسم حيث حالة الجسم هي نتيجة الوراثة بشكل عام.
حيث كان الناس يربطون بين طول المرء وبنية الجسم وبين النسب.
وأجرى علماء النفس في عصرنا الكثير من التجارب ليخرجوا بنتائج قطعية وتوصلوا إلى:
- أن العوامل الوراثية تؤثر على سمات الجسدية وخصائص الشخصية الأخرى.
- الخصائص الجسدية تؤثر على مزاج وسلوك الطفل. فعدم التناسق العضلى وسوء التنسيق الحركى يجعلا الطفل غير قادر على تحقيق النجاح في المهام البدنية والتى يقدرها الأولاد فى المدارس بشكل كبير. مما يجعله أقل شعبية بين أقرانه وهذا يجعله منطويا وخجولا.
ثالثاً: العوامل الخارجية
تأثير الوالدين
حيث تعتمد شخصية الطفل على شخصية والديه حين يحبون تقليد تصرفاتهم وأفعالهم. لذلك وجب على الأب والأم الحذر فى تصرفاتهم وأن يكونوا قدوة حسنة وهو ما يساعد في بناء الثقة بين الآباء والأبناء.
المنزل
فالانضباط الشديد والحماية الشديدة تجعل من الطفل متمردا أو معتمداً؛ لذلك وجب خلق بيئة ودية للعيش بسلام فى المنزل. وبناء عليه أجرت bladewinAl دراسة على 67 طفلاً بين 4 سنوات يرتادون الروضة
( بهدف دراسة تأثير المنزل على نمو الطفل والدراسة) على منازل فيها ديمقراطية ومنازل فيها رقابة. اتسمت البيوت الديمقراطية بتجنب القرارات التعسفية وتحقيق مستوى عالى من الاتصال اللفظي بين الطفل ووالديه وتقديم أجوبة مرضية للطفل واستشارات حول اتخاذ القرارات، أما المنازل الخاضعة للرقابة وجدت قيود شديدة على سلوك الطفل.
المدرسة
وهي العامل الأساسي الثاني بعد الأم والأب فى تكوين شخصية الطفل. حيث أنه يدرس الكثير من المواد ليست علمية فقط بل ثقافية مثل القراءة والمسرح والموسيقى، لذا يمكن أن يواجه الطفل بعض المشاكل في المدرسة.
للمزيد اقرأ: مشاكل الطفل في المدرسة
ثقافة المجتمع
يؤثر السلوك الاجتماعي وقواعد المجتمع على شخصية الطفل فى بناء معتقداته وأفكاره. حيث أنه يمتص الثقافة المجتمع حوله مثل أنه نشأ في بلد تحب الفن يصبح يحب ويتأثر بهذا النوع من الفن.
الأسرة
حيث أن التأثير الأكبر في الأسرة هو تأثير الأم، فحنانها يقطع شوطاً كبيراً فى تكوين الجانب العاطفى للطفل. إذا كان الطفل عدواني أو عصبي فإنه يعتمد بشكل كبير على الأم. وإذا كان الطفل وحيداً ويحمونه كثيراً وبشكل مفرط فإنه يكتسب صفات سيئة فيصبح أنانيا ولا يتمكن من الانضمام إلى مجموعات دراسية ومشاركة زملائه؛ لذلك يجب على الآباء التأكد من اندماج الطفل في الأنشطة الجماعية المختلفة ويتم تعليمه المشاركة.
كذلك إذا كانت الأم ليست بصحة جيدة، تغضب كثيراً، وتزعج الطفل وتتركه للبكاء فإن هذا يجعله يصيح ويبكي على أى شيء بالرغم من عدم وجود سبب حقيقي للبكاء. وهذا النوع من الأطفال عادة لا يرغب في الرضاعة وهذا إذا استمر كثيراً فسيكون من الصعب تفادي الإيماءات العدوانية.
