تُعد سنوات المراهقة صعبة للغاية؛ حيث إنه يتفاقم فيها العديد من المشكلات. من أهم مشكلات هذه المرحلة هي مشاكل المدرسة عند المراهقين وكيفية التعامل مع الآخرين؛ وذلك بسبب الدوامة الهرمونية الجماعية. تتفاقم المشكلات في المدرسة بسبب الإجهاد، الصورة الذاتية، والتحكم العاطفي للمراهق. وهو الذي بدوره يجعل المدرسة تبدو وكأنها عقبة نفسية، وجسدية بدلاً من أن تكون مكان للتعلم. يمكن أن تظهر هذه المشكلات بصورة كبيرة أو صغيرة، كما أنها في بعض الأحيان قد تختفي هذه المشكلات بسرعة، ويمكن أيضاً أن تستمر لفترة أطول، مما يستدعي تدخل الوالدين، أو تدخل أفراد آخرين بالغين. تعرف معنا عزيزي القارئ على أهم مشاكل المدرسة عند المراهقين، وكيفية حل هذه المشاكل، وطرق التغلب عليها.
محتويات المقال
الإجهاد في سن المراهقة
يعتبر الإجهاد من أهم مشاكل المدرسة عند المراهقين فالمدرسة هي أكبر مصدر للتوتر لدى المراهقين. وذلك بسبب الضغط على الشباب من أجل تحقيق أداء جيد عند القيام بالأنشطة الأكاديمية، والرياضية. هذا بالإضافة إلى ضغوط الامتحان؛ لذلك قد يشعر ابنك المراهق بالتوتر، والضغط من عدة زوايا مختلفة. بصفتك أحد والديه يمكنك التواجد الدائم لدعمه. والاطمئنان على صحته، ومراقبة بعض العلامات التحذيرية التي قد يكون ليس على علم بها. لذا يستوجب عليك بعض السلوكيات التي يمكن أدائها لتشجيع ابنك المراهق خلال هذه الفترة الحرجة من أهمها:
- متابعة ابنك المراهق في أداء تمارين رياضية كافية للحفاظ على صحته ولياقته البدنية. تُعد الرياضة من أفضل الطرق لتقليل التوتر.
- الذهاب إلى التنزه مع العائلة أو القيام ببعض الأنشطة الأخرى.
- إسأله عما يشعر به، وساعده في سرد إيجابيات، وسلبيات أي قرار هام يتخذه.
- يمكن للوالدين أيضاً المساعدة في التأكد من حصول أبنائهم على قسط كافٍ من النوم. وذلك عن طريق الإصرار على سياسة (إطفاء الأنوار) في الليالي المدرسية. أيضاً إخراج التليفزيون، وأجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة من غرفهم أمر هام لأنه قد يساعد ابنك في استخدام غرفة نومه للنوم فقط. أيضاً الحد من استخدام الإنترنت وذلك عن طريق تغيير كلمة المرور wifi بعد وقت معين. للتأكد من الحصول على قسط كاف من النوم أثناء الليل.
اقرأ أيضاً: الاكتئاب عند النساء | أسبابه وأعراضه وكيفية التعامل معه
الواجب المنزلي
حل الواجبات المنزلية تُعد من أبرز مشاكل المدرسة عند المراهقين في فترة الدراسة. حيث إنه قد يحتاج إلى ما يقرب من 3 إلى 4 ساعات في الليلة بمعدل 17 ساعة في الأسبوع لأداء الواجبات المدرسية. لذلك يتوجب عليك تجاه ابنك المراهق مايلي:
- يجب على الوالدين مساعدة أبنائهم وذلك عن طريق تنظيم الوقت وتحديد الأولويات.
- تهيئة مكان مناسب في المنزل منظم ذات مساحة هادئة، وإضاءة مناسبة وجيدة لأداء الواجبات المدرسية؛ للسماح بإنتاجية، وأداء أكبر في وقت قياسي أقل.
