فطر الله المرأة على حب الأطفال ورغبتها وحلمها الدائم في الحمل والإنجاب، ويعد الحمل وتربية الأطفال من أسمى المهام التي تقوم بها المرأة. ولكن قد تجد المرأة ما يعكّر صفو هذا الحلم؛ بسبب تأخر حملها بعد الزواج. وتبدأ في القلق والتساؤل عن هذا التأخير. هناك أسباب عديدة لتأخر الحمل، ولكن من أكثر الأسباب شيوعًا لصعوبة حدوث الحمل تكيس المبايض.
إذ تُعاني النساء المصابات بتكيس المبايض من اضطرابات في مستوى الهرمونات، تؤدي إلى عدم قدرة المبايض على إنتاج البويضات بانتظام. ويؤدي ذلك إلى عدم انتظام في الدورة الشهرية للمرأة. فتحدث مشكلات في الخصوبة. وتكون المرأة أكثر عرضة لحدوث المُشكلات والمضاعفات الخطيرة؛ وذلك عند حدوث الحمل في أثناء وجود تكيسات بالمبايض، كذلك قد يتأثر الجنين أيضًا.
قد تعاني المرأة إذا حدث حمل مع تكيس المبايض من عدة مُشكلات منها: تسمم الحمل وسكر الحمل وارتفاع ضغط الدم وأحيانًا قد تصل إلى الإجهاض؛ في حالة عدم تلقي الرعاية المناسبة للحامل والجنين.
قد تضطر النساء المصابات بتكيس المبايض إلى الولادة القيصرية؛ إذ يمكن أن يكون حجم الجنين أكبر من الطبيعي. ويمكن لسوء الحظ في بعض الحالات موت الجنين أو حجزه في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة. تقل خطورة هذه المضاعفات مع متابعة الأعراض وتلقّي الرعاية القصوى في أثناء الحمل.
محتويات المقال
هل تكيس المبايض يمنع الحمل؟
لا تعني إصابة المرأة بتكيس المبيض عدم قدرتها على الحمل مطلقًا، ولكن قد تجد المرأة صعوبة أو تأخر في فرصة حدوث الحمل مع تكيس المبايض. يمكن حدوث الحمل مع تلقّي العلاج المناسب إما بالأدوية وإما باستخدام التلقيح الصناعي
يمكن أن ينصح الطبيب بعمليات التلقيح الصناعي في حالة عدم استجابة المرأة المصابة للعلاج بالأدوية. إذ تمتلك النساء المصابات بتكيس المبايض نسبة (20% إلى 40%) لحدوث الحمل عن طريق التلقيح الصناعي؛ بينما تمتلك النساء ذات الـ 35 عامًا وأكثر، واللاتي تعانين من الوزن الزائد فرصة أقل في حدوث الحمل.
هل يحدث حمل مع تكيس المبايض؟
حدوث الحمل مع تكيس المبايض ليس مستحيلًا، ولكن قد تستغرق المرأة المصابة وقتًا أطول حتى يحدث الحمل من غيرها. وتعد زيادة الوزن من أسباب تأخر الحمل وبالأخص عند اجتماعها مع تكيس المبايض.
ما هي نسبة حدوث الحمل مع تكيس المبايض؟
يصيب تكيس المبايض ما بين (6 إلي 15%) من النساء في سن الإنجاب. وكما ذكرنا سابقًا لا تمنع تكيسات المبيض الحمل مطلقًا، ولكن يقلل من فرص حدوثه عند النساء المصابات أكثر من غير المصابات؛ إذ إن عملية الإباضة تحدث مرة كل شهر، وتحدث بنسبة أقل في حالة تكيس المبايض.
وتُصبح المرأة المصابة بتكيسات المبايض أكثر عُرضة إلى الإجهاض عند حدوث الحمل بثلاث مرات من المرأة غير المصابة. كذلك يوجد احتمال بنسبة 50% لتوريث تكيس المبايض إلى الجنين الأنثى.
لمعرفة الحالة التي وصلت إليها التكيسات يجب القيام بعدة فحوصات معملية وعرضها على الطبيب المختص. يحتاج الطبيب إلى عمل سونار حتى تكون الصورة واضحة أمامه، ثم بعد ذلك يتبع طريقة العلاج المناسبة.
تتلخص هذه الفحوصات في:
- تحليل دم LH.
- تحليل دم FSH.
- عمل سونار على المبيضين.
كيف يمكن زيادة فرصة حدوث الحمل مع تكيس المبايض؟
يمكن للمرأة تحقيق حلمها وزيادة فرصة حدوث الحمل مع تكيس المبايض بمتابعة العلاج الدوائي للطبيب بانتظام. كما تُنصح المرأة بعدة نصائح لزيادة فرصة حدوث الحمل منها:
- الحفاظ على نمط حياة صحي.
