يعد البهاق من أحد أمراض المناعة الذاتية التي تؤثر على مظهر المريض بشكل ملحوظ مما يسبب له الضيق والحرج. والرغبة في الابتعاد عن الظهور في المناسبات الإجتماعية. إذ يعتقد العديد من الأشخاص أن البهاق معدي ويتجنبون بذلك التعامل مع مرضى البهاق خوفاً من انتقال العدوى إليهم. مما قد يؤثر على الحالة النفسية لديهم ويزيد من رغبتهم في العزلة. كذلك فإن ظهور بقع البهاق بشكل ملحوظ لديهم قد يجعلهم عرضة للتنمر أو يبدون في نظر البعض أنهم منبوذين مجتمعياً.
في هذا المقال سنتعرف على نبذة عن مرض البهاق، وهل البهاق معدي؟ وهل هناك قلق عند التعامل مع مرضى البهاق سواء باللمس أو تبادل الأدوات الشخصية وغيرها من الممارسات اليومية الطبيعية؟ بالإضافة إلى تقديم بعض النصائح لمرضى البهاق، وطرق الوقاية من البهاق.
محتويات المقال
هل البهاق معدي؟
يحدث البهاق غالباً عندما تموت الخلايا الصبغية التي تنتج الميلانين أو تتوقف عن العمل لسبب ما، ويرجح أن يحدث ذلك نتيجة خلل في المناعة الذاتية للجسم. وحتى الآن لم يتم التوصل بشكل قاطع إلى سبب إصابة بعض الأشخاص بمرض البهاق دون غيرهم؛ إلا أنه يرجح أن البهاق هو أحد أمراض المناعة الذاتية لذا لا يعد البهاق معدي على الإطلاق ولا داعي للخوف أو الذعر عند التعامل مع مرضى البهاق أو ملامستهم. كما أنه لا ينتقل بين الزوجين لذا فإنه لا يشكل أي خطورة أو خوف سواء من خلال إصابة الزوج أو الزوجة أو كليهما.
عوامل الخطورة التي تزيد من فرص الإصابة بالبهاق
يمكن أن يحدث البهاق لدى أي شخص ولكنه شائع الحدوث لدى أصحاب البشرة الداكنة. بالإضافة إلى ذلك قد نجد أن هناك بعض الأشخاص هم الأكثر عرضة للإصابة بمرض البهاق دون غيرهم؛ بما في ذلك:
- التاريخ العائلي للمريض: إذ يلاحظ حدوث الإصابة بمرض البهاق بنسبة أكبر لدى الأشخاص الذين لديهم مريض واحد على الأقل مصاب بالبهاق. وهذا لا يفسر أن البهاق معدي وأنه قد ينتقل من خلال تعامل الشخص مع المريض المصاب؛ إنما تحدث الإصابة نتيجة توارث الجينات. إذ يعتبر البهاق أحد الأمراض الجلدية الموروثة.
- أمراض المناعة الذاتية: حيث وجد أن ظهور المرض يزداد شيوعاً بين المرضى الذين لديهم تاريخ مرضي سابق لأحد الأمراض المتعلقة بالمناعة الذاتية مثل: الغدة الدرقية والذئبة والثعلبة وغيرها.
آثار وعلامات البهاق في الجسم
- تعد العلامة الرئيسية للبهاق هي فقدان لون الجلد، وتحدث نتيجة توقف خلايا الميلانوسيت عن إنتاج صبغ الميلانين الذي يعطي لون الجلد والبشرة والشعر.
- ويظهر البهاق على شكل بقع بيضاء تظهر على سطح الجلد وخصوصاً الوجه والعينين والشفتين واليدين والساقين والذراعين. إذ أنهم الأكثر عرضة لأشعة الشمس المباشرة.
- قد يلاحظ أيضاً فقدان في لون الشعر وتحوله إلى اللون الأبيض أو الرمادي مع ظهور بقع بيضاء في فروة الرأس.
