طفلي يكره المدرسة! أشعر أن أمرًا ما يحدث معه ولا يخبرني به، أسأله عن يومه فيشرد ثم يخبرني أن كل شيء على ما يُرام، أخشى تعرضه للتنمر بالمدرسة. في مقال اليوم نتحدث عن التنمر، ودور المدرسة في علاج التنمر عند الأطفال.
محتويات المقال
ما هو التنمر عند الأطفال؟
يعرف التنمر(bullying) بأنه سلوك متكرر مؤلم ومهين يقوم به شخص واحد أو مجموعة من الأشخاص تجاه الطفل، هذا السلوك يحدث بالقول أو بالفعل أو بأي طريقة تؤلم الطفل نفسيًا أو بدنيًا، ويمكن أن يحدث بالمدرسة أو خارجها.
هل للتنمر أنواع؟
نعم، للتنمر أنواع متعددة نذكر لك بعضًا منها:
1. التنمر المباشر
يحدث مباشرة مع الطفل نفسه، كأن يقوم المتنمر بضربه أو الصراخ عليه.
2. التنمر غير المباشر
يقوم المتنمر فيه بأذية الطفل دون التعامل معه مباشرة، كأن ينشر الإشاعات أو الألقاب المسيئة بين زملائه دون مواجهته بها.
3. التنمر الإلكتروني
وهو الأكثر انتشارًا مع انتشار التكنولوجيا، ومنه إرسال الرسائل المؤذية للطفل على حسابه، أو كتابة تعليقات سيئة له على مختلف شبكات التواصل الاجتماعي.
4. التنمر البدني
يشتمل على أي أذىَ بدني يلحق الطفل من متنمره، كالضرب أو إلقاء الأشياء عليه.
5. التنمر العاطفي
يشمل هذا النوع كل الطرق التي تسبب إلحاق أذى نفسي للطفل، كتجاهله تمامًا أو كتابة كلمات مهينة له.
6. التنمر الجنسي
كالتحرش بالطفل بدنيًا فتى كان أم فتاة.
ما هي العلامات التي قد تساعدك على اكتشاف تعرض طفلك للتنمر؟
بالتأكيد أسهل تلك العلامات هي أن يُخبرك طفلك بتعرضه لأي سلوك عدواني متكرر، أو أن تظهر كدمات متفرقة أو إصابات غريبة على جسد الطفل.
لكن هناك أيضًا بعض العلامات التي قد تدق ناقوس الخطر، وتنبئك بتعرض طفلك للتنمر من هذه العلامات:
- تغير سلوك الطفل، وظهور القلق المستمر عليه.
- اضطرابات النوم، والأكل، وتوقفه عن فعل الأشياء التى يحب فعلها بالعادة.
- اضطرابات بمزاجه العام، وتعكر صفوه بسهولة على غير المعتاد.
- رفضه لفعل بعض الأشياء بالتحديد، كالذهاب إلى المدرسة، أو ركوب الحافلة مع زملائه.
ما هي أسباب التنمر بين الأطفال في المدارس؟
يُقلل الكثير من الآباء والمعلمين من خطورة التنمر على الأطفال بالمدارس، لكن تُشير بعض التقارير أن حوالي 82% من الأطفال في سن الدراسة هم بالفعل ضحايا التنمر بالمدارس، ومن أسباب لجوء الأطفال للتنمر:
- جذب انتباه الآخرين، ومحاولة اكتساب الشُهرة بينهم أو القوة عليهم.
- إخفاء الشعور الحقيقي بالخوف، عن طريق تخويف الآخرين.
- الحصول على الأشياء التي يرغبون بها، بصرف النظر عن العواقب.
- ادعاء القوة نتيجة للشعور الشديد بالضعف، أو التعرض المسبق للتنمر.
- محاولة صنع الصداقات، والاندماج بين الزملاء.
