الصحة النفسية
أخر الأخبار

رُهاب السعادة (الشيروفوبيا) | هل ما زلت تخشى الفرح وتعتبره نذير شؤم؟!

Cherophobia

لطالما كانت السعادة هي المحرك الأساسي لأغلب الأشخاص في حياتهم. كثيرون منا يختارون وظيفة تسعدهم، ويمارسون هواية أو نشاطاً ما ليشعروا بالسعادة. وحتى في اختيار شركاء حياتنا، نختار دائماً مَن يسعدوننا ونشعر معهم بأن تلك السعادة ستستمر لوقت طويل أو حتى للأبد. ولكن هل لك أن تتخيل يا عزيزي القارئ أن هناك مَن يخشى السعادة ويرهبها، بل ويعتبرها أيضاً نذيراً للشؤم يحذر باقتراب مصيبة أو كرب شديد؟ إنهم المصابون برهاب السعادة المعروف بالـ(شيروفوبيا- Cherophobia) أو اضطراب الخوف من الفرح. هيا بنا نقرأ لنعرف المزيد عن رهاب السعادة وكيفية التخلص منه لمواصلة حياة طبيعية.

ما هو رهاب السعادة؟

رهاب السعادة المعروف بالـ(شيروفوبيا- Cherophobia) هو شكل من أشكال اضطراب القلق والتوتر (Anxiety) وهو غير مصنف رسمياً في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5) الذي يُعد المرجع الطبي الرسمي في مجال الصحة النفسية. وعلى الرغم من ذلك فهناك خبراء في الصحة النفسية يتحدثون عنه ويناقشون هذا الاضطراب والطرق المحتملة لعلاجه. 

ما هي أعراض الشيروفوبيا؟

قد يخطر لك أن المصاب برهاب السعادة غالباً سيكون مكتئباً أو حزيناً أو قلقاً، ولكن ذلك ليس صحيحاً. فالمُصاب برهاب السعادة ليس بالضرورة مكتئباً أو حزيناً، ولكنه يحاول تجنب أي مناسبة أو حدث قد يولد شعوراً بالسعادة مما يثير القلق في نفسه. بالاضافة لذلك يوجد عدة أعراض أخرى مثل:

  • القلق والتوتر عند حضور أيّ مناسبة أو ممارسة نشاط مفرح مثل حضور حفلة موسيقية أو فرح.
  • رفض الفرص التي قد تغير حياتك تغييراً جذرياً بطريقة إيجابية خوفاً من حدوث شيء سيئ.
  • رفض المشاركة في أي أنشطة.
  • الاعتقاد بأن إظهار الفرح سيئ لك ولعائلتك.
  • الاعتقاد بأن كونك سعيد يجعلك شخصاً سيئاً. 
  • الاعتقاد بأنك كونك سعيد يعني أن شيئاً سيئاً على وشك الحدوث.
  • الاعتقاد بأن سعيك للعثور على السعادة إضاعة للوقت والمجهود.

كما يغلب على المصابين إيمان تام بأن لحظة الفرح لا بد أن تليها مصيبة أو كارثة بشكل ما وأن الأمور ستسوء كثيراً إن فرحوا أو أظهروا مشاعر الفرح.

أسباب رهاب السعادة

كما قلنا قبلاً فرهاب السعادة ينبع من إيمان تام بأن حدوث شيء جيد أو أن تحسن حياة الشخص فجأة هو مؤشر حتمي على أن الأحوال بلا شك ستنقلب إلى العكس تماماً. كما يتجنب المصاب أي شيء يفرحه أو أي فرصة قد تحسن من حاله خوفاً من العواقب الناجمة عن ذلك. وعادة ما يحدث ذلك مع أشخاص واجهوا في حياتهم تجارباً صادمة لهم سواء كانت نفسية أو جسدية.

ونجد أن أكثر الشخصيات عرضة للإصابة برهاب السعادة هي الشخصيات الـ(انطوائية- Introverts) والـ(باحثة عن المثالية- Perfectionists). الانطوائيون عادة هم أشخاص يفضلون العزلة والقيام بالأنشطة المختلفة وحدهم أو مع شخص أو اثنين بالكثير. كما يشعرون دائماً بالتوتر والخوف حيال وجودهم في أي تجمعات أو في زحام مع أشخاص كثر وأصوات مرتفعة أو عند محاولة التعرف إلى أشخاص جدد.

أما الباحثون عن المثالية، فغالباً يشعرون أن السعادة هي صفة للكسالى وغير المجتهدين، ونتيجة لذلك يتجنبون الأنشطة التي قد تسعدهم لأن ذلك يبدو لهم كنشاطاً بلا فائدة أو هدف.

وسائل معالجة رهاب السعادة

لا يوجد أدوية أو وسائل علاج محددة لرهاب السعادة نظراً لعدم دراسته بشكل مفصل كاضطراب. ولكن تتمثل بعض العلاجات المقترحة في ما يلي:

  • العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، عن طريق إدراك الشخص خطأ تفكيره وتصرفاته وتحديد طريق التعامل مع المواقف والأشخاص الآخرين التي قد تساعده على تغيير سلوكه.
  • أساليب الاسترخاء، أي ممارسة نشاط ما يساعد على الاسترخاء ويقلل من القلق والتوتر، كالتنفس العميق، أو اليوغا، أو تدوين المذكرات، أو ممارسة التمارين الرياضية.
  •  التنويم المغناطيسي لتقويم سلوك الشخص.
  • حضور مناسبات مفرحة أو المشاركة في أنشطة مفرحة لكي يدرك الشخص أن السعادة لا ترتبط بحدوث شيء سيئ.
  • مرافقة أصدقاء أو أشخاص مقربين من أفراد العائلة ذو تأثير إيجابي. 

ولكن الجدير بالذكر أن ليس كل المصابين باضطراب الخوف من الفرح يحتاجون إلى العلاج، فبعض الأشخاص يجدون سعادتهم في وحدتهم وابتعادهم عن المناسبات السعيدة. ولكن إن كان هذا الرهاب يهلك حياتك ويمنعك من عيش حياة طبيعية، فأنت بكل تأكيد تحتاج إلى علاج لتستطيع مواصلة حياتك بشكل طبيعي. وكذلك إن كان رهاب السعادة متعلق بصدمة نفسية أو جسدية فعليك معالجة ذلك أولاً ويساعد ذلك على معالجة رهاب السعادة.

وإليك عزيزي القارئ فيديو توضيحي عن الشيروفوبيا (Cherophobia)، وهو فيديو قصير مدته 10 دقائق، يوضح حياة مصاب برهاب السعادة وكيف يتصرف وتوقعه الدائم لحدوث أشياء سلبية ورفضه التام لإمكانية حدوث أشياء جيدة بلا عواقب وخيمة.

اضغط لمشاهدة الفيديو: شيروفوبيا

المصدر
healthline
زر الذهاب إلى الأعلى