يعد التوحد أكثر شيوعًا عند الأولاد، ومن المحتمل أن الأطباء لا يشخصون التوحد عند البنات بقدر الأولاد ربما لأن التوحد لدى الفتيات قد لا يتناسب مع النظرة التقليدية للشخص المصاب بالتوحد، وذلك لأنهم يخفون أعراضهم.
والتوحد عند البنات مختلف حيث إنه من الممكن في بعض الأحيان أن تخفي الفتيات الأكبر سنًا المصابات بأشكال أكثر اعتدالًا من التوحد أعراضهن أو يعملن بجهد أكبر “للتأقلم” مع أقرانهم. وسنتعرف في هذه المقالة على اعراض التوحد عند البنات.
محتويات المقال
اعراض التوحد عند البنات
دعنا نتعرف أولًا ماذا يعني التوحد. يعد التوحد هو اضطراب حيث يؤثر على السلوكيات والتواصل مع الآخرين، حيث يواجه الأطفال المصابون بالتوحد صعوبة في التواصل مع الناس والتفاعل الاجتماعى.
وتظهر أعراض التوحد عادة في مرحلة الطفولة المبكرة، وذلك يعني قبل سن الثانية تقريبًا. وقد يظهر ذلك فى شكل عدم قيام الأطفال بالتواصل البصري، قد يظهرون اللامبالاة تجاه والديهم.
وفي سن الثانية تقريبًا، قد يبدأ ظهور الأعراض التالية:
- علامات العدوان.
- فشل في الاستجابة لأسمائهم.
- تراجع التطور الذي ظهر في لغتهم البسيطة.
ومع ذلك، فإن التوحد هو اضطراب طيفي؛ مع ذلك لا تظهر هذه الأعراض على جميع الأطفال المصابين بالتوحد عامة. ولكن فى النهاية تميل أعراض التوحد إلى فئتين:
- مشكلات في التفاعلات الاجتماعية.
- مشاكل تظهر في الأنماط السلوكية.
السمات العامة لأعراض التوحد
كما ذكرنا سابقاً أن في أغلب سمات التوحد أن يواجه الأطفال والبالغون المصابون بالتوحد صعوبة في التواصل مع الآخرين، وخاصة في فئتين السلوكية والتفاعل الاجتماعي.
الأعراض الخاصة بالتفاعل والتواصل الاجتماعي
- عدم القدرة على النظر إلى الناس أو الاستماع إليهم عندما يشير إليه شخص آخر.
- عدم الاستجابة إلى أسمائهم من عمر 12 شهراً.
- لا تتبع التعليمات حيث لديهم صعوبة في اتباع التعليمات البسيطة.
- لديهم صعوبة في شرح ما يريدون أو يحتاجون إليه.
- مشكلة في التعرف على الإشارات الاجتماعية البسيطة.
- عدم القدرة على التعرف على أشكال الاتصال غير اللفظية.
- عدم القدرة على بدء محادثة أو الاستمرار بها.
- يفضلون عدم الإمساك بهم أو احتضانهم.
- يتجنبون التواصل البصري المباشر.
الأعراض الخاصة بالنمط السلوكي
- أداء حركات متكررة مثل التأرجح ذهابًا وإيابًا، حيث يتأرجح من جانب إلى آخر.
- إيذاء النفس، بما في ذلك العض وضرب الرأس.
- تكرار الكلمات، والعبارات، أو أصوات معينة.
- الشعور بالضوء والصوت بقوة أكبر أو أقل من الآخرين.
- التركيز على أشياء أو أنشطة معينة، حيث إنه يواجه صعوبة في التكيف مع التغيير في الروتين.
- قضاء الكثير من الوقت في تنظيم العناصر، حيث إنه عاشق للتفاصيل.
- مشكلات الحركة، بما في ذلك ضعف التوازن والمهارات الحركية الدقيقة والجسيمة.
ما الفرق بين سمات واعراض التوحد عند البنات والأولاد؟
قد لا تختلف الأعراض بين التوحد عن الفتيات والأولاد كثيراً، ومع ذلك يعتقد الكثير من الباحثين بأن الفتيات أكثر عرضة للتمويه أو إخفاء أعراضهن. حيث تتمثل الأشكال الشائعة التى تتبعها الفتيات للتمويه ما يلي:
- إجبار نفسها على إجراء اتصال بالعين في أثناء المحادثات.
- تحضير النكات أو العبارات مسبقًا لاستخدامها في المحادثة.
- تقليد السلوك الاجتماعي للآخرين.
- تقليد التعبيرات والإيماءات.
ومع ذلك فإن كلا من الذكور والإناث المصابين بالتوحد يمكنهم إخفاء أعراضهم. ولكنه يكون أكثر شيوعًا عند الفتيات، وذلك قد يفسر هذا سبب انخفاض احتمالية تشخيصهم بالتوحد.
تم إجراء بعض الدراسات والأبحاث على هذا الموضوع، وتوصلت النتائج إلى أن الفتيات المصابات بالتوحد، مقارنة بالرجال لديهن:
- المزيد من الصعوبات الاجتماعية وصعوبة التفاعل.
- أقل من القدرة على التكيف على الأوضاع.
- أقل ميلًا إلى التركيز المفرط على موضوع أو نشاط.
- المزيد من المشكلات العاطفية، المعرفية، واللغوية.
- المزيد من السلوكيات التي تحتوي على مشكلات مثل التصرف بعدوانية.