ما هو دور الآباء في مواجهة التنمر؟
- اخلق لطفلك مساحة آمنة للتحدث، وإن أخبرك بتعرضه للتنمر فاستمع له بإنصات ودعم دون لوم أو تأنيب.
- تفهم شعوره بالخوف من إخبارك لظنه أنه السبب في التنمر عليه، أو قلقه من زيادة التنمر إن اكتُشِف ذلك.
- اشكره على شجاعته لأنه تحدث عن الأمر، واخبره بأنه ليس الوحيد الذي يتعرض للتنمر، وبأن ذلك ليس خطأه وإنما خطأ المتنمر، وتحدثا معًا لتجدا حلًا مناسبًا.
- تحدث مع المدرسين أو مع أحد المسئولين بالمدرسة لمراقبة الوضع والتصرف على الوجه المناسب.
- خذ الأمر على محمل الجد، خاصة إذا عرفت أن الأمر سيسوء إن اكتشف المتنمر أنك عرفت، ربما يفيدك التحدث مع والدي الطفل المتنمر لردعه.
ما هو دور المدرسة في علاج التنمر عند الأطفال؟
على جميع الفئات بالمدارس التكاتف لمواجهة التنمر وتقليل آثارها المدمرة على المدى القصير والبعيد. إليكم بعض النصائح لمواجه التنمر عند الأطفال بالمدارس:
- الوعي بالمشكلة جزء هام من الحل
يحدث التنمر بين مختلف الأعمار، ويشمل كما أسلفنا الذكر أي فعل مُهين بالقول أو الفعل أو الإشارة، لذلك الوعي بذلك والتوعية بشأنه جزء هام من الحل، لمراقبة الوضع ووضع حد له.
- الإشارة إلى الفعل، دون إطلاق للأحكام
لا يجدر الإشارة إلى الطفل على أنه ضحية أو متنمر، بعض الأطفال غير مدركين لحقيقة أفعالهم، لذا المساعدة والتوجيه دون إطلاق للأحكام قد يفيدان الطفل أكثر.
- بعض القواعد الصارمة والواضحة لا يضر
من المهم وضع القواعد الواضحة وشرحها للأطفال، وتوجيههم بأهمية الالتزام بها دون إفراط أو تفريط.
- التشجيع الإيجابي والإثابة عنصران مفيدان للغاية
من السهل الإشارة إلى الفعل السلبي، وعقابه، لكن ماذا لو شاهدت طفلًا يصنع معروفًا لغيره، بالتأكيد بعض الكلمات الإيجابية أو الهدايا قد يشجع الآخرين على فعل الخير أيضًا.
- خلق مساحات حوار وتواصل آمنة
من الهام توفر مساحات بين المدرسين والطلاب للتحدث بالمشاكل الموجودة لديهم، وبالتالي يمكنهم الحديث عن أي مظاهر للتنمر قد تحدث لهم لمعالجتها فورًا، ومساعدتهم على تخطي الأمر.
- مشاركة الآباء هامة لإغلاق دائرة التنمر
لحياة الطفل الأسرية بالغ الأثر على تصرفاته. لذلك مشاركة الآباء وفتح وسائل فعالة للتواصل معهم يساعد على تحسين البيئة للطفل، ومساعدته داخل وخارج المدرسة.
بالتأكيد كلنا يتذكر التنمر الواقع عليه أو على أحد زملائه حين كان صغيرًا، فبعض آثار التنمر لا يمكن التخلص منها مهما مر عليها الزمن. لذلك، الحد منه والقضاء عليه، قد يساعد طفلك مستقبلًا على أن يكبر دون أثر سلبي لا يُنسى. فساعد طفلك بوعيك وتوعيتك للآخرين، لنصنع معًا مجتمعًا صحيًا آمنًا لنا ولهم.
اقرأ أيضاً: العناد عند الأطفال | كيف أتعامل مع طفلي العنيد وأتجاوز هذه المشكلة؟
اقرأ أيضاً: أفضل 7 نصائح لتقوية المناعة عند الأطفال | طفلي حياتي