صحة الطفل
أخر الأخبار

الصرع عند الاطفال، الاعراض، الاسباب والعلاج

فترة الطفولة من أجمل فترات الحياة، بما تحمل في طياتها من آلام وأحلام، وأكثر ما يُعكر صفوها هو اعتلال صحة الطفل وعدم قدرته على ممارسة حياة طبيعية كأقرانه، خاصةً إذا كان هذا الاعتلال يُؤثر على الدماغ والجهاز العصبي، منها ماهو واضح الدلائل ومنها ماهو صعب التمييز كمرض الصرع عند الاطفال.

فالصرع من الأمراض التي كانت تحيط الناس بهالة من الوهم والخوف منذ قدم الأزمنة، ووصف المريض بالعته والجنون، بل ورُبطت في كثير من الأحيان بالمس والسحر، ومما لا شك فيه أن ذلك له بالغ الأثر على حياة المريض وأسرته خاصةً إذا كان المريض طفلًا حديث العهد بالمرض.

ما هو الصرع عند الاطفال؟

هو حالة تنشأ من اضطراب في نقل الإشارات العصبية تصيب المخ والجهاز العصبي.

وتظهر على هيئة تشنجات جزئية أو كلية على شكل نوبات، تصيب جميع الأعمار والأجناس ولكنها تكثر عند الأطفال قبل مرحلة البلوغ.

وعندما يحدث للطفل نوبتين أو أكثر من غير سبب معروف تشخص هذه الحالة بأنها صرع.

أسباب الصرع عند الأطفال

بعض حالات الصرع عند الاطفال قد لا يكون لها أسباب واضحة ولكن هناك عدة عوامل قد تؤثر على المرض منها:

  • الوراثة.
  • نقص بعض الفيتامينات والمعادن: كالكالسيوم والمغنيسيوم وفيتامين د.
  • حدوث جلطة في المخ أو نزيف.
  • صدمة في الرأس.
  • أورام المخ.
  • سكتة دماغية.
  • التهاب السحايا.
  • حدوث نقص في الأكسجين أثناء الولادة.

أعراض الصرع عند الأطفال

يعتمد ظهور أعراض الصرع عند الأطفال على نوع النوبة، ولكن أبرز العلامات المعروفة هي:

  1. حركات سريعة لا إرادية للأطراف.
  2. تيبس العضلات.
  3. فقدان الوعي.
  4. مشاكل أو صعوبات في التنفس.
  5. عدم القدرة على التحكم في المثانة والمعدة.
  6. السقوط المفاجىء بدون سبب.
  7. عدم الاستجابة لما حوله من الضوضاء والكلام.
  8. حركات لا إرادية للرأس والعين كالتحديق بالفراغ أو الجز على الأسنان.

ويمكن أن يحدث ازرقاق للشفاه وصعوبة في التنفس أثناء النوبة، وبعد انتهائها يشعر الطفل بالتعب والنعاس.

أنواع الصرع عند الأطفال

للصرع أنواع كثيرة وذلك على حسب الجزء المصاب من المخ، وحجمه، والعلامات المصاحبة لكل نوع.

هناك نوعين رئيسيين:

1.نوبة جزئية(FOCAL)

وتكون في جانب واحد من المخ سواء نقطة واحدة أو أكثر، وهنا لا يفقد الطفل وعيه، وهي إما بسيطة ويكون الاضطراب في الجزء البصري والحسي، أو معقدة تظهر في جزء الذاكرة والعاطفة .

2.نوبة معممة أو كلية (GENERALIZED)

وتحدث في كلا جانبي المخ وفيها يفقد الطفل وعيه، وهي عدة أنواع:

  • المصحوبة بغيبة(absence/petit mal): وهنا يحدث تغير في الوعي وحركة العينين، ولا تستغرق النوبة أكثر من 30 ثانية ويُمكن أن تحدث عدة مرات يومياً.
  • الارتخائية (atonic/drop attack): ويحدث فيها فقدان  السيطرة على حركة العضلات وقد يؤدي إلى السقوط وإصابة الرأس.
  • الرمعية -المعممة (GTC/grand mal): وهنا تكون على عدة مراحل تبدأ بإنثناء جسم الطفل واهتزازه، يعقبه انبساط للعضلات مع حدوث تشوش في النظر والكلام، وبعد انتهاء النوبة يشعر الطفل بعدها بالتعب ويغلب عليه النعاس.
  • الرمع العضلي(myclonic): وهي حركات سريعة للعضلات وتتكرر في اليوم عدة مرات.

تشخيص الصرع عند الاطفال

يبدأ الطبيب بالسؤال عن علامات الصرع عند الطفل، وتاريخ العائلة، وهل حدث له عدوى أو حمى سابقًا، إصابة في الرأس، مشاكل أثناء الولادة، وماهي الأدوية التي تناولها مؤخرًا.

بعدها يقوم الطبيب بعمل بعض الفحوصات اللازمة: كفحص الأعصاب، فحص الدم، فحص البول، عمل أشعة على المخ (MRI الرنين المغناطيسي/أو CT scan الأشعة المقطعية/أو EEG لقياس كهرباء المخ).