التنمر في المدرسة
إن التنمر من أهم مشاكل المدرسة عند المراهقين؛ حيث أنه قد يتخذ عدة أشكال؛ فقد يمكن أن يكون التنمر نفسياً، أو جسدياً، أو إلكترونيا. كل يوم قد يشعر الآلاف من المراهقين بالخوف والقلق من الذهاب إلى المدرسة؛ لما سوف يواجهه من التنمر. التنمر عبر الإنترنت هو حقيقة سريعة في عالم المراهقين. يُعد حوالي 15.5% من المراهقين قد يتعرضون للتنمر عبر الإنترنت. ما هو دور الوالدين في حل هذه المشكلة؟
في بعض الأحيان قد يصعب على المراهقين معرفة الآباء والأمهات لما يواجهون من تنمر في المدرسة لأنهم في الغالب قد يشعرون بالخجل أو الخوف ولا يرغبون في إشراك أحد الوالدين أو المعلم، لذلك يجب عليك ك ولي أمر ما يلي:
- عليك أن تبدأ بمعرفة الإصابات غير المبررة وانخفاض الدرجات والتغيرات السلوكية والشخصية.
- الاستماع إلى ابنك المراهق وإخباره بأنه ليس خطأه.
- التوجه إلى المدرسة والاهتمام بتنبيه أحد الموظفين لما يتعرض له ابنك المراهق من تنمر.
- يمكن لموظفي المدرسة القيام بمساعدة ابنك المراهق في تغيير جدوله الزمني، أو تغيير خطة الجلوس، وخط سير الحافلة.
- من الصعب التحكم والقضاء على التنمر الإلكتروني؛ لذلك يجب على الآباء التأكد من سلامة أبنائهم، وبناء علاقة قوية معهم؛ لأنه يُعد أمر حيوي في علاج التنمر الإلكتروني.
تعاطي المخدرات أو الإدمان
هذه المشكلة من أخطر مشاكل المدرسة عند المراهقين؛ فقد يختبر العديد من المراهقين الكحول والمخدرات، ولسوء الحظ قد يصبح هؤلاء مدمنين لهذه المواد. لذلك يستوجب على الآباء ما يلي:
- الاحتفاظ بالعقاقير الطبية الخاصة بك مثل مسكنات الألم بعيداً عن ابنك المراهق وأصدقاؤه؛ فقد يمكن إساءة استخدام هذه العقاقير.
- متابعة ابنك المراهق بصفة مستمرة وما يفعله مع أصدقاؤه.
- إذا كنت تشك في تعاطي ابنك المراهق للمخدرات، فعليك الاتصال بالطبيب المختص ومعرفة برامج التعافي من الإدمان، حيث إنه كلما تمكن المراهق من الحصول على مساعدة للتخلص من الإدمان كلما كان ذلك أفضل له ولصحته.
اضطرابات الصحة العقلية
تظهر العديد من اضطرابات الصحة العقلية خلال سنوات المراهقة من أهمها الاكتئاب والقلق وهما من أكثر مشاكل المدرسة عند المراهقين. قد يصاب بعض المراهقين باضطراب الوسواس القهري(OCD)، أو اضطرابات الأكل، أو اضطراب ثنائي القطب خلال المرحلة الثانوية. قد تسبب هذه العوامل في إهمال الدراسة، وانخفاض درجات التحصيل الدراسي، ومشاكل أخرى تتعلق بالتحصيل الأكاديمي. كل هذه الاضطرابات يمكن لها أن تُعالج مع المتابعة المستمرة مع أخصائي الصحة العقلية.
تُعد مشاكل المدرسة عند المراهقين من المشاكل الأكثر شيوعاً في مجتمعنا الحالي. لذا احرص دوماً أخي القارئ على توخي الحذر، ومراقبة ابنك المراهق باستمرار، ومد يد الدعم دوماً له.