- فقدان لون الرموش و الحاجبين واللحية، وظهور بقع بيضاء على جفن العين والحاجب ومنطقة الذقن.
- قد يشكو مريض البهاق أيضاً من ظهور بقع بيضاء في الأغشية المخاطية للفم والأعضاء التناسلية.
- ظهور لون الأوعية الدموية بوضوح تحت الجلد.
للمزيد اقرأ: كيف اتاكد من البهاق؟
طرق الوقاية من البهاق
لا يوجد حتى الآن طرق فعالة تساعد في الوقاية من مرض البهاق أو تمنع الإصابة به؛ ولكن هناك بعض العادات التي تساعد في الحد من تفاقم الوضع لدى المصابين به. ومن هذه العادات ما يلي:
- تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس.
- تجنب الخروج في الأوقات التي تكون فيها الشمس شديدة الحرارة.
- استعمال واقي الشمس بصورة منتظمة مع عامل حماية spf 30 على الأقل للحد من تأثير أشعة الشمس الضارة على الجلد وتجنب حروق الجلد. وينصح باستعمال واقي الشمس كل ساعتين تقريباً على أن يكون المستحضر مقاوم للماء.
- الحرص على البقاء في الظل وعدم التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة.
- تجنب استعمال التركيبات أو الكريمات مجهولة المصدر أو غير المرخصة طبياً.
- الابتعاد عن المواد الكيميائية الضارة خصوصاً إذا كانت في مكان الإقامة أو العمل.
- استخدام مستحضرات التجميل أو مستحضرات التسمير الذاتي المعتمدة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية في إخفاء البقع البيضاء إذا كان تواجدها يسبب لك الحرج وتريد إخفاؤها.
اقرأ أيضاً: هل يمكن علاج البهاق؟
للمزيد اقرأ: علاج البهاق بالليزر
نصائح لمرضى البهاق للتعامل مع المرض
قد يحدث لدى العديد من مرضى البهاق شعور بالضيق والحزن والقلق حول تغير مظهر الجلد لديهم. وخصوصاً إذا كان البهاق يصيب أماكن ظاهرة من الجسم مثل: الوجه واليدين. لذا قد تساعد هذه النصائح من تخفيف الأثر النفسي للبهاق على الجلد.
- في حالة ظهور بقع بيضاء تشك أنها بهاق. إذن من الأفضل الذهاب للطبيب المختص لمتابعة الحالة مبكراً وتلقي العلاج المناسب. فالعلاج المبكر يساعد كثيراً في التحسين من مظهر الجلد.
- ينصح أيضاً بتخفيف الضغط النفسي والحد من التوتر والإجهاد قدر الإمكان. فالبهاق ليس مرض معدي ولا تتسبب الإصابة به في حدوث مخاطر صحية وخيمة على المريض لذا لا داعي للخوف أو القلق المبالغ فيه.
- إذا كانت لديك مشاكل في التواصل مع أفراد المجتمع بما في ذلك: زملاء العمل أو الدراسة أو غيرهم. أو إذا كنت تشعر بالخجل أو التنمر نتيجة تغير مظهر الجلد لديك. أو إذا كانت حالتك الصحية متقدمة ولديك يأس من العلاج؛ يمكنك الاستعانة بطبيب نفسي لتخطي هذه الأزمة أو تلقي الدعم النفسي لدى المختصين.
- يفيد أيضاً الخضوع لجلسات الدعم النفسي الجماعي في التخفيف من الشعور بالألم النفسي واليأس ومواجهة الحياة بشكل أفضل.
- البحث المستمر للحصول على المزيد من المعلومات حول المرض وطبيعة الإصابة به وكل ما يتعلق به من أعراض وتشخيص وطرق علاجية. إذ يساعد فهم طبيعة المرض في شعور المريض بالاطمئنان والاستقرار النفسي كما يساهم في تحفيز المريض على اتخاذ إجراءات صائبة بشأن تعامله مع المرض.