أصبح تعلم اللغات الأجنبية في عصرنا الحالي من الضروريات سواء للأطفال أو الكبار. حيث تعد اللغات واحدة من أهم الأدوات التي يحتاجها الإنسان في حياته اليومية سواء في دراسته، شغله. أو لتعليمها لأطفاله في المنزل.
ولهذه الأهمية الكبيرة فإن البدء في تعليم الطفل اللغات. وجعلها جزء من يومه أصبح من أساسيات إعداد طفل مثقف ويحمل العديد من المهارات الفكرية والإبداعية.
فعند أي سن يجب أن يتعرض الطفل للغات جديدة وما أهمية ذلك في مستواه الدراسي على المستوى القريب وفي مستقبله بشكل عام على المدى البعيد هذا ما سنعرفه معًا في هذا المقال.
محتويات المقال
عند أي سن يمكن البدء في تعليم الطفل اللغات؟
تعرض الطفل للتعامل مع لغة ثانية مع لغته الأم منذ الصغر أمر مفيد للغاية؛ حيث أن الطفل منذ الولادة وحتى سن 3 سنوات تكون قدرته على استيعاب وتجميع معلومات أسرع من غيرها. فالأطفال الذين يتعلمون لغة أجنبية أخرى منذ الصغر لديهم قابلية كبيرة ليكونوا أكثر طلاقة وكفاءة من غيرهم في التعامل بهذه اللغة.
وهذا ليس معناه اطلاقًا أن البدء في تعلم اللغات للأطفال الأكبر من ذلك أمر مستحيل فدائمًا لا يكون الوقت متأخر لتعلم لغة أو مهارة جديدة. عند أتباع الخطوات الصحيحة، وأخذ الوقت اللازم للوصول للمستوى المطلوب.
ما هي أهمية تعليم الطفل اللغات؟
تعلم الطفل لغة أجنبية مثل الإنجليزي أو أي لغة أخرى لها دور كبير في تطوير الطفل على الكثير من الأنحاء ومنها:
- تعرض الطفل للغة أخرى في سن صغير يجعله قادر على سماع الأصوات وتقليدها بشكل أفضل مما يحسن مهارة الإستماع لديه. ويجعله يتحدث بطلاقة في المستقبل.
- تحسين مهارات التواصل مع الآخرين.
- التعرف على ثقافات مختلفة مما يطور من قدرته على التفكير الإبداعي.
- تحسين ذاكرة الطفل والقدرة على التركيز.
- المرونة الذهنية وتنمية مهارة حل المشكلات.
- التأثير الإيجابي على التحصيل الدراسي للطفل حيث أن الأطفال الذين يتعلمون لغة أجنبية تتحسن لديهم مهارات الكتابة والقراءة أكثر من غيرهم الذين ليس لديهم أي لغات أخرى سوى لغتهم الأم.
وبعد أن تكلمنا عن أهمية وفوائد تعلم اللغات للطفل فيجب علينا معرفة الخطوات الواجب إتباعها حتى نحصد هذه الفوائد ونرى أثرها على أطفالنا.
أهم الخطوات اللازمة لتسهيل تعليم الطفل اللغات؟
مثل أي مهارة فإن هناك بعض الخطوات التي يجب إتباعها للوصول لهدفنا مع الطفل بأحسن شكل وفي أسرع وقت وتتضمن هذه الخطوات:
- البدء بقراءة القصص والحكايات التي تحتوي على صور حتى يستطيع الطفل ربط الكلمات بالصور وفهم المعنى المطلوب.
- تخصيص وقت محدد في اليوم للتحدث بهذه اللغة مع عدم التحدث باللغة الأم في هذا الوقت أبدًا.
- تسمية الأشياء من حوله بهذه اللغة مثل الإشارة إلى لعبته وتسميتها باللغة الأجنبية التي يتعلمها وهكذا مع بقية أجزاء المنزل تباعًا.
- مشاهدة كرتون بهذه اللغة مرتين أسبوعيًا حتى لا تكون المعلومات كثيرة عليه مرة واحدة.
- سماع أغاني بسيطة مخصصة للأطفال بهذه اللغة حتى ننمي مهارة الإستماع وبالتالي النطق بشكل صحيح.
- تخصيص نشاط واحدة أو لعبة جماعية بشكل يومي تعتمد على هذه اللغة فقط.
ما هي الأشياء التي يجب أن يتعلمها الطفل في بداية تعلمه لغة جديدة؟
- الأرقام.
- الحروف.
