يمكن أن يشكل الإجهاض صدمة كبيرة لبعض الأزواج ومن الطبيعي أن يحتاج المرء إلى وقت لفهم ما حدث. بعض النساء لا يعانين حتى من أي بوادر أو أعراض. وللأسف لا يكتشفن إلا عند الاستشارة الطبيعية للطبيب.
مهما كانت تجربتك مع الإجهاض، فمن المفهوم تمامًا أن تصابي بالصدمة. هذه ليست الطريقة التي يتوقعها أي شخص أو يأمل في إنهاء الحمل. ويصابك حينها العديد من المشاعر والعواطف وسوف نساعدك في هذه المقالة على كيفية التحكم في مشاعرك وتجاوز صدمة الإجهاض.
محتويات المقال
كيف يمكنك تجاوز صدمة الإجهاض؟
عليك أن تعرفي أن حدوث الإجهاض أمر شائع. في الواقع تتفاجأ العديد من النساء من شدة عواطفهم بعد الإجهاض، حيث من الممكن أن تمتد هذه المشاعر من الصدمة والحزن إلى الشعور بالذنب غير المنطقي والقلق بشأن الحمل في المستقبل.
وقد يعاني الرجال أيضًا من مشاعر الخسارة وعدم الكفاءة، هذا صحيح بشكل خاص إذا كانوا غير متأكدين من كيفية مساعدة شريكهم خلال هذه الفترة الصعبة.
هذه المشاعر طبيعية تمامًا قد تستغرق عملية التعافي العاطفي بعد الإجهاض بعض الوقت، غالبًا ما يستغرق وقتًا أطول بكثير مما يستغرقه الشفاء الجسدي، ويمكن السر فى التعافي من خلال السماح لنفسك بالحزن على الخسارة يمكن أن يساعدك في الواقع على التصالح معها على المدى الطويل.
في الأسابيع التي تلي الإجهاض تعاني العديد من النساء من انفعالات، في الوقت نفسه تمر المرأة التي أجهضت للتو بتغييرات هرمونية حيث يتكيف جسدها مع عدم الحمل، وقد تؤدي هرموناتها المتغيرة إلى تكثيف المشاعر التي تشعر بها.
ما هي المشاعر التي قد أشعر بها بعد الإجهاض؟
قد تواجه النساء دوامة من المشاعر بعد حادثة الإجهاض مثل:
- عدم التصديق، والصدمة.
- الشعور بالذنب.
- الحزن والاكتئاب.
- صعوبة التركيز.
حتى لو انتهى الحمل في وقت مبكر فإنه من الممكن أنه قد تكون بداخلك شعور ارتباط قوي، حتى أن بعض النساء يعانين من أعراض جسدية من نوبات غضب ومشاعر عاطفية.
حيث تشمل هذه الأعراض:
- تعب.
- مشاكل في النوم.
- فقدان الشهية.
- نوبات متكررة من البكاء.
- العلاقات المكسورة مع العائلة أو الأصدقاء.
- محاولات إيذاء النفس.
التعامل مع الإجهاض ومشاعر الصدمة وعدم التصديق
ربما يجول في خاطرك أن هذا في الحقيقة لا يحدث، وتقولين بداخلك ” لقد كنت أعتني بنفسي بشكل جيد” وربما الأطباء مخطئون، ربما ما زلت حامل!”
لن نكذب عليك، سيكون من الصعب قبول ذلك، سيكون من الأفضل أن تتحدثي مع طبيبك حول متى ستعود مستويات الهرمون إلى طبيعتها؟
ما هي المدة التي قد تستمر فيها الأعراض؟
قد يمنحك هذا مزيدًا من الإرشادات حول ما يمكنك فعله لكي تتخطي هذه الأزمة.
الإجهاض ومشاعركِ الخاصة بـ الحزن والخسارة
ربما تعتقدين أن الأطباء كان بإمكانهم فعل المزيد، أو أنكِ غاضبة لأن شريكك لا يواسيك بالطريقة الصحيحة تمامًا، أو أنه ليس منزعجًا مثلك، في معظم الأوقات تشعرين بالغضب تجاه نفسك، عندما يحدث خطأ ما نمتد جميعًا للعثور على شخص نلقي اللوم عليه، مع الإجهاض ليس هناك حقًا أي شخص أو شيء نلومه، فإنه يتركنا أمام الأمر لفهمه ومعرفة ما حدث.
ولسوء الحظ قد يخبرك بعض أفراد العائلة والأصدقاء، بأنه لا ينبغي أن تشعري بهذا الشعور بالخسارة، هذا الموقف شائع بشكل خاص عندما يحدث الإجهاض في وقت مبكر من الحمل مثل معظم الناس.