ومن المهم ملاحظة أن الدراسات التي تبحث في الاختلافات بين التوحد لدى النساء والرجال كانت صغيرة جدًا، لذلك لا يزال الخبراء ليس لديهم أي معلومات محددة حول هذه الاختلافات، أو تحديدها بدقة بما في ذلك ما إذا كانت حقيقية أم لا، لذلك نحن في حاجة إلى العديد من الدراسات الكبيرة طويلة الأجل لكي تستخلص أي استنتاجات مؤكدة حول التوحد عند الفتيات.
ولكن التوحد عند الفتيات يكونوا أقل عرضة من الأولاد لتشخيص اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه مشكلات في السلوك، إلا إنهن أكثر عرضة لمشكلات مثل القلق والاكتئاب واضطرابات الأكل.
ونظرًا لأننا نتعلم المزيد عن مرض التوحد عند الفتيات، فإننا نقدر مدى أهمية التشخيص في الوقت المناسب والدعم الفعال والفهم.
أسباب التوحد عند البنات
تعددت أسباب التوحد وأصبح يوجد مجموعة واسعة من الأعراض مختلفة في الشدة، فمن المحتمل أن يكون التوحد ناتجًا عن عدة عوامل، بما في ذلك العوامل الوراثية والعوامل البيئية، حيث بعض الفتيات قد يولدن بعوامل حماية وراثية تقلل من فرص الإصابة بالتوحد.
هناك أيضًا نظرية لازالت قيد البحث تُسمى ” نظرية دماغ الذكور المتطرف” حيث تعتمد على فكرة أن تعرض الجنين لمستويات عالية من الهرمونات الذكورية في الرحم قد يؤثر على نمو الدماغ، ونتيجة لذلك قد يركز عقل الطفل تركيزًا أكبر على فهم الأشياء وتصنيفها، وهي السمات التي ترتبط عمومًا بدماغ الذكر، حيث يكون هذا على النقيض من التعاطف والتواصل الاجتماعي، والتي غالبًا ما ترتبط بأدمغة الإناث.
حيث إن تأثير الهرمونات على نمو الدماغ غير معروف جيدًا حتى الآن، مما يعطي هذه النظرية بعض القيود الرئيسية، وجعلها لديها بعض الأخطاء ومع ذلك، فهي بداية جيدة نحو فهم كيفية تطور التوحد ولماذا يظهر عند الأولاد أكثر من الفتيات.
اقرأ أيضاً: فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD) عند الأطفال والبالغين
اختبار التوحد عند البنات
للأسف لا يوجد اختبار طبي يمكنه تشخيص مرض التوحد. يمكن أن تكون عملية صعبة تتطلب غالبًا زيارة عدة أنواع من الأطباء والمختصين، وإذا كنت تعتقد أن ابنتك قد تكون مصابة بطيف التوحد، عليك أن تحدد موعدًا مع الطبيب.
كيف يتم علاج التوحد عند البنات؟
على الرغم من عدم وجود علاج لمرض التوحد، إلا أن الأدوية يمكن أن تساعد في إدارة بعض الأعراض أو الاضطرابات ذات الصلة التي قد تحدث بتزامن لكن الدواء ليس سوى جانب واحد من جوانب علاج التوحد، حيث هناك أنواع عديدة من العلاج سواء كان الأمر دوائيًّا، سلوكيًّا التي يمكن أن تساعد ابنتك لكي تتفاعل مع العالم تفاعلًا أفضل وتستطيع إدارة الأعراض معًا.
قد يظهر على الطفل واحد أو أكثر من الأعراض المرتبطة بالتوحد ولكن لا يكون مصابًا بالتوحد، على سبيل المثال ، يعد تجنب الاتصال بالعين والالتزام بالروتين سمات شخصية شائعة جدًا، لذلك سيحدد الطبيب المختص كل هذه الأعراض وخطة العلاج المناسبة.
كلمة إلى الآباء والأمهات ” الأبطال وراء كل حكاية وقصة لطفل مصاب بالتوحد”
تنفس قليلًا واطمئن؛ نعلم جيدًا أنه قد يعاني الأطفال المصابون بالتوحد من أعراض متعددة تؤثر على حياتهم اليومية، وقد يكونون قادرين على إخفاء هذه الأعراض، ولكن هذا يمكن أن يسبب التوتر بداخلك بسبب أنك تريد أن تجعل فتاتك مثل بقية الفتيات لكن دعنا نلقي نظرة صغيرة بداخلهم:
- تكون الفتاة مرتبكة قليلًا بين أقرانها؛ لذلك تجعل رفيقتها تتحدث نيابة عنها طوال اليوم الدراسي.
- ابنتك لديها اهتمامات “عاطفية” ومحدودة، ربما تتابع عرضًا معينًا لكنها تعرف كل التفاصيل الخاصة بها، وتحب أن تتحدث عنها كثيرًا وطوال الوقت، حاول مشاركتها وتفهم اقتصار محادثة ابنتك على الموضوعات التي تهمها.
- ربما تجد أن انهيارها العاطفي غير مناسب لسنها، وذلك لأن لديها انخفاض مستوى الإحباط وتجد صعوبة في تهدئة مشاعرها عندما تكون محبطة، حاول تفهم مشاعرها.
- قد تعاني ابنتك درجة غير عادية من الاكتئاب أو القلق أو تغيير المزاج باستمرار، ربما يكون ذلك بالنسبة لك مرهقًا لكن هذه الأعراض ليست فريدة من نوعها، ولكن التوحد عند البنات يرتبط بكل من اضطرابات المزاج واضطراب الوسواس القهري.
نعلم بأن يكون الأطفال المصابون بالتوحد أكثر عرضة للتنمر أو سوء المعاملة، ولكن يجب أن يكون الآباء ومقدمي الرعاية والمعلمون على دراية بهذه الأشياء حتى يكونوا مستعدين لتثقيف الأطفال الآخرين حول الحالة وتقديم الدعم.