- الألوان.
- الصفات مثل : سعيد، حزين، طويل، قصير وغيرها من الصفات.
- أجزاء الجسم.
- الطعام.
- الحيوانات والألعاب.
عند البدء بتعليم الطفل هذه الأشياء سوف يكون لدينا الكثير من الأنشطة التي يمكن أن نمارسها معهم باستخدامها .فمثلا: أثناء ذهاب الطفل للمدرسة ممكن أن نسأله عن أسم طعامه أو لون ملابسه أو عدد الأشياء التي يأخذها معه للمدرسة وغيرها من المواقف الحياتية البسيطة التي تنمي قدرة الطفل على تعلم اللغة الجديدة بشكل أسرع.
ما دور الأسرة لتشجيع الطفل على تعلم لغة جديدة؟
كما هو معروف عن كل الأطفال فإنهم يتعلمون عن طريق رؤية من حولهم كيف يتصرفون. و كيف يتكلمون، ثم يقومون بتقليدهم . ومن هذا المنطلق فإن الأسرة تلعب دورًا هامًا ومحوريًا في مساعدة الطفل لتعلم اللغة. ولكن كيف تتمكن الأسرة من تشجيع الطفل على هذا الأمر هذا ما سنعرفه في النقاط التالية:
- عند بدء الطفل بتعلم لغة جديدة فيجب على الأب أو الأم أن يتحدثوا معه بهذه اللغة حتى يتعود الطفل على سماع اللغة ويستطيع التحدث بشجاعة .
- المذاكرة بصفة دورية مع الطفل حتى نجعله يشعر بأن تعلم اللغة شئ سهل و أي شئ يصعب عليه فهمه والتعامل معه فسوف تتخطوه سويًا مما يجعل الطفل يشعر بالاستمتاع أثناء المذاكرة .
- قضاء يوم أجازة الأسرة سويًا ومشاهدة فيلم باللغة التي يتعلمها الطفل.
- الإشتراك في كورسات لتقوية اللغة في أجازة الصيف حتى يشعروا بأن اللغة جزء من يومهم وليست أيام الدراسة فقط.
- تشجيع الأطفال على التحدث مع أصدقائهم باللغة الجديدة حتى تزيد روح الحماسة بينهم و يقوموا بتحسين لغتهم بشكل مستمر.
- هناك الكثير من التطبيقات على الهواتف المحمولة التي يمكن أن يستفيد منها الطفل في تعلم اللغة ولكن يجب أن نخصص لها وقت معين في اليوم.
كما رأينا فأن دور الأسرة يمثل جزء كبير في تعليم الطفل اللغات. ولكن كما هو شائع فإن غالبًا الأم هي من تذاكر وتتابع نشاط أولادها ماذا لو كانت الأم ليس لها أي علم بهذه اللغة الجديدة؟
اقرأ أيضاً: فوائد السباحة للأطفال
كيف تتصرف الأم إذا كانت اللغة التي تريد طفلها أن يتعلمها معلوماتها ضعيفة بها أو لا تعرف عنها شيئًا؟
ضعف الأم في اللغة أو عدم معرفتها بها ليس عائق أبدًا أمام تعليمها لطفلها بالعكس تمامًا. فمن الممكن أن تتعلم الأم مع طفلها خطوة خطوة ويمارسوا ما تعلموه سويًا. هذا سوف يحفز الأم للتعلم من أجل طفلها وأيضًا سوف يشجع الطفل وبالتالي يصبح وقت تعلم اللغة ممتع للطرفين بدلًا من أن يكون عبارة عن دراسة فقط.
وفي أوقات الأم الفارغة يمكن أن تساعدها تطبيقات الهاتف لتعلم اللغات في تقوية لغتها وأيضًا يوجد العديد من الكورسات المجانية على الإنترنت التي من الممكن أن تفيدها في مهمتها بشكل كبير. فلا تجعلي عدم معرفتك باللغة يعيقك أو يجعلك تشعرين بالتقصير في حق طفلك. بل بالعكس يمكن أن تكون تجربة جديدة تمري بها أنتي وطفلك معًا وفي النهاية سوف تشعرين بالفخر والإنجاز لما حققتيه لنفسك أولًا ثم ما علمتيه لطفلك.
وفي النهاية فإن تعليم الطفل اللغات من الأمور المهمة سواء في حياة الطفل الدراسية أو في حياته العملية في المستقبل وكلما كانت البداية مبكرة في التعليم كلما لاحظنا الفرق مبكراً.