- ممارسة التمارين الرياضية.
- الحفاظ على وزن صحي.
- الإقلاع عن التدخين.
- التوقف عن الكحوليات.
- أخذ قسط كافي من النوم.
- أخذ المكملات الغذائية مثل: الأوميجا 3 وفيتامين د و الاستيل سيستايين.
ومن العلاجات الدوائية التي قد تحتاجها المرأة لزيادة فرصة الحمل:
- الكلوميفين (Clomiphene).
- الميتفورمين (Metformin).
- الليتروزول (Letrozole).
- الجونادوتروبين (Gonadotropin).
هل أعراض تكيس المبايض تشبه أعراض الحمل؟
هناك العديد من الأعراض المتشابهة بين تكيس المبايض والحمل، من هذه الأعراض:
- عدم نزول الدورة الشهرية.
- زيادة وزن البطن وبروزها.
- وجع أسفل الظهر.
- ألم في أثناء الجماع.
- مشكلات في التبول؛ إذ تشعر المرأة بحاجة مُلحّة إلى التبول نتيجة لضغط الكيس على منطقة المثانة كما هو الحال في الحمل.
يختلف حجم تكيسات المبايض بين متناهية في الصغر وكبيرة في الحجم. لا تسبب التكيسات متناهية الصغر أعراضًا تذكر، أما التكيسات كبيرة الحجم تسبب عادة أعراضًا متمثلة في:
- ألم في أسفل البطن في جهة المبيض المصاب.
- وجع أسفل الظهر.
- آلام أثناء الجماع.
- ألم في الثديين.
- انتفاخ القولون.
للمزيد اقرأ: درجات تكيس المبايض | وعلامات شائعة تدل على إصابتك بتكيس المبايض
لا تحتاج الأعراض السابقة لتدخل طبي وتختفي تلقائيًا. ولكن هناك أعراض تحتاج لتدخل طبي عاجل؛ لأنها قد تسبب خطورة على صحة المرأة مثل:
- سرعة التنفس.
- الحمى.
- الدوخة التي قد تؤدي إلى فقدان الوعي.
ولذلك تُصاب المرأة المصابة بتكيس المبايض أحيانًا بحَيْرة عند انقطاع دورتها الشهرية. لأنها لا تعرف إذا كان السبب تكيس المبايض أم الحمل؟ فمتى تُجري المرأة اختبار الحمل للتأكد من حملها؟
متى تُجري المصابة بتكيس المبايض اختبارًا للحمل؟
تواجه المرأة المصابة بتكيس المبايض والمنتظرة لحدوث الحمل كل شهر، مشكلة في عدم معرفتها إذا كانت حاملًا أم لا؟ وذلك عند تأخر أو انقطاع دورتها الشهرية. ومن ثم تنفق المرأة الكثير من النقود على اختبارات الحمل كل شهر للخروج من هذه الحَيْرة. وتكون نتيجة الاختبار في أغلب الأوقات سلبية مما يسبب لها الإحباط.
يمكن ظهور نتيجة الاختبار سلبية، ومع أول زيارة المرأة للطبيب تكتشف حملها في الأسبوع العاشر، هذا يسمى نتيجة سلبية كاذبة للاختبار. وهنا تكون المرأة حاملًا فعلًا ولكن الاختبار لم يستطع تحديد الحمل في ذلك الوقت؛ بسبب إجراء الاختبار مبكرًا خاصة عندما تحدث الإباضة في فترة متأخرة من الشهر، وذلك أيضًا يحدث في حالات تكيس المبيض.
كذلك قد تظهر نتيجة الاختبار سلبية إذا كان الهرمون الذي يقاس لتحديد الحمل (HCG) مخففًا؛ بسبب شرب كمية كبيرة من السوائل قبل الاختبار. ولهذا السبب يُنصح دائمًا بإجراء الاختبار في الصباح الباكر.
ينبغي للمرأة الانتظار أسبوعًا على الأقل بعد تأخر الدورة الشهرية للقيام بعمل اختبار الحمل؛ للتأكد من زيادة هرمون الحمل (HCG).
إذا ظهرت النتيجة سلبية عند قياسها بعد أول أسبوع من تأخر الدورة الشهرية، يجب على المرأة إعادة اختبار الحمل بعد أسبوع آخر. ويُمكن أن يقاس هرمون الحمل (HCG) عن طريق الدم في المختبر.
كيف يمكن الوقاية من تكيس المبايض؟
لا يوجد حتى الآن طريقة لمنع تكيس المبايض. ولكن يساعد إجراء الفحوصات المنتظمة على اكتشاف أي تغيرات تحدث في المبيضين. يجب على المرأة ملاحظة دورتها الشهرية ومتابعة تغيراتها كل شهر، و إخبار الطبيب حتى تتمكن من العلاج المبكر وتجنب المضاعفات.