علاج الصرع عند الأطفال

  • يكمن الهدف من العلاج في ضبط وإيقاف وتقليل عدد النوبات.
  • لابد للطبيب من تحديد نوع النوبة، عمر الطفل، الآثار الجانبية للدواء، السعر، و سهولة الاستخدام.
  • أغلب أدوية علاج الصرع  عند الأطفال تكون فموية وبعضها يكون عن طريق الشرج أو الأنف.
  • لابد من الالتزام في إعطاء الطفل الدواء في وقته وعدم التوقف عن إعطائه إلا باستشارة الطبيب. لأن ذلك قد يُسوء من حالة الطفل.
  • جميع أدوية الصرع لها آثار جانبية ونوعية الدواء هو ما يحدده الطبيب لموازنة المنافع والمخاطر.
  • لابد من إجراء فحوصات دورية بعد أخذ الدواء لمعرفة مدى فعالية الدواء في تحسن حالة الطفل.
  • عند عدم جدوى استخدام الأدوية لعلاج الصرع يلجأ الطبيب إلى التحفيز العصبي عن طريق إعطاء نبضات صغيرة للمخ من العصب المبهم وهو عصب كبير في العنق، وذلك للأطفال من عمر 12 سنة فأكثر ممن يعانون من التشنجات الجزئية ولم يظهروا أي استجابة للدواء ، ولكن بالرغم من فعاليتها في تقليل النوبات وحدتها إلا إنها تؤثر على الأحبال الصوتية للطفل.
  • وفي النهاية قد يضطر الطبيب إلى التدخل الجراحي الدقيق في حالة إذا كان الجزء المصاب في جانب واحد من المخ وفي بؤرة معينة.

عوامل تزيد من حدوث نوبات الصرع عند الاطفال وكيفية التغلب عليها

  • قلة النوم: وهي من أهم الأسباب التي تسوء من حالة الطفل لذا لابد للطفل من أخذ قسطًا كافيًا من النوم.
  • نقص التغذية أو النظام الغذائي كثير الكربوهيدرات: له أثر سيء في زيادة حدة النوبة، ولذلك ينصح بإتباع (النظام الكيتوني) وهو نظام غني بالدهون قليل الكربوهيدرات وهو بمثابة طاقة محفزة لعمل المخ.
  • يجب الابتعاد عن بعض الأطعمة التي قد تزيد من حدة النوبات كالأطعمة التي تحتوي على الكافيين.
  • التقليل من التعرض للحرارة، والضوء العالي، والضوضاء، والضغط العصبي، وكذلك الأجهزة الإلكترونية.

وهنا يتبادر إلى الأذهان كيف يمكن للأم والمجتمع التعامل مع الطفل المصاب بالصرع؟

أولًا: يتجسد دور الأم في توعية طفلها إذا كان في سن يسمح بالحديث معه وذلك بإعلامه بطبيعة حالته، وأن أي شخص مُعرض للإصابة بالصرع في أي فترة من فترات حياته. وأن هذا المرض ليس إعاقة ذهنية أو نفسية وأنه غير مُعدٍ، بل يعرف هذا المرض ب(مرض العظماء) لاصابة الكثير من العظماء به كأمثال ألفريد نوبل، وسقراط وغيرهم وكيف استطاعوا أن يسيروا قدمًا في مسيرة حياتهم، وتحقيق العديد من الإنجازات ولم يُثنهم المرض عن ذلك.

ثانيًا: عليها أن تتعلم كيف تتعامل مع طفلها عند حدوث النوبة:

  • كأن تجعله في وضع الاستلقاء على جانب واحد لتفادي خطر السقوط وإصابة الرأس.
  • إبعاده عن أي مسبب للضرر.
  • عدم وضع أي شيء في فم الطفل وعدم الإمساك بلسانه.
  • طلب المساعدة الطبية في حالة استمرار النوبة أكثر من خمس دقائق.

ثالثًا: لا مانع من إعطاء الطفل التطعيمات اللازمة لحمايته من الأمراض المعدية، ويمكنها التواصل مع الطبيب المشرف على حالة طفلها.

وفي معظم الحالات لا يُؤثر هذا المرض على قدرة الطفل على التعلم، ولكن قد يحتاج إلى قسط أكبر من الوقت والدعم مقارنةً بزملائه.

ومن هنا لابد من إعلام المدرسة بحالة الطفل وتعلُم كيفية التصرف مع الطفل أثناء النوبات، وماهي الأدوية التي يتناولها بالجرعات الصحيحة والأوقات بعينها.

وأخيرًا: يمكن للطفل المصاب بالصرع ممارسة حياة طبيعية من غير فوارق بينه وبين أقرانه إذا التزم بأخذ الأدوية بجرعاتها وأوقاتها الصحيحة، وإذا كان المجتمع حوله على دراية كاملة بكيفية التعامل مع هذه الحالات الخاصة، وعدم التقليل من شأنهم، واعتبار أنهم فئة من فئات المجتمع يحق لها العيش حياة كريمة. 

المصدر
epilepsy childhoodhopkinsmedicine

د. سمر مصطفى عبيد

صيدلانية وكاتبة محتوى طبي
زر الذهاب إلى الأعلى