لكن الخسارة المبكرة ليست بالضرورة أسهل في التعامل معها من خسارة لاحقة أثناء الحمل، حتى لو كانت المرأة حاملًا لفترة قصيرة فقط فقد يكون حملها مخططًا له منذ سنوات وهي طفلة، فكل الفتيات تحلم بهذا اليوم.
وإذا كنت امرأة تعرضت للإجهاض، ففي بداية الأمر أود أن أعتذر لخسارتك جدا وأقدر مشاعرك، وعليكِ أن تعلمي بأن مشاعرك طبيعية جدا، واسمحي لنفسك بتجربة عملية الحزن بطريقتك الخاصة وبالسرعة التي تناسبك لتجاوز صدمة الإجهاض، إذ أنه من الشائع أن تشعرين بالرضا في يوم من الأيام وأن تشعرين بالسوء في اليوم التالي.
اقرأ ايضا: العلاقة بين الطعام والحالة المزاجية
الإجهاض ومشاعرك بالفشل وشعورك بالذنب
قد تشعرين بالذنب وتتساءلين عما إذا كان هذا خطأك كما لو كان بإمكانك فعل المزيد. الشيء المهم للغاية الذي نريدك أن تعرفه هو أنه ليس خطأك. على الرغم من صعوبة سماعه، فهو حدث طبيعي، وحتى إذا كنت تفعلي كل الأشياء الصحيحة، فقد لا يزال يحدث على أي حال.
لطالما كان للإجهاض مشاعر خاصة، حيث تشعر الأم بالحزن إلى حد كبير بمفردها، حيث تشعرين وكأنك فشلتِ كأم، اتفهم جيدًا أنه قد يكون من الصعب للغاية مواجهة فكرة أن الطفل الذي تحت رعايتك وبداخلك، يمكن أن يتوقف عن النمو.
ربما يداهمكِ شعور بالذنب الشديد لأنكِ مسؤولة بطريقة ما عن عدم ولادة طفلك، قد تتساءلين عن كل الأشياء التي فعلتها خلال الأسابيع القليلة الماضية وتتساءلين عما إذا كان هناك شيء فعلته أدى إلى إنهاء حياة طفلك القصيرة.
من المهم أن تعرفين أن حالات الإجهاض نادرًا ما تحدث بسبب شيء قمت به أو لم تفعله، السبب الأكثر شيوعًا الإجهاض المبكر (أكثر أنواع الإجهاض شيوعًا) هو تشوهات الكروموسومات لدى الطفل، وتحدث هذه عن طريق الصدفة.
الإجهاض ومشاعر الخوف
قد تجدين نفسك تواجهين مشاعر الخوف والقلق عند التفكير بالحمل مرة أخرى، حيث تتداخل مشاعر الخوف والقلق من احتمال تعرضك لإجهاض آخر أو مضاعفات أخرى أثناء الحمل، هذا رد فعل طبيعي خاصة إذا كنتِ لا تعرفي سبب إجهاضك أو إذا لم تكن هذه هي المرة الأولى التي تحدث فيها.
وقد تسوء مشاعرك مع الخوض القلق عند حدوث الحمل مرة أخرى، وقد يساعدك التحدث إلى شخص ما عما تشعر به الآن، وسيتمكن طبيبك العام من مساعدتك في الوصول إلى الدعم الذي تحتاجه.
الإجهاض ومشاعرك مع الغيرة
قد تجدي نفسك في بعض الأوقات تشعرين بالحسد أو الاستياء أو عدم القدرة على الشعور بالسعادة تجاه شخص آخر عندما يعلن عن حمله أو ولادة طفله، قد يكون الأمر صعبًا بشكل خاص إذا تزامن التوقيت مع تواريخ مهمة بالنسبة لك فيما يتعلق بخسارتك.
حاولي ألا تقسي على نفسك لأن هناك الكثير من النساء يشعرن بنفس الشعور.
اقرأ ايضا: الاكتئاب عند النساء أسبابه وأعراضه
الإجهاض ومشاعرك بفقدان الثقة في جسدك
قد تشعرين بالإحباط من جسدك، قد تشعري بانفصال غريب بينك وبين جسدك، وقد تشعرين بنفس عدم الثقة بجسمك في حالات الحمل المستقبلية والاستياء من حقيقة أنك غير قادر على الاستمتاع بالحمل.
هوني الأمر على نفسك وتذكري بأنك سوف تتأثري جسديًا وعاطفيًا، حيث تتغير مستويات الهرمون لديك بسرعة بعد الإجهاض، كما أن تقلب المزاج والدموع أمر طبيعي، وقد يستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن يعود جسمك إلى طبيعته مرة أخرى، ويمكن أن يؤثر العقل على الجسم والعكس صحيح، لذلك حاولي أن تعتني بصحتك الجسدية والعاطفية قدر الإمكان.