وفي دراسة أجراها thomas Aet على 130 طفل بين العامين وجد أن التغيرات المزاجية ليس لها علاقة مباشرة بالعوامل البيئة وإنما هذه التغيرات موجودة منذ الأشهر القليلة الأولى.
السوشيال ميديا
لها دور فعال في التأثير على شخصية الطفل حيث أصبح الآن الكثير من الأطفال يقتنون موبايل ويتابعون قصص المشاهير وأخبارهم على مواقع التواصل الاجتماعي. في حين أنه من المفترض أن يشاهدوا أشياء مفيدة؛ لذلك يجب على الآباء متابعة الأبناء منعا لتطور أى سمات خاطئة.
طبيعة المكان الذى يعيش فيه الطفل
حيث تختلف شخصية الطفل من مكان لمكان؛ فطبيعة الحياة في الهضاب والجبال تختلف عن السيول والأنهار والبحيرات كما أن طبيعة الأكل تختلف أيضاً طازج أو غير صحي. كذلك طبيعة البيت الذى يسكن فيه، الأنظمة الصحية والتهوية والنظافة كل ذلك يؤثر على شخصية الطفل.
الظروف الاجتماعية والاقتصادية
تشكل الظروف الاجتماعية والاقتصادية جزءًا كبيرًا من البيئة الاجتماعية وتشمل أفراد المجتمع ومن ثم سلوك الوالدين والأشقاء والأقران والمعلمين وأفراد المجتمع الأوسع والأوسع الذي ينتقل إليها الطفل تدريجياً.
كذلك الظروف الاقتصادية لها دور فعال في حياة الأطفال وتؤثر على حياتهم الاجتماعية مثل عدم رغبة الطفل في الذهاب إلى المدرسة. لأنه لا يتمكن من تكوين صداقات مناسبة ونظراً للظروف الاقتصادية فإنه قد لا يتمكن من شراء الكتب ولن يتمكن من التغذية السليمة بسبب الفقر والحالة الاقتصادية السيئة.
تصور برونفنبرينر للتنمية
حيث يشرح كيف تطور شخصية الطفل من خلال أربع أنظمة متداخلة
المستوى الأول- النظام المصغر
حيث يعتمد على التجارب الفردية للطفل الصغير الذى لديه فى المنزل، مع والديه وأشقائه والبيئة المحيطة والمدرسة والتعامل مع معلميه وأقرانه.
المستوى الثاني- النظام المتوسط
ويشير إلى الروابط بين الإعدادات التى يشارك فيها الطفل الفردي مباشرة مثل المنزل والمدرسة حيث تؤثر جودة الحياة المنزلية على أداء الطفل فى المدرسة وتكيفه مع أقرانه.
المستوى الثالث- النظام الإيكولوجي
يشير إلى الروابط التي لا يشارك فيها الطفل مباشرة؛ بيئة عمل الأب والأم هي مثال على ذلك. عدم مشاركة الطفل مباشرة بيئة عملهم تؤثر على رعاية الطفل التي يتلقاها من الوالدين.
المستوى الرابع- النظام الكلى
يشير إلى النمط العام للأيديولوجيا وتنظيم المؤسسات الاجتماعية الثقافية الفرعية المختلفة مثل تأثر ضغط الوالدين بعدد ساعات العمل ومعدلات المكافئات واستحقاقات الإجازات والامتيازات المقدمة بالإضافة إلى الوضع المهنى ونظرة المجتمع فيما يتعلق بالمهن المختلفة.
قد يكون الوالدين موظفين أو شبه موظفين أو عاطلين بشكل صحيح ولكن هذا المأزق المهني قد يؤثر على الأبناء على حسب درجة تأثر الوالدين بهذا المأزق.
وتظهر الدوائر المتداخلة أن نظام ماكرو يؤثر على النظام الخارجي للأنظمة المتوسطة والدقيقة للطفل.